العدد 866
الأحد 27 فبراير 2011
banner
نموذج القائد الأب
الأحد 28 أبريل 2024

ستظل البحرين عصية - بإذن الله - على أي محاولات لشق صفوفها وضرب أمنها، وسوف يخيب كل من يحرض الشيعي على السني، والسني على الشيعي؛ لأن البحرين بها قيادة تختلف عن غيرها من القيادات حول العالم.
القيادة في البحرين لها نمط فريد جدا، فإلى جانب إيمان جلالة الملك المفدى بالديمقراطية كأساس للحكم، وسعيه لتطبيق الإصلاح السياسي والاجتماعي على نحو تدريجي يتناسب مع ظروف البحرين، تجد جلالته دوما حريصا على نموذج القائد الأب الذي يتعامل مع شعبه كعائلة واحدة،ويتعامل مع جميع المواقف الصعبة التي تواجهها المملكة، وهو أب للجميع.
الأبوة التي تعامل بها جلالة الملك مع الاحتجاجات الأخيرة وعفوه عن المسجونين السياسيين وحرصه على تهدئة أبناء البحرين تبين الفرق بين قيادة يمكن أن تنجو ببلادها وتحميها وتحقن دماء شعبها في أحلك الظروف، وبين قيادة تأخذ بشعبها نحو الهاوية.
الذين سقطوا والذين أصيبوا خلال الاحتجاجات، سواء من الشباب الغاضبين أو من رجال الشرطة، هم أبناء هذا البلد، وهم أبناء جلالة الملك، ولذلك جاءت المبادرة بالاحتفاء بذكراهم من الديوان الملكي وليس من غيره، حيث أعلن يوم الجمعة الماضية يوم حداد رسميا على أرواحهم؛تكريما لهم وعزاء لأهليهم.
القيادة البحرينية لم تقل لا لأبناء شعبها، ولكنها قالت لهم “تعالوا إلى كلمة سواء بينا وبينكم”،وفتحت باب الحوار واسعا، ولم تستثن أحدا من هذا الحوار، ولم تعين وصيا يتحدث باسم المعتصمين في دوار اللؤلؤة، ولكنها فتحت لهم المجال مباشرة ودون وسيط؛ ليشاركوا في الحوار.
والحوار ليس مصطلحا جديدا في الحياة السياسية البحرينية تستخدمه القيادة السياسية ارتباطا بالوضع الراهن في البحرين، ولكنه نهج معروف لهذه القيادة، طالما عرفناه في مواقف عديدة فتح جلالة الملك صدره فيها للجميع بلا استثناء.
هذا هو الفرق بين البحرين وبين غيرها، وسنظل نؤكد هذا الفرق دون كلل أو ملل؛ حتى لا تخدعنا موجة الحراك الشعبي التي عمت الكثير من الدول العربية هذه الأيام.
شتان ما بين قائد يفتح قلبه لأبناء شعبه عند كل المواقف، والأحداث السابقة تؤكد ذلك، وبين قائد يعلن الحرب على شعبه، ويضربه بالطائرات، ويصفه بالجرذان، ويحول مدن بلاده إلى ساحات للقتال، ويضع مصيره في كفة، ومصير الدولة بكاملها في كفة أخرى.
العقيد معمر القذافي قال لليبيين الذين عاشوا تحت القهر سنوات طويلة: “أبشركم بالاستعمار”، وقال إن ليبيا هي القذافي، وإن ليبيا لم يكن لها وجود قبل مجيئه إلى سدة الحكم، وبالتالي يجب أن تزول ليبيا إذا زال القذافي.
هل هناك حمق أكثر من أن يبشر قائد أمته بالاستعمار والفقر إن هم خلعوه من الحكم؟ الحمد لله عدد خلقه، وزنة عرشه، ومداد كلماته أن لدينا قيادة حكيمة تفتح لنا صدرها وتحتضن الجميع مؤيدا ومعارض، وتسمو فوق الانتقام وتقدم البحرين على ما سواها.
هذه ليست جرعة تسكين لبني وطني ممن طالبوا بتغييرات، وليست نفاقا لأحد، ولكنها كلمة تنبع من إحساسي بالخوف على بلادي التي أعشقها ولا أرضى عنها بديلا، وأدعو كل المخلصين الأوفياء أن يفعلوا كل ما في وسعهم للحفاظ عليها.
حمى الله البحرين، وتبا لكل من يسعى لحرمان أهلها من نعمة الأمان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .