السهر يؤثر على قلبك وأوعيتك الدموية
توقف اليوم...
يقضي العديد منا يومًا في التقلب والاستدارة على السرير، ونستيقظ صباحًا ونحن نشعر بالتعب بعد تفويت 7 إلى 9 ساعات من النوم ليلا الموصى بها. الحرمان من النوم ناتج عن قلة النوم المستمرة أو تدني نوعية النوم. الحصول على أقل من 7 ساعات من النوم بشكل منتظم يمكن أن يؤدي في النهاية إلى عواقب صحية تؤثر على جسمك بالكامل. قد يحدث هذا أيضًا بسبب اضطراب النوم الأساسي.
يحتاج جسمك إلى النوم، تمامًا كما يحتاج إلى الهواء والطعام ليعمل في أفضل حالاته. أثناء النوم، يشفي جسمك نفسه ويعيد توازنه الكيميائي. يكون دماغك روابط فكرية جديدة ويساعد على الاحتفاظ بالذاكرة.
يستنزف السهر من قدراتك العقلية ويعرض صحتك الجسدية لخطر حقيقي. وقد ربط العلم قلة النوم بعدد من المشكلات الصحية، من زيادة الوزن إلى ضعف جهاز المناعة. فمن دون قسط كاف من النوم، لن يعمل دماغك وجسمك بشكل طبيعي. يمكن أن يؤدي أيضًا إلى انخفاض جودة حياتك بشكل كبير.
يمكن أن يتداخل الحرمان المزمن من النوم مع أنظمة الجسم الداخلية التالية مسببا آثارا على المدى الطويل:
الجهاز العصبي المركزي
جهازك العصبي المركزي هو طريق المعلومات الرئيس السريع لجسمك. فالنوم ضروري للحفاظ على عمله بشكل صحيح، لكن الأرق المزمن يمكن أن يعطل الطريقة التي يرسل بها جسمك عادة المعلومات ويعالجها.
فأثناء النوم، تتشكل مسارات بين الخلايا العصبية (الخلايا العصبية) في دماغك التي تساعدك على تذكر المعلومات الجديدة التي تعلمتها. يؤدي الحرمان من النوم إلى إرهاق دماغك، فلا يمكنه أداء واجباته أيضًا.
قد تجد أيضًا صعوبة في التركيز أو تعلم أشياء جديدة. قد تتأخر أيضًا الإشارات التي يرسلها جسمك، ما يقلل من تناسقك ويزيد من مخاطر تعرضك للحوادث. كما يؤثر الحرمان من النوم أيضًا سلبًا على قدراتك العقلية وحالتك العاطفية. فقد تعاني من التقلبات المزاجية. كما يمكن أن يؤثر ذلك على صنع القرار والإبداع.
إذا استمر الحرمان من النوم لفترة كافية، فقد تبدأ في الشعور بالهلوسة، رؤية أو سماع أشياء ليست موجودة بالفعل. يمكن أن يؤدي قلة النوم أيضًا إلى الهوس لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب المزاج ثنائي القطب. تشمل المخاطر النفسية الأخرى كالسلوك المندفع، القلق، الاكتئاب.
جهاز المناعة
أثناء النوم، ينتج جهازك المناعي مواد واقية ومقاومة للعدوى مثل الأجسام المضادة. تستخدم هذه المواد لمكافحة البكتيريا والفيروسات. ويمنع الحرمان من النوم جهاز المناعة من بناء قوته. إذا لم تحصل على قسط كاف من النوم، فقد لا يتمكن جسمك من صد الغزاة، وقد يستغرق أيضًا وقتًا أطول للتعافي من المرض. ويؤدي الحرمان من النوم طويل المدى أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل داء السكري وأمراض القلب.
الجهاز التنفسي
العلاقة بين النوم والجهاز التنفسي تسير في كلا الاتجاهين. يمكن لاضطراب التنفس الليلي المسمى بانقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA) أن يقطع نومك ويقلل من جودة النوم. عندما تستيقظ طوال الليل، يمكن أن يتسبب ذلك في الحرمان من النوم، ما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والإنفلونزا. يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم أيضًا إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي الموجودة، مثل أمراض الرئة المزمنة.
الجهاز الهضمي
إلى جانب تناول الكثير من الطعام وعدم ممارسة الرياضة، فإن الحرمان من النوم هو عامل خطر آخر لزيادة الوزن والسمنة. يؤثر النوم على مستويات، هرمون اللبتين والجريلين، اللذين يتحكمان في الشعور بالجوع والامتلاء.
قد تجعلك قلة النوم تشعر أيضًا بالتعب الشديد عند ممارسة الرياضة. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي انخفاض النشاط البدني إلى زيادة الوزن لأنك لا تحرق سعرات حرارية كافية ولا تبني كتلة عضلية. كما يؤدي الحرمان من النوم أيضًا إلى إفراز جسمك كمية أقل من الأنسولين بعد تناول الطعام. يساعد الأنسولين على خفض مستوى السكر في الدم (الجلوكوز). ويقلل الحرمان من النوم أيضًا من تحمل الجسم للجلوكوز ويرتبط بمقاومة الأنسولين. يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى الإصابة بداء السكري والسمنة.
القلب والأوعية الدموية
يؤثر النوم على العمليات التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، بما فيها التي تؤثر على نسبة السكر في الدم وضغط الدم ومستويات الالتهاب. كما أنه يلعب دورًا حيويًا في قدرة الجسم على التئام وإصلاح الأوعية الدموية والقلب. والأشخاص الذين لا ينامون كفاية هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وربط أحد التحليلات الأرق بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
الغدد الصماء
يعتمد إنتاج الهرمونات على نومك. فلإنتاج هرمون التستوستيرون تحتاج إلى ما لا يقل عن 3 ساعات من النوم المتواصل، وهو الوقت الذي تقترب فيه أول دورة تدريبية لك. ويمكن أن يؤثر الاستيقاظ طوال الليل على إنتاج الهرمونات. كما يمكن أن يؤثر هذا الانقطاع أيضًا على إنتاج هرمون النمو، خصوصا عند الأطفال والمراهقين. تساعد هذه الهرمونات الجسم على بناء كتلة العضلات وإصلاح الخلايا والأنسجة، إضافة إلى وظائف النمو الأخرى. وتفرز الغدة النخامية هرمون النمو طوال اليوم، لكن النوم والتمارين الرياضية الكافية يساعدان أيضًا في إطلاق هذا الهرمون.
أفضل طريقة لمنع الحرمان من النوم هي التأكد من حصولك على قسط كاف من النوم. اتبع الإرشادات الموصى بها لفئتك العمرية. تتراوح المدة من 7 إلى 9 ساعات لمعظم البالغين الذين تكون أعمارهم بين 18 و64 عامًا. وتشمل الطرق الأخرى التي يمكنك من خلالها العودة إلى المسار الصحيح مع جدول نوم صحي ما يلي:
• الحد من قيلولة النهار (أو تجنبها تمامًا).
• الامتناع عن تناول الكافيين بعد الظهر أو قبل ساعات قليلة على الأقل من موعد النوم.
• الذهاب إلى الفراش في نفس الوقت كل ليلة.
• الاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح.
• الالتزام بجدول وقت النوم خلال عطلات نهاية الأسبوع والعطلات.
• قضاء ساعة قبل النوم في القيام بأنشطة الاسترخاء، مثل القراءة أو التأمل أو الاستحمام.
• تجنب الوجبات الثقيلة في غضون ساعات قليلة قبل النوم.
• الامتناع عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم مباشرة.
• ممارسة الرياضة بانتظام، ولكن ليس في ساعات المساء القريبة من وقت النوم.