العدد 1248
الخميس 15 مارس 2012
banner
وجاء دور مقتدى الصدر!!
الإثنين 29 أبريل 2024

آخر من يحق لهم الكلام عن الشأن البحريني هم أولئك الذين أتوا إلى العراق على ظهر الدبابات الأميركية وأولئك الذين أتت بهم أجهزة الأمن الايرانية إلى العراق لتنفيذ مهام محددة على أشلاء الملايين من العراقيين الذين ارتوت أرض العراق بدمائهم.
والسيد مقتدر الصدر الذي شاهد بعينيه ذبح أطفال الفلوجة واغتصاب نساء العراق واستخدام الفوسفور الأبيض ضد الفلوجة السنية ورأى ذبح علماء العراق على أيدي فرق الاعدام الايرانية لا يحق له أن يتدخل في شؤون البحرين، لأنه بتدخله في شؤون البحرين يكون كمن قتل الحسين ثم راح يسأل هل دم البرغوث حلال أم حرام؟
السيد مقتضى الصدر سمع بلاشك قصة الفتاة العراقية التي اغتصبت أمام أسرتها ثم قتلت هي وأبوها ولم يتكلم ولم يحتج ولم يحزن وكأن كل هذا لا يستحق الاحتجاج ولا يستحق التظاهر.
سماحة الشيخ مقتدى الصدر نسى التوجيهات التي صدرت له من السلطات العراقية أثناء الحرب لكي يغادر إلى إيران هو ومن معه من الشخصيات الشيعية البارزة التابعة لولاية الفقيه حتى تفرغ القوات الأميركية من تصفية العلماء السنة حفاظا على روحه هو ومن في مستواه بعد أن تم التدخل لدى الأميركيين لاقناعهم بضرب المناطق السنية أولا لاعطاء الفرصة لأصحاب السماحة لكي يهربوا بجلدهم إلى إيران حتى تتم المهمة.
ماذا يريد مقتدى الصدر عندما دعا إلى خروج مظاهرات في العراق تأييدا لشيعة البحرين؟ وما الذي ستؤدي إليه مظاهرات شعب عانى ما عاناه تحت الاحتلال، فهل حلت كل مشكلات الشعب العراقي ورفع عنه الظلم،لكي يتفرغ للدفاع عن غيره من الشعوب.
الشعب العراقي يعاني من الفقر رغم أنه يمتلك كل شيء، يمتلك النفط والأرض والنخل والماء ولا ينعم بما حباه الله به من نعم، ومع ذلك يريد السيد مقتدى منه أن يثور من أجل شيعة البحرين!!
الشعب العراقي يعاني من البطالة ويعاني من عدم الرعاية الصحية وانعدام الأمن ويحتاج إلى وقت طويل ويحتاج من مقتدى الصدر ومن كل الرموز أن يتقوا الله فيه وأن يسعوا إلى الخروج به من المستنقع الذي أدخلوه فيه باسم الديمقراطية وإزاحة الدكتاتورية ولم يحققوا له شيئا، بل نقلوه إلى ما هو أسوأ.
لا يوجد شعب على وجه البسيطة قد تعرض لما تعرض له الشعب العراقي من ظلم وتنكيل، ومع ذلك يريد السيد مقتدى أن يقلب الصورة، ويطلب من فاقد الشيء أن يعطيه.
إذا كان الرموز يسكبون الزيت على النار ويشعلون الفتنة فلا أمل أن تخمد هذه النار، فما قاله مقتدى الصدر حول البحرين هو إشارة واضحة، بل لنقل فتوى غير مباشرة لتبرير العنف والاحتجاج وتسخين الأجواء بدلا من تبريدها، وهذا أمر لا يرضاه الله وشيء لا علاقة له بالاسلام، حتى وإن صدر عن مقتدى الصدر أو غيره، مهما كانت مكانته لدى أتباعه.
نحن نقول لكل من يدسون أنوفهم في شؤون بلادنا، مهما كانت مكانتهم لدى أتباعهم: نظفوا بيوتكم أولا قبل أن تنصحوا غيركم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية