العدد 951
الإثنين 23 مايو 2011
banner
تصريحات أوباما الغريبة
الإثنين 06 مايو 2024

تتحقق الديمقراطية أو لا تتحقق، ليست هذه هي القضية، المهم أن يكون الأمر لصالح الربيبة “إسرائيل”، كن دكتاتورا ما شئت طالما أنك لا تكره إسرائيل ولا تعمل ضد مصالحها، لأنك لو عملت ضد مصلحة إسرائيل لن تغفر لك أي ديمقراطية ولن تشفع لك “اليوتوبيا” نفسها إن نجحت في إيجادها في بلادك.
ولا تنس ان حماس أتت إلى الحكم من باب الديمقراطية، ووقفت لها الإدارة الأميركية بالمرصاد،فالديمقراطية هي وصول أي حكومة أو أي حاكم إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع ولكن بشرط ألا يكون معاديا للدولة الصهيونية، وبشرط أن توافق الولايات على نتائج هذا الاقتراع، فالولايات المتحدة لها حق الفيتو على كل شيء في أرض الله!
الأمر كما قال سقراط “القوي يعرف الحق”، والحق هو ما تراه الولايات المتحدة حقا، والإرهاب هو ما تراه الولايات المتحدة إرهابا، وفي غضون ذلك يمكن للجندي الأميركي أن يقتل وهو يعرف أنه الوحيد في العالم الذي لن يحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية ولن يقوم “المستر أوكامبو” بإعداد ملف له، إنه التناقض الأميركي والكيل بمكيالين الذي يتجلى في الإشفاق على حمار وحرق أطفال الفلوجة بالفسفور الأبيض!
ورغم الغصة والمرارة التي يضعها الأميركيون في قلوب الشعوب، خاصة الشعوب العربية، تجد السيد “أوباما” يتحدث بلا حرج عن حقوق الإنسان ويبتز الحكام والحكومات من هذا الباب، من باب الديمقراطية التي خدعوا بها الشعوب سنوات طويلة.
السيد أوباما تحدث عن الشأن البحريني الداخلي بشكل يبين أن الولايات المتحدة تبتز الصديق قبل العدو.
السيد أوباما صب الزيت على النار في هذه المرحلة التي تمكنت فيها البحرين من الحفاظ على أمنها وإبطال المخططات التي حيكت ضدها، فبدلا من أن يقدم دعمه للبحرين في هذا التوقيت، راح يتحدث عن أشياء لا وجود لها في أرض الواقع، فهو يتحدث عن المعارضة البحرينية بنوع من المغالطة المكشوفة، ويعتبر الذين قاموا بزعزعة أمن البلاد والسعي لتنفيذ مخطط واضح ضد وحدة البحرين، يعتبرهم هم المعارضة، ويطالب الجكومة البحرينية بفتح حوار معهم، وكأن البحرين قد خلت من أهلها ولم يعد هناك من أطراف سوى الحكومة وتلك الشرذمة العنيفة التي دأبت على الحرق وتعطيل مصالح الناس.
وحتى لو افترضنا جدلا أن هذه الشرذمة التي قصدها سيد البيت الأبيض هم المعارضة وان اللعبة السياسية في البحرين محصورة بينهم وبين الحكومة، فهذا لا يبرر ما قاله السيد أوباما عن البحرين، لأن الحوار الذي يتحدث عنه تم عرضه من قبل القيادة البحرينية وطلبت من الجميع دون استثناء أن يشاركوا فيه، ولم تضع له خطوط حمراء ورحبت بوضع كل القضايا على المائدة، ولم تعلن إقصاء أحد عن هذا الحوار، ولكن للأسف كان رد الفعل مليئا بالتعنت والغرور وسمعنا لاءات كثيرة ممن كانوا يسعون لبدء المشروع الإيراني في المنطقة من باب البحرين.
فما الذي يريده الرئيس أوباما بالضبط؟ نحن لا يمكن أن نصدق أن معلومات الرئيس الأميركي عن البحرين معلومات مشوشة أو ناقصة، فهو يعرف البحرين عن ظهر قلب، ويعرف ما يراد لها عن ظهر قلب، وبالتالي فإن تصريحاته الأخيرة تثير القلق وتستحق الضجة والرفض التي قوبلت بهما من مساجد البحرين ومن كتاب البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية