العدد 1220
الخميس 16 فبراير 2012
banner
أميركا وراء الفوضى
الإثنين 29 أبريل 2024


صدرت جريدة الجمهورية المصرية شبه الرسمية أمس الأول تحت عنوان رئيسي يقول «أميركا وراء الفوضى»، وهذا دليل واضح على ان العلاقات المصرية الأميركية وصلت إلى درجة كبيرة من التوتر، على إثر قيام السلطات المصرية بتفتيش مقرات منظمات مشبوهة عملت في مصر منذ انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وحصلت على ملايين الدولارات من الولايات المتحدة مقابل القيام بأنشطة غير مصرح بها من قبل الحكومة المصرية.
ونشرت جميع وسائل الاعلام العربية والعالمية ما ذكرته فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي المصرية من تصريحات تدعو إلى الصدمة وتثير شكوكا لا حصر لها حول موقف الولايات المتحدة مما يجري في العالم العربي بكل تبايناته.
فعندما تتحدث وزيرة مسئولة في الحكومة المصرية بهذه الصراحة وتوجه اتهامات صريحة للولايات المتحدة على هذا النحو فمعنى ذلك ان الأمر جد خطير وأن مستقبل العلاقات بين الدولتين قد يزداد سوءا في المستقبل القريب.
الوزيرة المصرية قالت بالحرف الواحد أن الولايات المتحدة عملت على توجيه الثورة المصرية لمصلحتها الخاصة ولمصلحة إسرائيل، وأضافت أن أميركا وإسرائيل قد اعتمدتا على التمويل الأجنبي من اجل نشر الفوضى والتخريب في مصر.
وأشارت أو النجا إلي أن كل الشواهد كانت تدل علي رغبة واضحة واصرار علي اجهاض أي فرصة لكي تنهض مصر كدولة حديثة ديمقراطية ذات اقتصاد قوي. حيث سيمثل ذلك أكبر تهديد للمصالح الإسرائيلية والأميركية ليس في مصر وحدها. وانما في المنطقة ككل.
وذكرت ان الثورة خلقت الفرصة للنهضة المصرية علي أرض الواقع وبما يمثل فرصة تاريخية حقيقية لتتبوأ مصر المكانة التي تليق بقيمتها وقامتها اقليميا ودوليا. وبالتالي فالسبيل لاجهاض هذه الفرصة التاريخية أمام مصر والشعب المصري هو خلق حالة من الفوضي تتمكن خلال القوة المناوئة لمصر دولية كانت أو اقليمية من اعادة ترتيب أوراقها في التعامل مع التطورات في مصر بعد الثورة.
وقالت ان الهدف الأميركي للتمويل المباشر للمنظمات خلال الفترة من عام 2005 وحتي 2010 كان يقتصر علي مضايقة النظام السابق في مصر والضغط عليه بدرجة محسوبة لا تصل إلي حد إسقاطه. حيث ان الوضع في النظام السابق علي ثورة يناير. كان وضعا مثاليا لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل. وبالتالي لم تكن أيا منهما ترغب في إسقاطه».
هذا الكلام لا يترك مجالا أمام مصر سوى ان تختار طريقها بعيدا عن أميركا ومساعداتها إن ارادت أن يكون لها إرادتها الحرة ومكانتها التي لا تتزعزع، فالمساعدات الأميركية كانت ولا تزال أهم سبب لضعف الدور المصري وتشويه صورة مصر بين الشعوب العربية بسبب المواقف المصرية البعيدة عن تطلعات شعوب المنطقة وتطلعات المصريين أنفسهم.
وبحسب ما قاله محللون مصريون، فالمعونة الأميركية لمصر والتي ارتبطت بتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، يمكن الاستغناء عنها، خاصة وأن الولايات المستعدة تحصل على مكاسب اقتصادية تفوق ما تحصل عليه مصر عشرات المرات.
وبكل صراحة لابد أن يعي المصريون أن ثورتهم لن تكتمل و لن تؤتي ثمارها إلا إذا خرجت مصر من تحت العباءة الأميركية وأصبحت علاقاتها مع أميركا وغيرها علاقات عادية بعيدة عن الهيمنة، وهذا سيكون له ثمن في البداية لابد أن يدفعه الشعب المصري في النواحي الاقتصادية لكي تعود مصر قوية لتقود المنطقة من جديد.

زبدة القول:
نقل عن ذو الفقار علي بوتو رئيس حزب الشعب الباكستاني قوله ان «الذي يتعاون مع الأميركيين يكون كتاجر الفحم لا يناله إلا سواد الوجه والكفين».

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية