العدد 1251
الأحد 18 مارس 2012
banner
موقف عيسى قاسم من المحرقة السورية
الإثنين 29 أبريل 2024

لا مجال للدهشة والاستغراب الذي يشعر به البعض بسبب موقف الشيخ عيسى قاسم الصامت تجاه ما يجري على الأراضي السورية، فاللعبة الطائفية في منطقتنا باتت واضحة بكل سوءاتها واصبح اللعب على المكشوف كما يقال، فكيف يشارك الشيخ قوى الاستكبار في السعي لإسقاط النظام الوحيد الذي يدور في الفلك الإيراني!
نعم لم نر تصريحا واحدا ولم نر جملة واحدة في الخطب النارية التي يطلقها الشيخ عيسى قاسم ينتقد فيها ما يجري في سوريا على مدار عام مضى رغم هذا العدد الكبير من الشهداء ورغم المآسي التي يتعرض لها الفارون من جحيم الحرب، فهؤلاء من وجهة نظره كعرب الأحواز لابد من تطهير البلاد منهم.
عشرة آلاف سوري قتلوا شيء لا يهز المشاعر ولا يحرك ضمير الشيخ عيسى قاسم لأنهم ليسوا من الشيعة.
اللعبة الطائفية في منطقتنا هي الأساس الذي يحكم كل المواقف وكل التصريحات وازدواجية المعايير مسألة موجودة على كل المستويات.
فكيف للشيخ عيسى قاسم أن يتبنى موقفا مختلفا عن موقف الولي الفقيه حتى وإن هلك نصف الشعب السوري.
الشيخ عيسى قاسم أوصى بسحق رجال الشرطة البحرينيين رغم أنهم لم يقتلوا أحدا ولم يعذبوا أحدا، ولكنه اعتبر أن الجيش السوري والشبيحة في مهمة مقدسة هي تركيع الشعب السوري وإذلاله خدمة لرجل يتحالف مع إيران ومشاريعها في المنطقة.
موقف الشيخ عيسى قاسم هو موقف السيد علي خامنئي هو موقف حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني وهو أيضا موقف مقتدى الصدر في العراق.
حسن نصر الله ساءه جدا أن قام مفتي السعودية بانتقاد أعمال الشغب التي وقعت في القطيف، فقال له «أف أف.. عمهلك شوية على العالم..»، حركته كلمة قالها مفتي السعودية ولم تحركه المدافع والدبابات التي تهدم بيوت السوريين وتقتلهم وتشردهم.
الجميع محكوم بمصالحه وأيدولوجياته وخططه ولا مجال للانسانية والشعارات التي طالما تجمل بها الشيوخ لكي يدغدغوا عواطف الجماهير.
ليست أميركا وحدها هي التي تمارس ازدواجية المعايير وتكيل بمكيالين، ولكن إيران ووكلاؤها أيضا يكيلون بمكيالين.
فليقتل آلاف السوريين كما قتل آلاف اللبنانيين من قبل في عام 2006 طالما أن هذا يصب في مصلحة الترتيبة الايرانية للمنطقة التي نعيش فيها، فالسياسة شيء والانسانية والضمير شيء آخر.
لقد أصبحت الصورة واضحة للجميع، فالشيخ عيسى قاسم يتحرك داخل مربع مرسوم من قبل الولي الفقيه ولا يمكنه الخروج منه مهما كان حجم الحرج الذي يتعرض له ومهما كان الموقف بعيدا عن الانسانية والضمير.
وعلى أية حال فإن خسارة عيسى قاسم لن تكون بحجم خسارة حسن نصر الله وحزبه، فعيسى قاسم لا يمثل لدى الشعوب العربية سوى نفسه كمرجع شيعي يؤمن بنظرية الولي الفقيه، ولكن نصر الله يتحدث باسم حزب طالما تحدث عن المقاومة وتحرير فلسطين ثم باع الشعب السوري بأبخس الأثمان واستحق أن تنهار صورته التي بناها بالشعارات منذ وقت طويل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .