العدد 847
الثلاثاء 08 فبراير 2011
banner
الإخـــــوان “الانتهــازيـــون”
الإثنين 06 مايو 2024

الذين قاموا بالثورة الشعبية التي قامت في مصر هم مجموعة من الشباب لا ينتمون لأي حزب أو جماعة سياسية مصرية، ولا فضل على الإطلاق لأحزاب المعارضة الكرتونية التي استسلمت لضربات النظام على مدى سنوات طويلة حتى تم اختزالها في شيئين فقط هما مبنى مكتوب عليه اسم الحزب، وجريدة تنطق باسمه.
وما يقال عن أحزاب المعارضة المصرية يقال على جماعة الإخوان المسلمين، فلا فضل مطلقا لهذه الجماعة في قيام هذه الثورة التاريخية.
ولو رجعنا بالذاكرة للأيام القليلة التي سبقت تحرك هؤلاء الشباب لوجدنا أن هذه الأحزاب المعارضة ومعها جماعة الإخوان، رفضوا المشاركة في هذه الحركة الشعبية.
ولكن بعد أن نجحت هذه الحركة، وأذهلت الجميع، اضطروا جميعا إلى النزول إلى الشارع وركوب الموجة والتطفل على هذا الحدث التاريخي الذي لا فضل لهم فيه.
جماعة الإخوان المسلمين التي ظلت محظورة لأكثر من خمسين عاما وتعرضت للإقصاء والتعذيب، كشفت عن وجه آخر خلال الأيام الماضية، وأثبتت أنها جماعة انتهازية بامتياز، فلم تكتف بمجرد القفز على حركة الشباب واختطافها على اعتبار أن هذه الحركة لم يكن لها قيادة محددة، ولكنها أخذت الأمور في ميدان التحرير إلى مدى أبعد وأخطر على مصر وشعبها.
كوادر هذه الجماعة الذين اندسوا بين الجماهير وقادوها يريدون أخذ مصر كلها للفوضى بإصرارهم على رحيل رئيس الجمهورية “الآن” وليس بعد ستة أشهر، لأنهم يعتقدون أن هذه الفوضى ستكون فرصة ذهبية بالنسبة لهم للقفز على السلطة بنفس الطريقة الانتهازية التي قفزوا بها على حركة الشباب بعد نجاحها.
الإخوان المسلمون لم يقدروا معنى دعوتهم للحوار من قبل الحكومة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به مصر، ولم يقدروا أن هذه الدعوة هي بمثابة اعتراف ورفع للحظر الذي فرض على جماعتهم منذ أكثر من نصف قرن، فراحوا يرفعون سقف مطالبهم مسلحين بحشود لا فضل لهم في تجييشها.
عندما قال عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية في مصر، ان هذه فرصة ثمينة للإخوان يجب أن ينتهزوها، كان معه كل الحق، لأن الإخوان قد لا يجدوا هذه الفرصة مرة أخرى، وربما يؤدي بهم العناد في هذه اللحظة إلى أن يصبحوا كالأكراد خلال أكثر من مئة عام مضت عندما تحالفوا مع كل قوة برزت على الساحة الدولية من أجل تحقيق مكاسب ولكنهم خدعوا من كل هذه القوى التي قامت “باستكرادهم” ولم تعطهم شيئا.
إذا كان الرئيس المصري سيرحل عن الحكم بعد ستة أشهر، وأن نجله لن يترشح وأنه سيتم تعديل الدستور بما ييسر شروط الترشح لرئاسة الجمهورية، فما الذي تريده جماعة الإخوان، ولماذا هذا الصمود الذي ينادون به؟ أي صمود هذا الذي يكلف مصر 340 مليون دولار خسائر في اليوم الواحد؟ أي صمود هذا الذي طرد مليون سائح من مصر وألغى جميع الأفواج السياحية القادمة إليها؟ أي صمود هذا الذي قلص عدد السفن العابرة لقناة السويس إلى 19 سفينة بدلا من 350؟ وماذا سيفعل هؤلاء إذا لم يستجب الرئيس حسني مبارك لمطالبهم؟ هل سيبقون في ميدان التحرير إلى الأبد؟ أم أنهم سيتخلون عن الطبيعة السلمية لحركتهم،ويتحولون إلى حركة عنف تتحدى الجيش الذي يقوم على حمايتهم منذ أكثر من عشرة أيام؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .