+A
A-

77.7 % من البحرينيين غير مدخنين ويحترمون القوانين

  • تدخين السيدات مازال من العادات غير المرغوبة لدى غالبية المجتمع البحريني
  • توجه لتطبيق اشتراطات السجائر العادية على السجائر الإلكترونية "السحبة"

 

أكد رئيس جمعية مكافحة التدخين البحرينية مجدي بكري ياسين أن المجتمع البحريني مجتمع يحترم التشريعات والقوانين، وأن معدلات التدخين بين المواطنين والأجانب ممتازة، إذ بلغت نسبة المدخنين البحرينيين حسب مسح 22.3 %، فيما بلغت معدلات التدخين بين المقيمين 12.2 % في المسح الصحي الوطني لمملكة البحرين 2018.

وأشار في لقائه مع "صحتنا" إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في توسيع مدارك الشباب الصغار، وجعلتهم عرضة للاقتداء ببعض المشاهير من المدخنين، ما يدخلهم هذا للانجراف لهذه العادة.

وفيما يلي نص اللقاء:

 

ما دور الجمعية في دعم جهود مكافحة التدخين في مملكة البحرين؟

للجمعية هدف استراتيجي يتمثل في مكافحة التدخين بشتى أنواعه، وذلك عن طريق نشر الثقافة والوعي الصحي بمضار وأخطار التدخين والتبغ بجميع أنواعه، انطلاقًا من رؤية ورسالة الجمعية للوصول لمجتمع بلا تدخين.

في البداية واجهتنا العديد من الصعوبات لإقناع بعض المدخنين في المجتمع بالتوقف عن التدخين والدفع نحو اتخاذ قرارات تحد من انتشاره واستهلاكه، وكانت بداية النجاح انطلاقًا من مجمع سترة التجاري، كأول مجمع بلا تدخين، ثم بدأت التجربة تعمم على المجمعات كافة، وصولًا إلى منع الإعلان عن السجائر وبيعها لمن هم أقل من 18 عامًا.

يضاف إلى ذلك الدور الثقافي والإرشادي عبر الندوات والمعارض والفعاليات التي تنفذها الجمعية أو تشارك فيها في مختلف المناطق والمؤسسات والجمعيات الأهلية والرسمية والمدارس والجامعات، إذ تتولى مهمة التوعية مجموعة من المتخصصين في مجال التثقيف الصحي.

كذلك للجمعية مساهمات رئيسة في التشريعات والقرارات المتعلقة بمكافحة التدخين والتبغ كافة، إذ كان لها دور مهم في أول قرار أميري صدر في العام 1994 بمنع التدخين في الأماكن المغلقة، ثم قانون منع التدخين في جميع المؤسسات العامة والخاصة، ومنع زراعته والإعلان عنه في العام 2007.

وتعد الجمعية أيضًا من المؤسسين لانضمام مملكة البحرين للتوقيع على الاتفاقية الإطارية للتبغ 2007، والتي أصبحت مملكة البحرين ملزمة بتنفيذ أطر الاتفاقية الإطارية للتبغ وعضوًا أساسًا فيها، إذ حققت المملكة المركز الرابع عالميًا في تطبيق الاتفاقية.

وتقيم الجمعية بشكل مستمر مجموعة من الفعاليات، أبرزها فعالية "رياضيون بلا تدخين"، وهي فعالية موجهة للشباب، إذ يشارك فيها ما لا يقل عن 120 فريقًا، ويقام بالتزامن مع هذه الفعاليات معارض توعوية واستشارات صحية عن مضار التدخين وكيفية الإقلاع عنه، إلا أن هذه الفعالية توقفت مؤقتًا بفعل جائحة كورونا (كوفيد 19).

 

كيف تمارس الجمعية دورها في استهداف الأسر وطلاب المدارس؟

عندما تبحث خلف أسباب لجوء أحدهم للتدخين، تجد أنه يمارس هذه العادة لإثبات الرجولة، أو تقليدًا لأحد المشاهير أو هروبًا من الواقع أو الفراغ وغيرها.

