العدد 1241
الخميس 08 مارس 2012
banner
نستحلفكم بالله أن توقفوا هذه الفتنة
الإثنين 29 أبريل 2024

تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ الهجوم الضاري الذي شنه الفريق ضاحي خلفان مدير شرطة دبي على الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، على خلفية رفض الأخير لقيام السلطات الاماراتية بطرد سوريين شاركوا في تظاهرات غير مصرح بها.
المفردات كانت قاسية والتهم موجعة جدا لأنها وجهت ضد شخص في مكانة واحترام الشيخ القرضاوي، وما يدعو للألم أكثر أنها صدرت أيضا عن شخص له مكانته واعتباره وتاريخه المهني والسياسي على مستوى الوطن العربي.
نحن نحترم الفريق ضاحي خلفان صاحب المواقف السياسية المحترمة وصاحب المكانة الكبيرة، ولكننا نرفض هذه الحملة التي لا تسعد احدا سوى أعداء خلفان وأعداء القرضاوي، فتعرية وتسفيه عالم مسلم يعرفه العالم على هذا النحو مسألة لا تسعد إلا أعداء الاسلام.
الفريق خلفان لابد أن يتقبل العتاب، بل يتقبل النقد الذي انصب كالسيل على صفحات الصحف والمواقع الالكترونية التي نشرت الخبر الذي نال فيه من الشيخ الجليل، لأن الشيخ القرضاوي له تلاميذه ومحبوه بالملايين في أنحاء العالم.
ولكي نعرف خطورة ما جرى وحجم التأثير الذي أحدثه، علينا أن نفتح أي جريدة نشرت الخبر على موقعها الالكتروني ونقرأ التعليقات التي وردت ونتأملها كما وكيفا، سنجد حلبة جديدة من حلبات الفتنة وتقطيع ذات البين ققد فتحت وسوف يصعب إغلاقها.
الاختلاف في الرأي، وارد والعتاب وارد، والانتقاد وارد أيضا، وتدخل بعض الأفراد الرسميين، أو غير الرسميين في شؤون الدول شيء يحدث يوميا، وللدول التي تتعرض لذلك أن ترد على لسان أحد مسؤوليها على ما وجه لها من انتقادات، ونحن لا نعتب على الفريق خلفان لأنه رد على الشيخ القرضاوي ورفض ما أفتى به، ولكننا نعبر عن شعورنا بالألم لتعرض هذا الشيخ، الذي نحسبه على خير، ونحبه لأنه لا يخشى في الحق لومة لائم، لما تعرض له من تشويه.
إن ما قيل وما سوف يقال تعليقا على هذه الأزمة التي لا داعي لها سيشكل مادة ثرية لوسائل الاعلام الغربية التي تتولى تشويه الاسلام والمسلمين ليل نهار لكي تستشهد بها ضمن حملاتها الظالمة.
فعندما تصدر شرطة دبي مذكرة اعتقال بحق الشيخ القرضاوي، حتى وإن لم تنفذ، فهي وثيقة تاريخية تستخدم من قبل الغير ضد رمز من رموز الاسلام، وهي ذريعة وحجة قوية لكل دولة وكل جهة تريد النيل من الشخصيات الاسلامية ذات المكانة والاعتبار في بلاد الاسلام.
لن يكون من حقنا الرد على من يساوون بين الاسلام وبين الارهاب ما دمنا قد وصمنا مشايخنا بالارهاب وحقرنا من شأنهم.
نحن نرفض الانفعال في رد الفعل عندما يتعلق الأمر بالكبار وأصحاب المكانة مثل الفريق ضاحي خلفان، ونرفض إهانة الرموز من أمثال الشيخ القرضاوي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية