العدد 1239
الثلاثاء 06 مارس 2012
banner
فتوى القرضاوي وغضب الفلسطينيين 2-2
الإثنين 29 أبريل 2024

إكمالا لما بدأناه بالأمس عن الفتوى التي أطلقها الدكتور يوسف القرضاوي بعدم جواز زيارة القدس للمسلمين من غير الفلسطينيين، والتي أثارت غضبا فلسطينيا شديدا، ما أريد أن أقوله اننا لا يجب أن نتخذ من فتوى الشيخ القرضاوي سببا جديدا لشق الصفوف والذهاب بعيدا، خاصة أن الخلاف موجود أصلا والحساسيات قائمة ولا تحتاج إلى المزيد من الوقود.
لا يجب أن تستمر هذه الحملة ضد هذا المرجع المعروف لأنها ستنعكس من جديد على الصراع بين الفصائل الفلسطينية وسوف تنعكس على القضية الفلسطينية برمتها وسوف تدشن من جديد حرب التخوين المتبادل التي لا تفيد أحدا سوى المحتلين.
لابد أن نعرف أن الهجوم على القرضاوي يمكن أن يولد حربا إعلامية على المستوى العربي كله، بين مؤيد ومعارض للشيخ القرضاوي، ورأينا خلال سنوات الصراع بين فتح وحماس كيف انقسم العرب بسبب هذا الصراع، ليس فقط على مستوى القادة، ولكن على المستوى الاعلامي، حيث نشرت الصحف العربية أطنانا من المقالات المؤيدة لطرف والمنددة بالآخر.
الصحف الفلسطينية شنت هجوما على الشيخ وقالت: “كان الأولى بالشيخ القرضاوي أن يتذكر أن قادة الدولة التي يستظل بإعلامها ونفوذها وأموالها هم أول من زار اسرائيل نفسها وليس القدس وأن مكاتب إسرائيل الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية وصفقات توريد الغاز والتعامل التجاري والعلمي والرياضي تطبع وتتعامل مع الاحتلال”، وهذا خلط غير منطقي للأمور، فالدكتور القرضاوي ليس مسؤولا قطريا وليس وزيرا لخارجية قطر لكي ننتقد السياسات القطرية ردا على فتوى دينية أطلقها.
وبناء عليه فصحف قطر حتما سترد على ما قالته الصحف الفسطينية الفتحاوية وتندد بما كتب في حق قادة بلادها وتقول هي الأخرى ما تريد عن قادة فتح وتفتح ملفات محمد دحلان وما جرى وما كان، وندخل في حرب إعلامية ضروس لا مبرر لها، ونتفرغ مجددا لتخوين بعضنا البعض.
وتنتقل الحرب إلى جبهات عربية أخرى تشارك فيها حسب موقفها، خاصة الجبهة المصرية بعد سقوط النظام المصري الذي كان يميل أكثر للفتحاويين، أما الآن فقد تغيرت الأوضاع وصعدت الجبهة المؤيدة للحمساويين، حيث أصبحت جماعة الاخوان المسلمين في مقدمة الصفوف في مصر وزاد عدد مريديها.
لابد إذا أن نضع الفتوى التي صدرت عن الشيخ القرضاوي في إطارها ونصابها الصحيح قبل أن تستفحل الحرب فيما بيننا ونطعن القضية الفلسطينية طعنة جديدة في هذه الظروف الحساسة التي يمر بها العالم العربي.
القرضاوي قال ما يراه ويعتقده، وعلينا أن نفعل ما نراه وما نعتقده دون الدخول في معارك جانبية تجعلنا سخرية الأمم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .