العدد 728
الثلاثاء 12 أكتوبر 2010
banner
الكرة في ملعبك أيها المواطن
الأربعاء 08 مايو 2024

الصورة أصبحت كاملة تماما أمامك أيها المواطن البحريني، ولم يبق إلا أن تذهب لصناديق الاقتراع لتدلي بصوتك.
المرشحــــون المنتمون للجمعيـــات السياسية المدعومون بجمعياتهم أمطروك ببرامجهم ووعودهم التي سيعملون على تحقيقها عندما يجلسون على مقاعد البرلمان، وجوه كثيرة مكررة وأفكار كثيرة معادة من هذا الفريق أو ذاك. ففريق منهم يشعل عواطفك بحكاية التجنيس، واشعال عاطفتك وشعورك غاية في حد ذاتها، رغم علمهم أن ما يسمى بالتجنيس ليس أكثر من اسطوانة مشروخة جرى استخدامها من أجل الإثارة لا من أجل حلها، فهي ليست مشكلة أصلا لكي تحل، ولكنها مجرد كرة ثلج يقذفون بها في وجه الحكومة من وقت لآخر، حتى وإن وصل المواطن البحريني إلى اقصى درجات الرفاهية ولم يوجد في البحرين عاطل أو محتاج!
وفريق آخر يثبت لك أيها المواطن أنه مخلص لك ولمستقبل أولادك ويبين لك أنه معك وليس مع الحكومة ولكن باستخدام ملف آخر أو كرة ثلج من نوع آخر وهو ملف السواحل والدفان، الذي هو أيضا ملف ميت مثل ملف التجنيس، ولكنه يجري استخدامه لنفس الغاية وهي مخاطبة ودغدغة عواطف المواطن البسيط.
ولو قدر لنا أن نعيش لخمسين عاما قادمة لوجدنا أن الفريق الأول لا يزال يتحدث عن التجنيس اللعين والفريق الثاني لا يزال يتحدث عن الدفان والأراضي.
صحيح أن هناك من يتحدث عن تحقيق رفاهية المواطن البحريني والنهوض بالتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، ولكن هذه ملفات عامة يتحدث عنها المرشحون في كل أنحاء العالم، فضلا عن أن هذه الملفات أساسية في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، ولكن الملفين الأساسيين اللذين يستخدمان من قبل الجمعيات السياسية في البحرين وهما ملفان ميتان كما ذكرت، هما ما يسمى بالتجنيس، والدفان.
المشهد الانتخابي فيما يتعلق ببعض الجمعيات السياسية ورجالاتها البرلمانيين السابقيين والقادمين من جديد، هو مشهد مكرر إلى حد بعيد، مع رتوش بسيطة أيها المواطن، ولكنك ربما لو دققت في الصورة جيدا أيها المواطن تستطيع أن تجد شيئا جديدا وواعدا وبعيدا عن وحش الطائفية وغول الإثارة، ألا وهو المرأة البحرينية القادمة بقوة.
أما عن الإجراءات الانتخابية وسلامتها ونزاهة الانتخابات، أيها المواطن، فهي أمور مضمونة مئة بالمئة فرقابة الانتخابات من قبل الجمعيات ومن قبل المرشحين ووكلائهم مسألة مكفولة بكل شفافية للجميع، وتوجيهات صاحبة الجلالة الملك حمد بن عيسى عاهل البلاد المفدى واضحة جدا في هذا الشأن، بعد أن دعا جلالته الجميع إلى حمل الأمانة تجاه هذا الوطن.
الكرة إذن، في ملعبك أيها المواطن، فالصورة كما تراها، فكيف ستتعامل معها؟ وأنت وحدك القادر أن تعطي الدرس وتصنع التغيير. لماذا لا تتحرر من أي انتماء آخر سوى الانتماء للوطن، وتضع صوتك في الموضع الذي ينفعك؟ لماذا لا تضيف إلى برلمانك الجديد دما جديدا؟ لماذا لا تضيف إليه عنصر قوة قادما من بعيد؟ لماذا لا تختار المرأة؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .