من أشهر أسباب ألم البطن عند الأطفال هو عدم وجود سبب
استشاري جراحة الأطفال بالمستشفى الملكي للنساء والأطفال د. حسين حمدي
تعد مشكلة ألم البطن من الحالات الشائعة بين الأطفال، إذ يصاب بها الأطفال من مختلف الأعمار من عمر عام حتى 14 عامًا، فألم البطن في الأطفال من الموضوعات التي تحتاج إلى تشخيص دقيق مع البحث عن التاريخ الطبي للطفل لمعرفة مدى تكرار ألم البطن وما إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى، ومدى تطور ألم البطن عند الطفل.
وأكد استشاري جراحة الأطفال بالمستشفى الملكي للنساء والأطفال د. حسين حمدي أن من أشهر أسباب ألم البطن عند الأطفال هو عدم وجود سبب؛ إذ إن 60 % من الحالات هي ألم من دون سبب، مؤكدًا أنه قبل تشخيص الحالة بأنها من دون سبب للألم فإنه يجب الوقوف على جميع الأسباب واستثناء جميع المشكلات الباطنية والجراحية من إمساك ونزلات معوية وتداخل في الأمعاء.
وخلال اللقاء مع د. حسين حمدي أكد أن التهاب الدودة الزائدة يأتي في القائمة الثانية لأسباب ألم البطن عند الأطفال بعد السبب الأول وهو الألم من دون سبب، مشيرًا إلى أن أكثر الأطفال المعرضين لهذه المشكلة هم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 سنوات و10 سنوات، وفيما يلي نص اللقاء...
ما الاختلاف بين جراحة الأطفال وجراحة الكبار؟
نتعامل في جراحة الأطفال مع جميع المشكلات الجراحية من عمر يوم واحد لسن 14 عامًا، سن وفي بعض الدول يتم التعامل مع هذه الفئة العمرية حتى تبلغ من العمر 18 عامًا.
ويتم التعامل مع المشكلة الجراحية في هذا العمر عن طريق استشاري جراحة الأطفال، وجراحة الأطفال مختلفة عن الكبار بسبب اختلاف سن المريض ونوع المرض وطرق التشخيص والعلاج أيضًا. فمشكلة الفتق تعد من الحالات المشهورة لدى الكبار والصغار، إلا أن طريقة تشخيصها وعلاجها مختلفة عند الصغار مقارنة بالكبار. كما أن جراحي الأطفال مدربون على التعامل مع الطفل وإقناعه وتهيئته نفسيًا. فالطفل أثناء الجراحة يحتاج إلى الاحتواء النفسي من قبل الطبيب الجراح ومن قبل طبيب التخدير؛ حتى لا يصاب بالصدمة النفسية أو ما يطلق عليه بقلق الانفصال الذي يكون رد فعل نتيجة لانتزاع الطفل من حضن الأهل قبل إدخاله غرفة العمليات.
ما سبب خوف الأهل من التخدير؟
يرجع خوف الأهل من التخدير نتيجة للحديث المتداول دائمًا عن أي عملية، لذا لا بد من معرفة أن كل أمر نقوم به في حياتنا يحتمل الخطورة، وخطورة التخدير تكون بنسبة 1 % مقارنة بخطورة مضاعفات المرض التي قد تبلغ 98 %، لذا على الأهل قياس خطورة التخدير البسيطة، مقارنة بنسبة مضاعفات أي مشكلة مرضية قد تؤثر على الطفل مستقبلًا .
ومن المهم معرفة أن التخدير تطور خلال السنوات الأخيرة، فهناك استشاريو تخدير متخصصون في التعامل مع الطفل ولهم القدرة على تهدئة الطفل قبل العملية، إضافة إلى وجود تطور في أجهزة التخدير ومراقبة العمليات الحيوية داخل العملية.
ما الخدمات الجراحية المقدمة للأطفال في المستشفى الملكي للنساء والولادة؟
نتعامل في المستشفى الملكي للنساء والولادة مع جميع المشكلات الجراحية للأطفال بدءًا من أبسط العمليات وهي عمليات الختان مرورًا بالعمليات المعقدة التي أجريت خلال الفترة الأخيرة في المستشفى كعمليات لأطفال ولدوا دون فتحة الشرج، وعمليات الفتق وعمليات الماء حول الخصيتين وعمليات فتق السر والخصية المهاجرة. كما نقوم بجراحة الخدج وحديثي الولادة، فبعض الأطفال بحاجة إلى تدخل جراحي مباشر بعد الولادة نتيجة وجود عيوب خلقية، لذا فإن المستشفى يقوم بمثل هذه العمليات إما في نفس يوم الولادة بعد ساعات من استقرار حالة الأطفال خصوصًا المصابين بانسداد في المريء، إذ تكون العملية في نفس يوم الولادة، إضافة إلى أن بعض الأطفال لديهم فتاق في الحجاب الحاجز، فيكون هناك اتصال بين تجويف الصدر والبطن، وتكون الأمعاء موجودة في تجويف الصدر وليس البطن، لذا بعد استقرار حالة الطفل بأيام نقوم بإعادة الأمعاء إلى أماكنها مع غلق الحجاب الحاجز؛ حتى يتمكن الطفل من عيش حياته بشكل طبيعي. ونوفر في المستشفى خدمة المناظير للأطفال، وهذا ما يميز المستشفى في قدرة إجراء عمليات المنظار للأطفال دون الحاجة إلى حاجة العمليات الجراحية. إضافة إلى أننا في المستشفى نرى جميع حالات ألم البطن بين الأطفال، فقد تكون الأسباب باطنية أو جراحية وقد تكون بسبب الزائدة الدودية، فنغطي كل الخدمات العلاجات الجراحية.
ما أكثر المشكلات شيوعًا عند الأطفال؟
تعد مشكلة ألم البطن من الحالات الشائعة بين الأطفال، إذ يصاب بها الأطفال من مختلف الأعمار من عمر عام حتى 14 عامًا، فألم البطن في الأطفال من الموضوعات التي تحتاج إلى تشخيص دقيق مع البحث عن التاريخ الطبي للطفل لمعرفة مدى تكرار ألم البطن وما إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى، ومدى تطور ألم البطن عند الطفل.
ما أسباب ألم البطن؟
من أشهر أسباب ألم الأطفال عند البطن هو عدم وجود سبب؛ إذ إن 60 % من الحالات يكون السبب هو ألم من دون سبب، أي أن الغالبية العظمى من الأطفال يشخص سبب الألم لديهم بعدم وجود سبب، إذ يبدأ الألم من دون سبب ويختفي من دون سبب، وقديمًا كان يعتقد أن السبب هو التهاب الغدد اللمفاوية الموجودة في منطقة البطن، إلا أن ذلك ليس تشخيص صحيحًا، لكن أنه من المهم معرفة أنه قبل تشخيص الحالة بأنها من دون سبب يجب الوقوف على جميع الأسباب واستثناء جميع المشكلات الباطنية والجراحية من إمساك ونزلات معوية وتداخل في الأمعاء. أما أشهر الأسباب الجراحية لألم البطن عند الأطفال فتعتمد على العمر، فمن عمر 6 شهور إلى سنتين يكون السبب تداخل الأمعاء وهذا يسبب تقلصات وألما في البطن، ويكون الألم غير مستمر وقد يكون مصحوبا بالترجيع أو دم في الخروج، وقد يحدث ذلك في مرحلة متأخرة وعند حدوث ضرر في الأمعاء.
ويتم تشخيص مرض تداخل الأمعاء من خلال الأشعة الصوتية للبطن وبعدها يتم مناقشة العلاج المناسب سواء الجراحي أو غيره.
هل هناك أسباب أخرى لألم البطن؟
من الأسباب الأخرى لألم البطن جراحيًا التهاب الدودة الزائدة، وهو يأتي في القائمة الثانية بعد الألم من دون سبب، وأكثر الأعمار المعرضة لهذه المشكلة ما بين 3 سنوات و10 سنوات، ولكن هذا لا يمنع أنه يمكن إصابة الأطفال من هم أقل من 3 سنوات أو أكثر من 10 سنوات بهذه المشكلة، إلا أن أكثر فئة عرضة للإصابة بالدودة الزائدة هم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و10 سنوات.
كيف يكون ألم الدودة الزائدة؟
يبدأ الألم عموما في البطن، إذ يكون حول السرة وينتقل بعدها ويتركز في الجهة اليمنى من أسفل البطن، وهو مكان التهاب الزائدة الدودية، ويمكن أن يكون مصحوبا بحرارة أو إمساك أو إسهال أو ترجيع، ويمكن تشخيصه عن طريق الفحص، وهو أدق طريقة للتشخيص.
هل يمكن تشخيص الدودة الزائدة بطرق أخرى غير الفحص السريري؟
نعم، يمكن تشخيصها بشكل أدق من خلال تلفزيون البطن، إلا أنه أحيانًا قد تكون هناك غازات أو توسع في الأمعاء ما يعيق رؤية الزائدة، كما يمكن تشخيص الدودة الزائدة عن طريق الأشعة المقطعية بنسبة 98 % إلا أنه يتم تجنبها قدر الإمكان لأنها تحتوي على كم كبير من الإشعاع، فهي تعادل ما لا يقل عن 100 من الأشعة، فتعريض الطفل لقدر كبير من الإشعاع قد يسبب له مشكلات في المستقبل، فنحن نحاول تقليل استخدامها ولا يتم اللجوء إليها إلا في الضرورة.
هل تشخيص الدودة الزائدة صحيح دائما؟
يتم تشخيص الطفل بنسبة 80 % بالإصابة بالدودة الزائدة، وهذه النسبة كافية لإدخاله غرفة العمليات، أما 20 % فمع الفحوصات والتشخيص والتحاليل التي تظهر التهاب الزائدة قد تظهر أن الزائدة طبيعية خلال العملية، ولكن قد تكون هناك مشكلة أخرى كالتهاب في الأمعاء أو التهاب في الزوائد اللحمية في الأمعاء، لذا تكون الأعراض مشابهة إلى التهاب الزائدة.
ماذا يمكن أن يسبب تأخر تشخيص الزائدة الدودية للأطفال؟
يصل بعض الأطفال متأخرين إلى المستشفى، فيكون الطفل يعاني من ألم وترجيع لمدة 5 أيام، مع التهاب عام في البطن وانثقاب في الزائدة ويكون الطفل في وضع حرج، إضافة إلى أن بعض الأطفال يصابون بخراج حول الزائدة ما يستدعي إبقاء الطفل في المستشفى وإجراء قسطرة في البطن مع المضاد الحيوي، وبعدها يتم إجراء عملية التهاب الزائدة، لذا ننصح دائمًا في حال كان الطفل يشتكي من ألم في البطن لمدة يوم باللجوء إلى الطوارئ، فالتأخر قد يؤثر على حياة وصحة الطفل.
ما الأسباب الباطنية لآلام البطن عند الأطفال؟
أشهر سبب الإمساك، الذي قد يكون نتيجة لأسباب باطنية وهناك إمساك لأسباب جراحية، والأسباب الباطنية تكون نتيجة لعدم تناول الطعام الصحي وشرب الماء بشكل كاف، أما الأسباب الجراحية فنفضل استبعادها منذ بداية علاج مشكلة الإمساك؛ وذلك لتقديم العلاج بشكل مناسب. وأشهر الأسباب الجراحية التي تسبب الإمساك هي أن الجزء السفلي من الأمعاء يكون من دون أعصاب، فالأعصاب مسؤولة عن ارتخاء العضلات الموجودة بجدار الأمعاء والتي تسمح بحركة الأمعاء وبالإخراج بشكل طبيعي، فإذا كانت الأعصاب غير موجودة فإن ذلك يعني عدم وجود ارتخاء، إذ إن الجزء السفلي من الأمعاء دائما ما سيكون منقبضا، وهو ما يؤدي إلى الإمساك، ويتم تشخيص هذا عن طريق التاريخ المرضي من أول يوم في الولادة، فبعض الأطفال يعانون من هذه المشكلة من أول يوم، ولكن لا يتم تشخيصها إلا بعد مرور 10 سنوات. لذا من المهم أن يعرض الطفل الذي يعاني من الإمساك على استشاري جراحة الأطفال لاستثناء جميع الأسباب الباطنية، وبعدها يتم استئصال الجزء السفلي الذي لا يوجد فيه أعصاب وإيصال الجزء الطبيعي إلى أسفل منطقة الشرج عن طريق العملية الجراحية.
ما النصيحة التي تقدمها للأهل الذين يشتكي أبناؤهم من مشكلات جراحية؟
يجب استشارة استشاري جراحة الأطفال؛ إذ إن جراحة الأطفال مختلفة اختلافًا كليًا عن جراحة الكبار، فإذا كان لديك طفل يعاني من مشكلة جراحية فلا بد من استشارة استشاري جراحة الأطفال للتشخيص وتقديم العلاج المناسب.