+A
A-

بصراوي توقف عن إدمان التدخين "لخاطر عيون" أقاربه البحرينيين

  •  
  • "الصحة العالمية" مرجعيتنا في التدخين
  • "السحبة" شجعت على تدخين الصغار
  • "النيكوتين" خطر على القلب والشرايين ويسبب الإدمان
  • بصراوي توقف عن إدمان التدخين "لخاطر عيون" أقاربه البحرينيين
  • السيجارة "تعن" ولو بعد حين

 

قال استشاري طب العائلة الدكتور كاظم الحلواجي "إن الإقلاع عن التدخين أمر يتطلب قرارًا وإرادة واستعدادًا من المدخن، وأن البدائل الإلكترونية لا يمكنها أن تكون وسيلة مناسبة للإقلاع عن التدخين". وأشار في لقائه مع "صحتنا" إلى أن احتمال إصابة المدخنين بسرطان الرئة يعادل 10 أضعاف الاحتمال لدى غير المدخنين.

وفيما يلي نص اللقاء:

 

ماذا يمثل لكم التنوع في وسائل التدخين، واعتبار الوسائل الإلكترونية منها مساعدة على الإقلاع عن التدخين؟

مرجعيتنا في كل ما يتعلق بالتدخين من مضار وعلاج وغيره هي منظمة الصحة العالمية، ولا يعتد بأي رأي وتحليل وتقييم يصدر عن غير هذا المصدر الموثوق.

وحتى اليوم، مازالت الدراسات المجراة على وسائل التدخين الإلكترونية غير كافية للحكم عليها.

في بادئ الأمر، كان يسوق للسيجارة الإلكترونية على أنها تساعد على التوقف عن التدخين، وهي أجهزة مكونة من 3 أقسام، هي: المادة، المبخر والبطارية المسؤولة عن تسخين المادة.

وهناك أبخرة تصدر عن هذه السيجارة الإلكترونية، وليس معلومًا ما تحتويه هذه الأبخرة من مكونات، وما يمكن أن تسببه من ضرر للمدخن ومن يتعرض للدخان.

والتوقف عن التدخين يتطلب من الشخص أن يمتلك الرغبة والاستعداد لذلك، أما السيجارة الإلكترونية فهي ليست الوسيلة المناسبة للتوقف عن التدخين، ونتعامل معها على أنها سيجارة عادية لعدم وجود ما يثبت أنها تساعد على قطع التدخين.

 

ما الذي يؤخر فحص وتحليل هذه السجائر والتعرف على مكوناتها؟

تم فعلًا أخذ عينات من السوق، وبدأت تظهر بعض المواد المصاحبة والتي منها مواد تدخل في التثليج، وهي مواد مسرطنة.

والمشكلة أن هذه الوسائل تعدت من كونها وسائل تساعد على الإقلاع عن التدخين، إلى أن أصبحت وسائل للتدخين ووصلت إلى متناول صغار السن.

و "السحبة" على سبيل المثال ليس لها دخان أو رائحة، وإنما نكهات فقط، وبالتالي يمكن للشخص أن يدخنها دون أن يعلم به أحد.

وكأن الشركات تقول لمنظمة الصحة العالمية "إذا كانت السيجارة تحتوي على 4 آلاف مادة كيماوية، فنحن أزلنا هذه المواد في (السحبة) واكتفينا بالنيكوتين".

والمشكلة أن النيكوتين خطر على الشرايين والقلب، إضافة إلى الخطر الاجتماعي المتمثل في الإدمان، إذ يعد من أشد المؤثرات العقلية، ولذلك تجد أن كل من اتجه للمخدرات كانت بدايته مع التدخين.

 

متى يمكن اعتبار أن الشخص أصبح مدمنًا؟

هنالك معيار مكون من 6 أسئلة نتمكن من خلاله معرفة درجة إدمان المدخن، فبعض المدخنين نجد أنهم بمجرد الاستيقاظ من النوم يبدأون التدخين، وهذا دليل على أن مستوى إدمانهم شديد.

 

هل مجرد الانقطاع عن التدخين كافٍ للتوقف عن الإدمان والتدخين؟

لدينا عيادة الإقلاع عن التدخين لمن يحتاج المساعدة، وهناك الكثير ممن دخن 50 سنة ثم قرر التوقف عن التدخين وتوقف دون تدخل طبي، وهذا يؤكد ما ذهبت إليه في البداية أن التوقف عن التدخين بحاجة إلى إرادة واستعداد وقرار.

وليس بالضرورة أن يكون دافع التوقف عن التدخين هو وجود أسباب صحية، بل هناك أسباب اجتماعية، وشخصيًا عايشت الكثير من القصص أثناء عملي في عيادة الإقلاع عن التدخين بمستشفى السلمانية.

 

اذكر لنا حادثة مميزة تتذكرها عن الإقلاع عن التدخين؟

حدثني أحد الزملاء عن قريب له من سكان البصرة في العراق، إذ كان شرهًا في التدخين، يشعل سيجارته منذ الاستيقاظ صباحًا ولا يطفئ آخر سيجارة إلا مساء عند النوم، ويوزع مخزون علب سجائره بين البيت والدكان.

وفي إحدى المرات، بعث له أقرباؤه في البحرين هدية عبارة عن (شماغات)، وفي إحدى المرات ولدى محاولته إشعال سيجارته، سقطت على أحد هذه الشماغات فأفسدته، ولذلك تعد الثقوب في الملابس إحدى علامات المدخنين المميزة.

ولمعزته الشديدة لأقاربه وهديتهم، قرر التوقف عن التدخين، وأحرق كل علب السجائر التي كانت معه.

وأسلوب تدخين هذا الرجل لم تكن توحي إلى أنه يمكن أن يقرر يومًا التوقف عن التدخين، إلا أن إقلاعه يؤكد أن الإقلاع عن التدخين بحاجة إلى قرار.

وفي المقابل، تجد أن أناسا أجروا عمليات في القلب، وبعد أن يتحسن وضعهم الصحي يعودون إلى التدخين.

والسيجارة "تعن" ولو بعد حين، فالمشكلة أن من يعود للتدخين حتى لو بعد 20 سنة فإن ذلك يدخله في هذا السلك وبقوة، ولذلك نحذر أي شخص من السيجارة الأولى.

وأقول أيضًا، إن أي مدخن هو معرض للإصابة بسرطان الرئة، وعادة هذا السرطان لا يشعر به الشخص في البداية وقد لا يكتشفه إلا بعد سنوات طويلة، وذلك يعتمد أيضًا على استعداد كل شخص.

 

كيف نقنع المدخنين أن السيجارة فعلًا تسبب هذه الأمراض؟

الدراسات الموجودة تشير إلى أن هذه الأمراض تنشأ بناء على وجود استعداد شخصي لدى المدخن، فأحيانا يكون لدى المدخن هذا الاستعداد، وبالتالي يتسبب التدخين في إصابته بهذا المرض.

فلو كان شخصًا يعاني من الضغط أو الكوليسترول أو السكر والسمنة ولا يمارس الرياضة، فإن التدخين لهذا الشخص سيرفع كثيرًا من معدلات الخطورة لديه.

والدراسات كشفت عن أن التدخين يرفع احتمال إصابة الشخص المدخن بسرطان الرئة بمعدل 10 أضعاف غير المدخن.

وعليه نقول "إن ارتفاع وتدني مستوى الخطورة قرار يعود للشخص نفسه، فالتوقف المبكر عن التدخين يقلل نسبة الخطر أكثر مما إذا كانت فترة التدخين طويلة، وبالتالي يتطلب سنوات عديدة ليتخلص الجسم من الخطر.

 

 

كيف ينشأ السرطان عند المدخن؟ وهل يلازمه بعد الإقلاع؟

يبدأ السرطان على هيئة خلية تتكاثر، وبالتالي قد يكون البعض أقلع عن التدخين منذ 30 عامًا، إلا أن السرطان لديه آخذ في النمو وبشكل بطيء.

وبالنسبة لسرطان الرئة، فإحساس المريض بالكتلة السرطانية يعتمد على موقعها، ولهذا يجهل الكثيرون أن لديهم كتلة سرطانية ويظنون أنهم يتمتعون بصحة جيدة.

 

ما الفرق في جودة الحياة بين المدخنين وغيرهم؟

المدخن لا يؤذي نفسه فقط، هناك التدخين السلبي أيضًا، كما أن هناك أمرًا آخر وهو أن السيجارة التي تحترق من ذاتها أخطر من الدخان الذي يخرج من صدر المدخن.

وكذلك هناك ضرر من الدخان العالق في الملابس، فهو لا تراه، لكن رائحته تبقى موجودة، فإن الطفل مثلًا يتأثر ويتضرر من التعرض لرائحة هذه الملابس، فضلًا عن المفروشات والأثاث في مكان التدخين.

وعليه، فإن الضرر لا يقتصر على المدخن نفسه وإنما على المحيطين به أيضًا، ولذلك أقول دائما "لا تبدأ التبغ تجنب الأذى... اقلع الآن تربح الصحة غدًا".

وبالتالي، هي رسالة إلى من لم يدخن أن لا يبدأ، إضافة إلى أنها دعوة لكسب الوقت بالتوقف عن التدخين لربح الصحة.

والإنسان يريد أن يصل إلى سن التقاعد وهو في صحة جيدة، ليس فقط التدخين، حتى الطعام الصحي والرياضة وعدم الاستماع للأخبار السيئة، وشرب السوائل والحياة الصحية.

وعليه دائمًا أقول للمدخنين "إذا كنت في صحة فأنت تضيف لنفسك أذى، مع فرض أنه يتبع نظامًا صحيًا".

وهناك أمراض الشيخوخة من المفاصل والجهاز الهضمي والنظر، فأحيانًا تجد أن بنية الشخص الجسمية قوية، لكن ذاكرته في تراجع.

وإن الشخص يجب أن يسعى لأن يبلغ الستين من عمره وهو في صحة جيدة، في حين أن التدخين يقرب من شيخوخة الشخص.

 

يقال إن الشيشة عن 40 سيجارة، فما صحة ذلك؟

الجلسة الواحدة للشيشة من 20 إلى 80 دقيقة تعادل أكثر من 100 سيجارة، إضافة إلى أن الشيشة بها أنبوب طويل وهو ما يتطلب قوة في الشفط، ما يساعد على وصول المواد لمستويات أعمق، والتي هي مواد مضرة جدًا وسامة.