العدد 1223
الأحد 19 فبراير 2012
banner
الأجانب والمنظمات الأجنبية والاحتجاجات العربية
الإثنين 29 أبريل 2024

مسألة وجود الأجانب،وبخاصة الأمريكيين والانجليز والايرانيين في الاحتجاجات التي وقعت في الدول العربية تكررت كثيرا وقرأنا عنها في أكثر من دولة عربية بشكل يدعو إلى الشك حول مواقف هذه الدول مما يجري في العالم العربي ضمن ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي.
 قبل يومين قامت السلطات الأمنية البحرينية بالقبض على ستة أمريكيين يشاركون في التظاهرات مخالفين للهدف من زيارتهم للبلاد،وهو أمر لا يمكن أن تقبله اي دولة عريقة في الديمقراطية.
 وقبل ايام قرأنا في الصحف المصرية عن أشياء تجعلنا نفقد الثقة نهائيا في مواقف الولايات المتحدة تجاه ما يجري في بلاد العرب،فقد قرانا عن أمريكيين وإنجليز يقومون بتوزيع مبالغ مالية على الناس في مدينة المحلة الكبرى الواقعة في وسط الدلتا المصرية ويحرضون هؤلاء الناس على التخريب والعصيان المدني،فمن هؤلاء وما هو هدفهم وما هي الجهة التي أوفدتهم؟ولماذا يحرضون الناس على الفوضى بعد أن سقط النظام وبدأت الدولة المصرية طريقها نحو الديمقراطية؟وقد سبق أيضا ونشرت الصحف المصرية أن إيرانيين كانوا موجودين بميدان التحرير يشاركون في الاحتجاجات التي سبقت سقوط النظام،هذا إلى جانب عشرات الأمريكيين الذين أوقفتهم السلطات المصرية ويجري التحقيق معهم حتى الآن،ولا ننسى قصة ضابط الموساد الصهيوني الذي عاش بين ثوار مصر كرجل دين إسلامي يصعد على منابر المساجد ويلقي الخطب الحماسية على المتظاهرين المصريين.
 ألا تجعلنا هذه الحوادث التي تكررت نشعر أن في الأمر مؤامرة تهدف إلى نشر الفوضى في الدول العربية والسعي لتخريبها وفتح المجال للتدخل الأجنبي فيها؟
 ألا يدل تكرار وجود الأجانب  في الاحتجاجات على أن أجهزة مخابرات كثيرة تصول وتجول وتحرك الأحداث في الدول العربية في هذه الفترة العصيبة حتى تنتهي هذه الدول كلها إلى كيانات هزيلة تتصارع شعوبها طائفيا أو عرقيا حتى يمكن تنفيذ أي خطط فيها،والتدخل فيها بذرائع كثيرة كحماية أصحاب دين معين أو طائفة معينة.
 إذا لم تكن هناك مؤامرة ،فلماذا تعمل 22 منظمة أجنبية ضد البحرين وتقوم بالتمويل والتدريب والتحريض وتعتبر ما تقوم به من تدخل في شئون الدول حقا لها؟
 وإذا كان هدف هذه المنظمات هو دعم الديمقراطية كما يقولون،فلماذا نشطت 23 ألف منظمة مدنية في مصر بعد الثورة وقدمت المليارات من اجل دفع الشعب المصري للصدام مع قواته المسلحة التي حمت البلاد من السقوط في دوامة الفوضى.
 ورغم أن الغالبية من المنظمات المشبوهة موجودة داخل الولايات المتحدة،إلا أن الإعلان عن وجود ثلاث منظمات يمارسون نشاطهم المعادي للبحرين إنطلاقا من أراضي دولة خليجية ويحصلون على تمويل منها هو أمر يدعو إلى الفزع ويسبب لنا صدمة كبيرة.
 لقد اعتقدنا أن بعض الصحف المصرية تبالغ  ولا تقول الحقيقة عندما نشرت تلميحات عن دولة خليجية تدعم الفوضى في مصر،ولكن ها نحن نسمع تصريحات مسئولة على أن الأمر حقيقة واقعة وأن البحرين بكل أسف مستهدفة هي أيضا من دولة خليجية.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .