العدد 842
الأربعاء 02 فبراير 2011
banner
مصر... خطوات كبرى للأمام
الإثنين 06 مايو 2024

“لا عودة إلى ما قبل الخامس والعشرين من يناير”، هذا ما قاله الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى معلقاً على الأوضاع الملتهبة في جمهورية مصر العربية، وهو محقٌ تماماً فيما قال، فقد تغيرت مصر ولن تعود للوراء، وحتى إذا بقي الرئيس حسني مبارك ولم يرحل في هذه اللحظة الراهنة، ففي مصر الآن رئيساً جديداً بفكر جديد وبطانة جديدة.
كل المؤشرات تؤكد أن ملف التوريث أغلق تماماً ولن يتم فتحه مرة أخرى، وتبين أن الرئيس مبارك حتى إن استمر في الحكم إلى نهاية فترته الرئاسية في سبتمبر القادم، لن يترشح مرة أخرى لرئاسة مصر، على الأقل بسبب عوامل الزمن والظروف الصحية.
وأعلن الرئيس المصري صراحةً أنه سيتم احترام قرارات القضاء الخاصة ببطلان الغالبية العظمى من أعضاء مجلس الشعب الحالي، وبالتالي سيتم تطهير البرلمان وإعادة بنائه على أساس صحيح، من خلال انتخابات حرة نزيهة.
هذا التحرك الشعبي الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر يعتبر نقطة فارقة يختلف ما بعدها عما قبلها حتى إن بقيت الشخوص، لأن صورة الجماهير الغاضبة ستظل في مخيلة أي شخص يأتي إلى الحكم في مصر على مدى زمن طويل.
لم يكن ليرد في خيال أحد أن المصريين سيفعلونها على النحو الذي رأيناه، ولكن ها هي الصورة أمام الجميع وها هي مصر في حالة المخاض الذي سيلد التغيير الكبير.
ونحن الآن نعيش هذه الأجواء، وتسيطر علينا مشاعر الانبهار والخوف والحزن والأمل في وقت واحد، فنحن مبهورون بالإرادة الفولاذية للشعب المصري العظيم، ونحن محزونون على الذين سقطوا والذين خربت مصالحهم خلال هذه التظاهرات، ونحن خائفون من تحول هذه الحركة الشعبية العظيمة إلى حركة تخريبية تغرق مصر كلها في الفوضى، لأن وقوع مصر في الفوضى – لا قدر الله - لا يعني انهيار مصر وحدها، ولكنه ممكن أن يكون بمثابة انهيار سد منيع يتلوه انهيار سدود كثيرة تأخذ بالأمة إلى المجهول. نحن نخشى أن ينجح أعداء مصر وتنجح العناصر المندسة بين الجماهير في ذبح هذه الثورة وذبح مصر كلها، بالإيقاع بين الجيش والشعب، فهناك الآن من يتمنى أن تتحول مصر إلى حالة من الفوضى التامة، فتنهار اقتصاديا وأمنياً ويتم إسقاطها هي الأخرى من حسابات الأمة العربية كما سقطت العراق وتتحقق أحلام الذين قالوا إن مصر هي الجائزة الكبرى. ولكن يبقى لدينا الأمل أن يتعامل طرفا الصراع في مصر بالحكمة وبالخوف على هذا البلد الأمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .