العدد 912
الخميس 14 أبريل 2011
banner
المآتم للعبادة والوعظ وليست لأمور أخرى مريبة
الإثنين 29 أبريل 2024

البحرين بلا أدنى مبالغة تأتي في مقدمة الدول التي تحترم الشعائر والطقوس الدينية لكل الموجودين على أرضها، ولم يحدث أبدا تضييق على أحد في ممارسة شعائره مهما كان دينه أو مذهبه، بل إن جلالة الملك المفدى حريص على تعيين كل أصحاب الأديان والمذاهب، الذين تحول الأغلبية دون تمثيلهم في البرلمان المنتخب، في مجلس الشورى وغيره من المؤسسات، لكي يشعروا أنهم جزء أصيل في هذا المجتمع وأن الدولة البحرينية حريصة على كل أبنائها دون نظر لمذهب أو دين.
ومن هذا المنطلق فالمآتم الخاصة بإخواننا الشيعة تمارس طقوسها دون أي تضييق وتحصل على دعم من ميزانية البحرين، على اعتبار أنها مآتم بحرينية يستخدمها مواطنون بحرينيون من أصحاب المذهب الشيعي في أداء طقوسهم وفي تقديم الدروس والمحاضرات.
وما يقال عن المآتم يقال عن المساجد والمؤسسات الدينية التي تخص أصحاب المذهب السني، فالدولة البحرينية ترعى المساجد بنفس الدرجة وتكفل حرية العبادة لأصحاب المذهب السني، لأن هذه المساجد والمؤسسات تخص دولة البحرين ولا تخص أي جهة خارجها.
ولكن لا قدر الله عندما يتم تغيير دور المأتم أو المسجد، بغض النظر عن المذهب الذي يتبعه، من قبل البعض، عمدا أو عن طريق التهاون من قبل المسؤول عن المأتم أو المسجد الذي يؤدي إلى اختطاف هذا الماتم أو المسجد من قبل بعض الأفراد غير الحريصين على مصلحة الوطن، فإن الأمر يحتاج هنا إلى وقفة كما تفضل وزير الداخلية في كلمته التي نشرت أمس في الصحف.
فالمسجد البحريني أو المأتم البحريني لا يجب أن يعمل أبدا ضد مصلحة البحرين، لأنه لا يوجد تعارض بين الدين والوطن، الذين يخلقون هذا التعارض أناس مشكوك في ولائهم وفي دينهم أيضا.
ليس من المعقول أبدا أن يقوم الوطن ببناء مأتم يتولى هدم الوطن ويتولى صفعه وسبه ليل نهار، فالمآتم للعبادة وللدروس الدينية الخالصة لوجه الله والوطن، وليست لبث الفرقة وشحن العواطف المعادية للوطن ولبقية أبنائه.
المآتم لا يجب أبدا أن تكون مكانا لتخزين الأسلحة والسيوف، لأن هذا أمر يخرج بها عن دورها الذي تحترمه الدولة وترعاه، ولا يسيء فقط للوطن ولكنه يسيء إلى المآتم ذاتها.
لا توجد مؤسسة دينية في العالم تقوم برفع علم دولة غير الدولة التي تقام على أرضها، وبالتالي فعلى القائمين على هذه المآتم أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه هذه الأماكن المقدسة التي ائتمنوا عليها، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حاليا التي لا تحتمل أي تسخين أو إساءة للوطن، ولأن خروج المآتم عن دورها الذي تعرفه الدولة وتسمح به وترعاه، يأخذ من رصيدها الوطني ويمس قداستها وقداسة القائمين ويعطي المسؤولين عن أمن البلاد التدخل لإعادتها إلى دورها الطبيعي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .