+A
A-

فاطمة الزياني.. حكاية أول ممرضة بحرينية

فاطمة ابنة التاجر علي بن إبراهيم الزياني، حكاية كفاح بحرينية حفرت اسمها على صفحات التاريخ كأول ممرضة بحرينية مؤهلة، خاضت غمار التجربة، رغم كل ما واجهته من تحديات ومصاعب، ونثرت عطاءها على الناس، فكانت بلسمًا لآلامهم، وناشرة للبهجة مع قدوم كل مولود جديد.

ولدت الزياني في العام 1918 بالمحرق، وشقت طريقها للتعلم في مدرسة الإرسالية الأميركية، رغم ما واجهته من رفض مجتمعي من أهداف المدرسة التنصيرية.

تزوجت فاطمة في سن مبكرة من ابن عمها محمد بن مساعد الزياني، إلا أن هذا الزواج لم يكتب له عمرًا طويلًا، إذ سرعان ما رحل عنها زوجها تاركًا لها ابنتها شيخة، التي وافاها الأجل لاحقًا أيضًا بعد إصابتها بحمى شديدة، ما كان وقعه شديدًا عليها.

عادت الزياني بعد فترة لمواصلة تعليمها وحصلت على شهادة الابتدائية التي كانت تمنح حاملها مكانة اجتماعية بارزة، كما لجأت في تلك الفترة إلى العمل كمساعدة ممرضة بمستشفى الإرسالية الأميركية أثناء فترة الإجازة الصيفية.

وكانت ترتدي في عملها الملابس التقليدية، إذ كان لباس الممرضات حينها مستنكرًا مجتمعيًا، إلى أن تم إقناعها لاحقًا بارتداء لباس الممرضات داخل العيادة فقط، وخلعه قبل خروجها.

وشدت الزياني في العام 1937 رحالها إلى العراق ملتحقة بكلية التمريض في بغداد، وساعدها في ذلك حصيلتها من اللغة الإنجليزية التي اكتسبتها من المدرسة، لتتخرج بعد ذلك بتقدير جيد جدًا في العام 1941، محرزة أعلى الدرجات في المواد الطبية والجراحية والولادية.

بعدها عادت فاطمة للبحرين، والتحقت بالعمل كممرضة وقابلة مؤهلة في مستشفى النعيم، ثم انتقلت للعمل بمستشفى السلمانية مع كبير أطباء حكومة البحرين آنذاك الطبيب البريطاني سنو.

ولم يقتصر على فاطمة اقتحامها مهنة التمريض كأول ممرضة بحرينية مؤهلة، بل افتتحت في العام 1947 صيدلية باسم (صيدلية الزياني)، فكانت أول بحرينية وخليجية تفتح هذا المشروع.

واستمرت الصيدلية بالعمل لمدة 5 سنوات، وكانت تضم بداخلها غرفة لعلاج المرضى والأطفال، وكانت تمنح الأدوية مجانًا لغير المقتدرين.

إضافة إلى ذلك، كانت الزياني تعمد إلى زيارة المنازل للقيام بعمليات توليد النساء، وغالبًا ما كنت تتجنب تقاضي الأجر لقاء خدمتها خصوصًا للفقراء والمحتاجين.

وعينت الزياني لاحقًا مديرًا للعيادات الخارجية بمستشفى السلمانية في العام 1959، ثم عينت مساعدة لرئيس الممرضات في العام 1963.

واستمرت في عملها هذا حتى قدمت استقالتها في العام 1971 لظروفها الصحية، وذلك بعد عام من تلقيها شهادة تكريم وميدالية من لدن سمو أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه).