العدد 1080
الخميس 29 سبتمبر 2011
banner
اعتصامات.. مشادات.. تهديدات.. إضرابات
الإثنين 06 مايو 2024

اعتصامات، إضرابات، مشادات، تهديدات، كلمات تسود هذه الأيام في عناوين الأخبار في الصحف المصرية، وليس أمامنا سوى الدعاء لله أن يسلم مصر مما تمر به هذه الأيام من اضطرابات تبعث على الخوف على مستقبل هذا البلد العربي الذي نعشقه ونخاف عليه.
عندما قرأت جريدة “المصري اليوم”، في يوم الحادي عشر من سبتمبر الجاري، وهي جريدة مشهود لها بالمهنية والمصداقية، وجدت عناوين تبين وهي مجتمعة أن مصر تعيش فوق صفيح ساخن، مع الاعتذار لفيلم “رجب فوق صفيح ساخن”للفنان عادل إمام.
لقد جاءت العناوين التي دونتها كالتالي، وهي ليست كل العناوين بطبيعة الحال:
“تواصل الارتباك في مطار القاهرة بسبب إضراب عمال التحميل”، و “القاهرة تبدأ حملة موسعة لإزالة مخلفات الهدم من الشوارع”(والمقصود هنا بمخلفات الهدم كما ورد بالخبر تلك التي خلفتها الاعتصامات في ميدان التحرير)، “الإخوان تصعد لهجتها العنيفة ضد المجلس العسكري وتطالب بالإسراع بنقل السلطة”، و”الآلاف من المعلمين يتظاهرون في القاهرة والمحافظات من أجل زيادة الأجور”، و “الصحة تستعين بشيوخ المهنة لمواجهة إضراب الأطباء”، و” النوبيون يواصلون الاعتصام وإغلاق محافظة أسوان لليوم السابع.. واستنفار أمنى بالسد العالى”، و” وفاة المجند  عماد عبدالملاك  آخر شهداء الغارة الإسرائيلية”.
هذا الخبر الأخير ليس أقل خطورة مما سبقه من أخبار، فعلى الرغم من أنه يتعلق بوفاة شخص واحد، إلا أنه يرتبط بموجة من أكبر موجات الغضب التي وقعت في مصر على إثر قتل القوات الصهيونية لعدد من الضباط والجنود المصريين على الحدود، حيث نتج عن هذه الموجة رحيل طاقم السفارة الصهيونية من القاهرة بعد هجوم حشود من الجماهير عليها وتكسير الجدار العازل الذي أقيم لحمايتها.
أما الخبر التالي فيبدو وكأنه نتيجة منطقية وحتمية لما سبقه من أخبار، حيث يقول عنوانه:”  العسكرى  يقرر تفعيل  الطوارئ .. ويشدد على حق الشرطة فى الدفاع عن نفسها”.
وكأن المجلس العسكري في مصر، في مواجهة كل هذه الاضطرابات التي تهز استقرار البلاد وتعطل العمل والإنتاج فيها، لم يجد بدا من إعادة العمل بقانون الطوارئ الذي حكم به النظام السابق أكثر من ثلاثين عاما، فالأحوال الأمنية في مصر تحتاج بالفعل إلى تفعيل هذا القانون الاستثنائي، مهما احتجت قوى سياسية معينة، لأن استقرار البلاد وعودتها إلى العمل والانتاج فوق كل شيء حتى الديمقراطية والمباديء الثورية.
شيء محزن حقا أن يقوم المدرسون والأطباء بالإضراب في وقت تحتاج فيه بلادهم لجهودهم وإنسانيتهم لكي تقوم من كبوتها وتتجاوز محنتها، فمصر الآن تمر بمرحلة نقاهة حسب لغة الأطباء ولابد للأطباء أن يكونوا أكثر الناس رفقا بها، وإذا كاانوا قد رضوا بالهوان سنينا طويلة، فلا مانع أبدا أن يضحوا لعام أو عامين من أجل بلدهم، حتى تتفرغ الجهات الأمنية في البلاد للتصدي لمحترفي الإجرام الذين يعيثون في الأرض فسادا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية