+A
A-

د. نسرين السيد: فيتامين (D) ميزان لمعادن الجسم ومحارب للخلايا السرطانية

أكدت استشارية الغدد الصماء والسكر واختلال الدهون الدكتورة نسرين السيد ضرورة التعرض الآمن للشمس؛ من أجل المحافظة على فيتامين "دال" في مستوياته المطلوبة.

وقالت في لقائها مع "صحتنا" إن زيادة الاهتمام بهذا الفيتامين في الآونة الأخيرة جاء بعد التوصل عبر البيانات المختبرية والبيئية والوبائية إلى احتمال فائدته في السرطان.

وفيما يلي نص اللقاء:

 

ما أهمية فيتامين "دال" وما وظيفته؟

يعمل فيتامين "دال" على الحفاظ على توازن المعادن في الجسم، خصوصًا مستويات الكالسيوم والفوسفور، إذ يعزز الفيتامين عملية امتصاص المعادن في الأمعاء، ويمنع الخسارة المفرطة لهذه المعادن في الكلى، كما يتحكم بدخول وخروج المعادن في العظام.

وتشير الأبحاث إلى أن للفيتامين دور مهم في تنظيم عمليات نمو الخلايا، بما في ذلك قمع نمو الخلايا السرطانية وزيادة نشاط الجهاز المناعي.

 

ما أهم مصادر فيتامين "دال"؟

أشعة الشمس تأتي في قمة المصادر، إلى جانب الأسماك الدهنية كالسالمون والتونة، إلى جانب البيض والحليب والأجبان والزبدة والبرتقال.

 

ما أسباب شيوع الاهتمام بفيتامين "دال" في الآونة الأخيرة؟

بدأ الاهتمام بفيتامين "دال" منذ سنين طويلة كأحد أهم الفيتامينات لصحة العظام، لكن برزت أهميته في السنوات الأخيرة في مجالات أخرى، وذلك بعد التوصل عبر البيانات المختبرية والبيئية والوبائية إلى احتمال فائدته في السرطان.

وأشارت بعض الدراسات السكانية إلى أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان ويعيشون على سبيل المثال في الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة الأميركية لديهم نتائج أو وفيات مرتبطة بالسرطان أفضل مقارنة بأولئك الذين يعيشون في شمال الولايات المتحدة.

من جانب آخر، أظهرت الأدلة المختبرية قدرة فيتامين "دال" على تقليل تكاثر الخلايا، وتشجيعه على تمايزها، ومنع تكون الأوعية الدموية.

كما أظهرت الدراسات تأثيراته المضادة للالتهابات وتعديل جهاز المناعة، وهو ما أدى إلى التوصل لفرضية دور الفيتامين في المضاد للسرطان، وفعاليته في دعم الجهاز المناعي، ومن هنا تعاظم الاهتمام بهذا الفيتامين وزاد الاهتمام بإجراء المزيد من الأبحاث حوله.

 

ما العلاجات التي توصف لحالات نقص فيتامين "دال"، وما سبب اختلافها؟

فيتامين (ون ألفا) هو النوع الفعال من الفيتامين "دال"، في حين أن فيتامين (كوليكالسيفيرول) هو النوع المخزون والذي يتحول إلى النوع الفعال.

وعادة يتم علاج المخزون بإعطاء (كوليكالسيفيرول)، ومنه يؤدي إلى ارتفاع النوع الفعال.

ولكن في بعض الحالات الصحية التي يتعذر على الجسم تحويل المخزون إلى الفعال، يجب إعطاء الفعال أو (ون ألفا) كذلك.

وبعض الأمثلة على هذه الحالات، أمراض الغدد الجار درقية، وقصور الكلى والقصور الحاد في الكالسيوم.

 

ما سبب ارتفاع حالات نقص فيتامين "دال" في منطقة الشرق الأوسط رغم وفرة الشمس؟

يمكن تفسير ذلك عبر التعرض المحدود للشمس؛ بسبب الممارسات الثقافية والعادات والتقاليد في الزي وتغطية معظم أجزاء الجسم، ولون البشرة الداكن، والمناخ الحار للغاية في العديد من البلدان في منطقة الخليج.

إضافة إلى الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة دون أخذ مكملات فيتامين "دال"، وانخفاض محتوى الكالسيوم في الوجبات الغذائية والنشاط في الهواء الطلق، والسمنة والقابلية الجينية.

والسبب الآخر يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، ما يحد من وقت المكوث في الهواء الطلق لكثير من الناس.

 

 

ما الأسلوب الأمثل للتعامل مع نقص فيتامين "دال"؟ ومتى يحتاج المريض لأخذ جرعة كبيرة أو جرعة أقل؟

في حال وجود نقص حاد، مع وجود أمراض هشاشة العظام أو قصور الكلى أو أمراض الغدد جار درقية، يجب استخدام الجرعات العلاجية العالية وهي عادة 50,000 وحدة مرة في الأسبوع لمدة 12 أسبوعًا.

أما في القصور البسيط، فيمكن استخدام جرعات أقل تتراوح ما بين 10,000 إلى 20,000 وحدة في الأسبوع.

ويجب علاج المرضى الذين لا يعانون من أعراض والذين لا ينتمون إلى الفئات التي تتضرر بشدة من نقص فيتامين "دال" علاجًا تجريبيًا دون اختبار، ويجب اختيار أولئك المعرضين لخطر كبير، والذين لديهم أعراضًا سريرية لتحديد الجرعة المناسبة.

 

يتوقف العديد من المرضى عن مواصلة تناول الدواء بمجرد وصولهم المعدل الطبيعي لفيتامين "دال"، فما رأيك بهذا السلوك؟

بعد الوصول إلى المعدل الطبيعي ينبغي التحول إلى الجرعة التثبيتية حتى تتم المحافظة على مستويات فيتامين "دال" في المستوى الطبيعي، ويتم ذلك عن طريق مراجعة الطبيب لتحديد ذلك.

 

ما عدد المرات المناسبة لإجراء الفحوصات بالنسبة للمرضى المشخصين بنقص فيتامين "دال"؟

لا داع لإجراء أكثر من 3 اختبارات في السنة، والحد الأدنى من الفترات بين 3 إلى 6 أشهر بين الاختبارات المتكررة.

 

ما صحة قدرة فيتامين "دال" على تقليل حدة الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد 19)؟

تشير بعض الدراسات إلى أن فيتامين "دال" في معدلاته الطبيعية بإمكانه أن يقلل فرص الإصابة الخطيرة والوفيات، في حين أن بعض الدراسات تشير إلى عدم وجود رابط قوي بين الفيتامين والفيروس، وبالتالي فالأقوال ما زالت متضاربة بهذا الشأن.

 

ما الأسلوب الأمثل للاستفادة من أشعة الشمس في الحصول على الكمية المناسبة من فيتامين "دال"؟

عندما يكون نقص فيتامين "دال" عائد لعدم كفاية فترات التعرض للشمس، فإن التعرض الآمن لها ضروري لتفادي الإصابة بالنقص في مستوى الفيتامين.

ويحبذ التعرض للشمس في فصل الصيف بين الساعة 9 حتى 10 صباحًا، أو 2 حتى 3 ظهرًا، وفي الشتاء بين الساعة 10 صباحًا حتى 2 ظهرًا، لمدة 3 أو 4 أيام في الأسبوع.