العدد 1234
الخميس 01 مارس 2012
banner
حول استقبال جلالة الملك للإعلاميين العرب
الإثنين 29 أبريل 2024


تصريحات جلالة الملك المفدى خلال استقباله بقصر الصافرية عددا من الإعلاميين والصحافيين العرب على هامش مشاركتهم في ملتقي الإعلاميين الشباب العرب، تضمنت قضايا غاية في الأهمية على المستوى العربي وعلى المستوى المحلي.
فقد أكد جلالة الملك أن قضية العرب الأولى هي قضية القدس وأن على الإعلام العربي ألا ينشغل عنها، وهي كلمة مستحقة ولها أهميتها الكبيرة خلال هذه الفترة الاستثنائية التي يمر بها العالم العربي التي انشغل خلالها عن هذه القضية المهمة.
ولو قمنا بدراسة مضامين الإعلام العربي والأدبيات التي كتبت في الصحف العربية منذ بداية ما سمي بالربيع العربي لوجدنا أن قضية القدس قد تراجع الاهتمام بها إلى حد مزعج، فقد انشغلت وسائل الإعلام العربية تماما بالشأن المحلي وأهملت القدس بل أهملت القضية الفلسطينية بشكل عام.
وبالتالي فإن ما طرحه جلالة الملك أمام الإعلاميين العرب الشباب حول القدس له دلالته الكبيرة، فجلالته أراد أن يذكر هؤلاء الشباب بأهمية القدس، وأولوية القدس، في خضم الزخم الإعلامي الكبير الذي يتناول الثورات العربية وتداعياتها، وهذا دليل على أن القيادة البحرينية لا تنسى تحت أي ظروف التزاماتها العربية والإسلامية مهما كانت الأزمات التي تمر بها في الداخل.
أما القضية الثانية التي تحدث عنها جلالة الملك والتي تأثرت هي الأخرى بما جرى في الوطن العربي من احتجاجات وثورات، فهي قضية الشيعة العرب والتعميم في الحكم عليهم، حيث وقع نوع من الظلم على هؤلاء الذين لا ينتمون منهم لنظرية الولي الفقيه، وهم بالفعل أغلبية سواء في البحرين أو في غيرها.
وعندما يتم طرح هذه القضية أمام الإعلاميين من قبل أعلى سلطة في مملكة البحرين وهي جلالة الملك المفدى، فمعنى ذلك أن جلالته يريد وضع الحالة البحرينية في نصابها الصحيح ويريد أن يصحح كل بنود الصورة بواسطة هؤلاء الإعلاميين الذي يمثلون دولا ومؤسسات إعلامية عديدة.
والأهم من ذلك كله أن جلالة الملك يثبت لنا في كل مناسبة أنه الأب الذي يتعامل مع أهل البحرين على أنهم أسرة واحدة، وأنه رغم كل ما جرى حريص كل الحرص على الوئام وعلى إعطاء كل ذي حق حقه وعدم استخدام القوالب الجامدة في الحكم على الناس، فالشيعة ليسوا جميعا تابعين لإيران ولمذهب الولي الفقيه ولكنهم مواطنون في البحرين وفي العراق وفي أكثر من دولة عربية وحريصون على سلامة بلادهم، وقد رأينا كيف شاركت أسر شيعية بحرينية في تجمع الفاتح من منطلق الانتماء لهذا الوطن.
هذه اللمسة الأبوية من جلالة الملك تجاه مكون من مكونات الشعب البحريني تثبت من جديد عظمة جلالة الملك وقدرته على مداواة كل الجروح، فما من شك أن الشيعة المخلصين لوطنهم تأثرت نفوسهم من جراء التعميم الذي مارسته وسائل الإعلام خلال تناولها للأزمة البحرينية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .