الأدوية المضادة للنوبات تحسن الوظيفة الإدراكية لدى بعض مرضى الزهايمر
أظهرت دراسة نُشرت في عدد سبتمبر الماضي من مجلة JAMA Neurology دواءً رخيصًا مضادًا للنوبات يحسن التعلم والذاكرة والوظائف الإدراكية الأخرى بشكل ملحوظ لدى مرضى الزهايمر الذين لديهم نشاط صرع في أدمغتهم.
وقال مدير مركز ماري إس إيستون لبحوث مرض الزهايمر في جامعة كاليفورنيا كيث فوسيل «هذا دواء يستخدم لعلاج الصرع. استخدمناه في هذه الدراسة لمرضى الزهايمر الذين كانت لديهم أدلة على نشاط الصرع الصامت، وهو نشاط دماغي يشبه النوبات دون التشنجات الجسدية المصاحبة لها».
ومرض الزهايمر هو السبب الرئيس للخرف في جميع أنحاء العالم، وتشمل الأعراض المبكرة فقدان الذاكرة على المدى القصير، وتدهور حل المشكلات، وصعوبات البحث عن الكلمات، ومشكلة التنقل المكاني. ومن بين مرضى الزهايمر، يُصاب ما يقدر بنحو 10-22 % بنوبات صرع، بينما يُظهر 22-54 % نشاط صرع صامت. وأفاد فوسيل في دراسات سابقة بأن المرضى الذين يعانون من نشاط صرع صامت في أدمغتهم لديهم تدهور أسرع في الوظيفة الإدراكية، لهذا اختار الباحثون اختبار دواء ليفيتيراسيتام المضاد للتشنج، والذي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء في العام 1999 وكان أداؤه جيدًا أيضًا في النماذج الحيوانية لمرض الزهايمر، ويتوافر عقار levetiracetam الآن، ويكلف حوالي 70 دولارًا سنويًا، وكانت الجرعة المختبرة في التجربة 125 مجم مرتين في اليوم، أي أقل بكثير من الجرعة النموذجية المستخدمة لعلاج الصرع.
وفي الدراسة، تم فحص 54 مريضًا يعانون من أعراض الزهايمر الخفيفة؛ بحثًا عن نشاط الصرع الصامت باستخدام مخطط كهربية الدماغ لمراقبتهم طوال الليل، بالإضافة إلى مخطط الدماغ المغناطيسي لمدة ساعة؛ لتسجيل الموجات المغناطيسية الناتجة عن النشاط الكهربائي. ومن بين المرضى الذين تم فحصهم من أجل الدراسة، كان 34 مريضًا مؤهلين للمشاركة، مع ما يقرب من 40 % لديهم نشاط صرع، والباقي ليس لديهم نشاط صرع (تم استبعاد المرضى الذين يتناولون الأدوية المضادة للنوبات بسبب اضطرابات النوبات الموجودة مسبقًا قبل الفحص). وتم تقسيم هؤلاء المرضى إلى مجموعتين مع مجموعة واحدة تتلقى الدواء الوهمي لمدة 4 أسابيع، تليها فترة 4 أسابيع من عدم تلقي أي دواء ثم جرعة 125 ملغ من ليفيتيراسيتام مرتين في اليوم لمدة 4 أسابيع. وتلقت المجموعة الثانية نفس هذه العلاجات بترتيب عكسي، كما سمح هذا التصميم المتقاطع باختبار التدخل على جميع المشاركين من دون أن يعرف المرضى ولا الباحثون ما إذا كان المريض يتناول الدواء الفعلي في أي أسبوع معين.