ونسعى لاستهداف الأسر وهذه الفئة من المدخنين عبر تشجيعهم لزيارة عيادات الإقلاع عن التدخين المنتشرة في مختلف المحافظات.

وهناك سعي لإنشاء العديد من العيادات في بعض المحافظات؛ لمساعدة المدخنين الإقلاع عن التدخين وتقديم المشورة والتثقيف المباشر لهم.

وتم تصنيع مجسم يظهر آثار التدخين كافة على أعضاء جسم المدخن الخارجية والداخلية، إذ يتم عرض هذا المجسم في مختلف المعارض والفعاليات التي تقوم بها الجمعية، لاسيما الموجهة لطلاب المدارس والجامعات.

وهناك بعض الصعوبات التي تواجهنا مع الفئات العمرية الصغيرة من طلاب المراحل الإعدادية والثانوية، ألا وهو حاجتهم إلى وسائل وأساليب متنوعة لإقناعهم بالتوقف عن التدخين، فيما يكون الأمر أكثر سهولة مع الكبار.

 

 

كيف تقيم سلوك التدخين في مملكة البحرين؟

المجتمع البحريني مجتمع يحترم التشريعات والقوانين، كما تتميز البحرين بوجود رقابة مجتمعية تساعد لتأدية هذه التشريعات مفعولها وغايتها، ولذلك نجد أن هذا الوعي يتجسد بوضوح في رفض البرلمان لمقترح بتخصيص أماكن للمدخنين في المؤسسات العامة، إذ تم الأخذ بتوصيات الجمعية وملاحظاتها على المقترح.

وأما بالنسبة للرقابة، فنجد أن هناك صرامة في تطبيق الإجراءات القانونية بحق المخالفين، ولذلك نجد أن هناك 70 مقهى مخالف للإجراءات وتم تحويلهم إلى النيابة العامة، فضلًا عن مراقبة البقالات والمتاجر التي تبيع السجائر، إذ يتم اتخاذ إجراءات صارمة حال التبليغ على مخالفتها للاشتراطات.

وبدأنا سابقًا برنامج "اقلع واربح معنا"، وتم فعلًا توزيع جوائز قيمة من قبل الجهات الراعية لهذا البرنامج، إذ ساهم في إقلاع العديد من المدخنين عن التدخين وتم تكريمهم.

وكذلك طرحنا برنامج "المرأة تقول لا للتدخين"، كما أن هناك مسابقة لأفضل صورة عن مضار التدخين بالتعاون مع إدارة الخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم، وتوزع جوائز قيمة للمدارس الفائزة إلى جانب العديد من البرامج التي أنتجت تفاعلًا إيجابيًا من المجتمع

وفي آخر مسح صحي وطني في مملكة البحرين، أظهرت الإحصاءات أن نسبة المدخنين من البحرينيين بلغت 22.3 %، في حين بلغت نسبة التدخين بين غير البحرينيين 12.2 %، وهي معدلات ممتازة، كما حافظت هذه النسبة على استقرارها في السنوات الماضية، وهو مؤشر إيجابي جدًا.

 

هل شهدت البحرين موجة تحول من السيجارة التقليدية إلى الإلكترونية؟

التدخين بدأ بالسيجارة المعروفة، ثم تطورت وسائله لتظهر أخيرًا السيجارة الإلكترونية والشيشة الإلكترونية، التي شيع أنها تساعد على الإقلاع عن التدخين، وكانت تعامل في بداية الأمر على أنها سلعة إلكترونية، إلا أنه وبعد التحذيرات التي أطلقت بشأنها أصبح التوجه الآن باعتبارها من الوسائل التي تنطبق عليها اشتراطات السجائر العادية.

ومستخدمو السيجارة العادية ما زالوا وهي متوافرة، إلا أن أسعارها أخذت في الارتفاع، وأما السيجارة الإلكترونية التي يطلق عليها (السحبة) بدأت مرتفعة في السعر ثم انخفضت، وأصبحت الآن أقل تكلفة من السجائر العادية، إضافة إلى تنوع أشكالها، منها على سبيل المثال ما يشبه (الفلاش ميموري)، وباتت مفضلة لدى العديد من المدخنين لاسيما صغار السن وبعض الفئات العمرية من 18 إلى 25 سنة، إذ باتوا يستخدمون السيجارة الإلكترونية كنوع من المكانة و"الشياكة"، ولسهولة حملها واستخدامها، إذ إن بعضها من دون دخان.

كذلك فئة السيدات اللاتي كان المجتمع يعد تدخينهن للسيجارة نوعًا من مخالفة للعادات والتقاليد والأعراف، باتوا يستخدمن هذا النوع من السجائر لذات الأسباب السابقة.

 

برأيك، ما سبب تنامي دخول السيدات مجال التدخين أخيرًا؟

القانون لم يحدد نوع المدخن من حيث كونه سيدة أم رجل، وهنا يبدأ دور الأسرة والسلوكيات والعادات الاجتماعية، إذ يكمن دورها في منع بناتها من التدخين الذي كان ينظر له على أنه سلوك غير لائق.

ورغم ذلك، مازالت الشريحة الأكبر من السيدات في البحرين محافظات على عاداتهن في الامتناع عن التدخين واعتباره عادة لا تنسجم مع الأنوثة.

وكذلك بالنظر إلى المترددين على عيادات الإقلاع عن التدخين، نجد أن أغلب المترددين عليها هم من الرجال.

 

ما التحديات التي تواجه الجمعية في القيام بدورها في مكافحة التدخين؟

هناك حاجة في زيادة الوعي الاجتماعي بأهمية مكافحة التدخين ومضاره، من مؤسسات الشباب والرياضة إلى وسائل الإعلام، والمنابر الدينية والمجالس، إلى جانب المؤسسات الرسمية كوزارة التربية والتعليم.

ووسائل التواصل الاجتماعي اليوم وسعت الكثير من مدارك الشباب، وأخذت تطرح العديد ممن يقتدى ويتأثر به من فنانين ورياضيين مدخنين، وهم ما يشكل دافعًا وسببًا رئيسًا في اتجاه هؤلاء الشباب للتدخين تقليدًا لذلك الفنان أو الرياضي المعروف.

إضافة إلى ذلك، يأتي تحدي تنوع وسائل التدخين، إذ كان من الصعب سابقًا الحصول على السيجارة والشيشة، إلا أن تطور هذه الوسائل إلى الإلكترونية بات من السهولة الحصول عليها، لاسيما مع كون أسعارها في متناول الجميع.

ولذلك، إن التوجه الحالي يتمثل في وضع اشتراطات على السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين واعتبارها كالسجائر العادية.

 

إلى أي مدى نجحت عيادات الإقلاع عن التدخين في أداء دورها؟

في البداية كانت الأعداد بسيطة، وكانت العيادة الوحيدة المتوافرة حينها في مركز الحورة الصحي، وكانت تعتمد على عينات من الأدوية التي تساعد على الإقلاع عن التدخين، والتي يحصلون عليها من بعض شركات الأدوية، أما بعد اعتبار العيادات في المراكز الصحية كعيادة مستقلة يتم التعامل معها في مواعيد محددة بالحجز، إضافة إلى توفير الأدوية من خلال الوصفات الطبية بالمراكز الصحية، وهو ما زاد من عدد المترددين على هذه العيادات وتطوير آليات العمل بها.

 

ما الطريق للوصول لمجتمع خالٍ من التدخين؟

يكمن الطريق في التعاون من جميع المؤسسات الخاصة والعامة، والمؤسسات المجتمعية والمنابر الدينية، والمدارس والمجالس، وجميع الوزارات والجهات مجتمعة للوقوف ضد انتشار ظاهرة التدخين بأشكاله كافة.

وهناك بعض الشركات التي تمنع توظيف المدخنين، وهذا توجه حميد، إذ إن إشاعة هذه الثقافة في المجتمع ومساهمة الجميع كل من موقعه سيساهم في تحقيق هذه الرؤية بنسبة كبيرة.