+A
A-

د. ماجدة المعمري: تساقط الشعر بعد الولادة يتلاشى تلقائيًا

قالت استشارية علم الأمراض وتشخيص الأنسجة والأورام الدكتورة ماجدة المعمري "إن المرأة عندما تحمل تدخل نسبة كبيرة من الشعر في مرحلة السكون، وفي غضون شهرين إلى 3 أشهر بعد الولادة، تلاحظ بعض النساء أن كميات كبيرة من الشعر تتساقط لدى تمشيطه، إلا أن هذه الحالة تتلاشى تلقائيًا في معظم الأحيان".

 

الدكتورة ماجدة المعمري

وأشارت في لقاء خاص مع "صحتنا" إلى أن 50 % من الرجال يفقدون شعرهم في عمر الخمسينات، في حين ان العامل الوراثي لتساقط الشعر لدى النساء لا يعرضهن للصلع بشكل كامل، وإنما يؤدي إلى انخفاض كثافة شعر الرأس فقط.

ودعت المعمري إلى استبدال تصفيفات الشعر التي تتطلب المبالغة في شدّه، مثل تصفيفة ذيل الفرس أو الضفائر؛ لأن ذلك يؤدي إلى تساقط الشعر إلى حد ما، خصوصًا على جانبي الرأس.

وفيما يلي نص اللقاء:

 

ما أبرز العوامل المؤدية إلى تساقط الشعر؟

يعد تساقط الشعر مشكلة شائعة يعاني منها كثير من النساء والرجال على حد سواء؛ نتيجة عوامل مختلفة.

ويعتبر من المشاكل التي تسبب القلق النفسي والتوتر، وقد تؤثر على الحياة الاجتماعية لمن يعاني منها خصوصًا النساء.

وتعتبر العوامل الوراثية وبعض الأمراض المزمنة كالأنيميا ونقص الحديد والسكر، وأمراض المناعة وأمراض الغدة الدرقية والحميات وغيرها، من أهم عوامل سقوط الشعر.

وقد يكون سقوط الشعر ناتجًا أيضًا عن نقص عوامل غذائية ونقص الفيتامينات، وقد يرجع أيضًا إلى بعض الأدوية، أو بعد الجراحات الكبرى والرجيم القاسي والضغوط والتوترات النفسية أو الولادة والرضاعة.

ومن الأسباب الأخرى لسقوط الشعر الالتهابات المزمنة. والعوامل التي تؤدي إلى الإضرار بجذور الشعر، مثل بعض التسريحات التي تشد الشعر بقوة، أوالحرارة الزائدة بسبب مجفف الشعر.

وفي كل يوم تتساقط حوالي 50 إلى 100 شعرة وهذا ضمن المعدل الطبيعي، إذ تغطي فروة الرأس حوالي 100 ألف شعرة.

 

ما دورة تكوين الشعر ونموه؟

يتشكل الشعر بصفة أساسية من الكيراتين وهو موجود في الجلد والأظافر، ويمر الشعر بـ 3 مراحل في النمو: الأولى هي مرحلة الأناجين (دورة النشاط)، والثانية هي مرحلة الكاتاجين (دورة فقدان النشاط)، وأما الثالثة فهي مرحلة التيلوجين (فترة راحة قبل بدء الدورة مرة أخرى)، ويبلغ معدل نمو الشعر في المتوسط سنتيمتر واحد في الشهر.

وتستمر المرحلة الأولى من (عامين إلى 8 أعوام) ويحدد ذلك عوامل وراثية، ويمثل الأناجين 90 % من شعر الرأس، ثم تأتي المرحلة الثانية والمعروفة بالكاتاجين، إذ يتراجع نشاط الشعرة وتستمر فترة من (أسبوعين إلى 4 أسابيع)، تليها فترة الراحة المعروفة بالتيلوجين والتي تستغرق حوالي (شهرين إلى 4 أشهر).

ولا تكون أكثر من 10 % من شعيرات فروة الرأس في فترة الراحة أو فقدان الشعر في أي وقت من الأوقات، وإذا زادت النسبة اعتبر تساقط الشعر مرضيًا.

وهناك عوامل عدة قد تؤثر على دورة نمو الشعر وتؤدي إلى فقدان الشعر مؤقتًا أو في بعض الأحوال بصفة دائمة.

وعلى الذين يلاحظون تساقطًا شديدًا في الشعر عقب تصفيفه أو تمشيطه مراجعة استشاري الأمراض الجلدية لمعرفة السبب وأخذ العلاج.

ويحدد الطبيب سبب تساقط الشعر بعد السؤال عن تاريخ المراجع المرضي، وتجرى الفحوصات اللازمة للشعر، وتطلب فحوصات للدم عدة، إذ نقوم في مختبر "جلوبال باثولوجي" بإجراء هذه الفحوصات المتمثلة في (صورة كاملة للدم (CBC)، تحليل تحديد مخزون الحديد (Ferritin)، تحليل الغدة الدرقية (TSH)، تحليل الأجسام المضادة (ANA)، فحص عينة من نسيج الفروة، نسبة فيتامين (دال)، ونسبة الزنك في الدم.

 

ما دور الحمل والولادة وبعض العمليات الجراحية في تساقط الشعر؟

عندما تحمل المرأة تدخل نسبة كبيرة من الشعر في مرحلة السكون، وخلال شهرين إلى 3 أشهر بعد الولادة تلاحظ بعض النساء أن كميات كبيرة من الشعر تتساقط لدى تمشيطه، وتتلاشى هذه الحالة تلقائيًا في معظم الأحيان.

إن نقص الحديد عند النساء اللاتي يعانين من الطمث الشديد أو من سوء التغذية أو الأنيميا يعد أحد أسباب تساقط الشعر، وبعد إجراء فحص نسبة الحديد في الدم في المختبر يصف الطبيب العلاج حسب مخزون الحديد، مع توجيه النصائح الغذائية للمريض.

ويتساقط الشعر لدى المرضى الذين تجرى لهم عمليات جراحية كبيرة مثل عملية قص المعدة أو التحوير؛ لأن مثل هذه الجراحة قد تعرض الأجهزة الحيوية بالجسم لصدمة كبيرة ونقص في المعادن والفيتامينات، وهنا لابد من إجراء فحص الفيتامينات والمعادن دوريًا والالتزام بنصائح الطبيب المعالج وأخذ الفيتامينات حسب وصف الطبيب.

تجدر الإشارة إلى أن حتى من يعانون من الأمراض المزمنة كالسكر يصابون بتساقط الشعر.

 

 

النظام الغذائي الخالي من البروتين يدخل الشعر في مرحلة السكون

 

ما علاقة النظام الغذائي للشخص بتساقط الشعر؟

إن النباتيين الذين يتناولون أغذية خالية تمامًا من البروتين ومن يتبعون نظاما غذائيًا قاسيًا، قد يصابون بتساقط شديد للشعر، ولدى حدوث هذه الحالة، يحاول الجسم الإبقاء على البروتين بتحويل الشعر النامي إلى مرحلة السكون.

وعليه، قد يعاني هؤلاء من تساقط كثير للشعر بعد شهرين إلى 3 أشهر من بدء التغيير في نظامهم الغذائي، بحيث يصبح الشعر قابلًا للانتزاع من جذوره بسهولة نسبيًا.

ويمكن منع حدوث هذه الحالة أو علاجها بتناول كمية كافية من المواد البروتينية وإجراء فحص الدم لتساقط الشعر.

وقد يؤدي تعاطي بعض الأدوية إلى تساقط الشعر، ومن تلك الأدوية مضادات التجلط (وهي الأدوية التي تمنع حدوث التجلط بتخفيف كثافة الدم)، وأدوية النقرس والتهاب المفاصل أو مضادات الاكتئاب.

من جهة أخرى، يعرف الإفراز المتزايد من الغدة الدرقية بفرط النشاط الدرقي، بينما تعرف حالة تدني الإفراز الدرقي بنقص النشاط الدرقي، وكلا الحالتين يمكن أن تسبب تساقطًا في الشعر.

ويمكن تشخيص أمراض الغدة الدرقية بالعلامات السريرية والأعراض الأخرى والفحوصات المخبرية، إذ إن تساقط الشعر الناتج عن الأمراض الدرقية يمكن علاجه بواسطة الأساليب العلاجية المناسبة.

 

ما دور منتجات العناية بالشعر والعلاجات الكيميائية له في تساقطه؟

يستخدم الكثير علاجات كيميائية للشعر مثل التمليس والكيراتين (المحتوي على الفورمالين)، إلا أن تكرار استخدام هذه العلاجات بصورة مبالغ فيها من شأنه أن يضعف الشعر ويجعله عرضة للتساقط، والأمر ذاته عندما يظل المحلول على الرأس لمدة طويلة، أو استعمال مبيض لشعر تم تبييضه مسبقًا.

وفي حال أصبح الشعر ضعيفًا جدًا وهشًا بفعل فرط تعرضه للعلاجات الكيميائية، فمن الأفضل التوقف عن استخدام هذه المواد لبعض الوقت حتى ينمو الشعر بصورة طبيعية.

إضافة إلى ذلك، إن غسل الشعر بالشامبو وتصفيفه هي أمور ضرورية للعناية بفروة الرأس، إلا أن المبالغة في ذلك أو ممارسته بطريقة خاطئة أو استخدام شامبو غير مناسب لنوع الشعر، من شأنه إلحاق الضرر بالشعر، ما يجعله عرضة للتساقط.

 

 

ذيل الفرس و "الجدنة" تصفيفات تساهم في تساقط الشعر

ما الطريقة المثلى لتنشيف الشعر وتسريحه دون أن يؤدي ذلك إلى إضعافه وتساقطه؟

ينبغي تنشيف الماء الزائد بضغط المنشفة على الرأس دون أن يتم فرك الشعر بقوة، فالشعر يكون أكثر هشاشة حين يكون مبتلا، وبالتالي ينبغي عدم اللجوء إلى التمشيط بقوة.

وينصح بعدم تمشيط الشعر لمرات عديدة في اليوم؛ لأن ذلك قد يسبب الضرر بالشعر، ومن الأمور التي تساعد على عدم تساقط الشعر استخدام أمشاط ذات أسنان متباعدة وفرشاة ذات أطراف ناعمة.

وينبغي أيضًا استبدال تصفيفات الشعر التي تتطلب المبالغة في شدّه، مثل تصفيفة (ذيل الفرس) أو الضفائر؛ لأن ذلك يؤدي إلى تساقط الشعر إلى حد ما، خصوصًا على جانبي الرأس.

 

ما السبيل نحو معالجة العامل الوراثي في تساقط الشعر والصلع؟

يمكن للشخص أن يرث تساقط الشعر من جانب الأم أو الأب، والنساء اللاتي يصبن بهذا الداء الوراثي يشكين من تضاؤل كمية الشعر، ولا يصبن بالصلع الكامل، وتبدأ في فترة المراهقة وفي العشرينات أو الثلاثينات من العمر.

ويخف الشعر عند بعض النساء بدرجة أقل بكثير من الرجال، وقد يبدأ سقوط الشعر في فترة المراهقة، ويكون عادة أكثر وضوحًا بعد الولادة وبعد انقطاع الدورة.

وفي أغلب الأحوال، لا يؤدي سقوط الشعر عند النساء إلى الصلع كما هو الحال عند الرجال، لكن يؤدي فقط إلى انخفاض كثافة شعر الرأس.

وتحت تأثير جينات وراثية ومع وجود الهرمون الذكري التيسترون، يتساقط الشعر في الرأس عند الرجال (خصوصًا في مقدمة ووسط فروة الرأس).

وفى فترة العشرينات من العمر، يفقد حوالي 20 % من الرجال الشعر، ويصل معدل الفقدان إلى 50 % في الخمسينات من العمر.

ويكون علاج تساقط الشعر عمومًا عن طريق علاج السبب، مثل تعويض نقص الفيتامينات والحديد في حالة نقصهما، أو علاج عدم التوازن الغذائي بعد الرجيم القاسي، أو تفادي الضغوط النفسية قدر الإمكان، أو علاج أمراض الغدة الدرقية وعلاج الأمراض المزمنة إن وجدت، وفي الحالات المتقدمة من تساقط الشعر الذكوري ينصح بزراعة الشعر.