+A
A-

علماء يستخدمون "الخنافس" لدراسة جينات "كروموسوم Y"YY

تختلف‭ ‬الإناث‭ ‬عن‭ ‬الذكور‭ ‬من‭ ‬نواحٍ‭ ‬عديدة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يتشاركون‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الجينوم،‭ ‬فالاستثناء‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬كروموسوم‭ ‬Y‭ ‬الذكري،‭ ‬لكن‭ ‬باستخدام‭ ‬الخنافس‭ ‬كنظام‭ ‬دراسة،‭ ‬أظهر‭ ‬بحث‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬أوبسالا‭ ‬في‭ ‬السويد،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كروموسوم‭ ‬Y‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬الجينات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬حجم‭ ‬جسم‭ ‬الذكور‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وبالتالي‭ ‬يسهل‭ ‬تطور‭ ‬الفروق‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭.‬

عادة‭ ‬ما‭ ‬تختلف‭ ‬الإناث‭ ‬والذكور‭ ‬في‭ ‬نواح‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬شكلهم‭ ‬وعلم‭ ‬وظائف‭ ‬الأعضاء‭ ‬وسلوكهم،‭ ‬والسؤال‭: ‬كيف‭ ‬تتطور‭ ‬الفروق‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬والمعروفة‭ ‬باسم‭ ‬ازدواج‭ ‬الشكل‭ ‬الجنسي؟‭ ‬هو‭ ‬لغز؛‭ ‬لأن‭ ‬الإناث‭ ‬والذكور‭ ‬يتشاركون‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬مجموعة‭ ‬الجينات،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يتسبب‭ ‬التغيير‭ ‬التطوري‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬تغيير‭ ‬مرتبط‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الجنس‭ ‬الآخر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬منع‭ ‬الاختلافات‭ ‬الجنسية‭ ‬من‭ ‬التطور‭. ‬وأظهرت‭ ‬الدراسة‭ ‬الجديدة‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬الكميات‭ ‬الصغيرة‭ ‬من‭ ‬الاختلافات‭ ‬الجينية‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهل‭ ‬تطور‭ ‬ازدواج‭ ‬الشكل‭ ‬الجنسي‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتطور‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬بضعة‭ ‬أجيال‭ ‬فقط‭.‬

وأظهرت‭ ‬التجارب‭ ‬أن‭ ‬الصبغيات‭ ‬الجسدية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الكروموسومات‭ ‬الجنسية‭ ‬X‭ ‬وY،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬تنوع‭ ‬جيني‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬ازدواج‭ ‬الشكل‭ ‬الجنسي،‭ ‬لكن‭ ‬الكروموسوم‭ ‬Y‭ ‬وحده‭ ‬يمكنه‭ ‬تغيير‭ ‬اختلاف‭ ‬الجنس‭ ‬في‭ ‬الحجم‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬30‭ %‬،‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬رائع‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الخنافس‭ ‬يحتوي‭ ‬كروموسوم‭ ‬Y‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الجينات‭ ‬ويمثل‭ ‬جزءًا‭ ‬صغيرًا‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬الجينوم،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬البشر،‭ ‬ويعتقد‭ ‬كثيرون‭ ‬أن‭ ‬Y‭ ‬يؤثر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬العمليات‭ ‬التناسلية‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬عند‭ ‬الذكور،‭ ‬أي‭ ‬إنتاج‭ ‬الحيوانات‭ ‬المنوية،‭ ‬أما‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬توصلنا‭ ‬إليها‭ ‬فيشير‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬البيئة‭ ‬وعلم‭ ‬الوراثة‭ ‬بجامعة‭ ‬أوبسالا‭ ‬رئيس‭ ‬فريق‭ ‬البحث‭ ‬فيليب‭ ‬كوفمان،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كروموسوم‭ ‬Y‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬أوسع‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬متوقعًا‭ ‬في‭ ‬السابق‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬تطور‭ ‬ازدواج‭ ‬الشكل‭ ‬الجنسي‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬تباين‭ ‬الجينوم‭ ‬الجيني،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تأثير‭ ‬الانتقاء‭ ‬الطبيعي‭ ‬والجنسي‭ ‬عليه‭. ‬وبمساعدة‭ ‬تطور‭ ‬المختبر،‭ ‬أظهر‭ ‬فريق‭ ‬البحث‭ ‬أن‭ ‬ازدواج‭ ‬الشكل‭ ‬في‭ ‬الحجم‭ ‬الجنسي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتطور‭ ‬عند‭ ‬اختيار‭ ‬حجم‭ ‬الذكور،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬الانتقاء‭ ‬يتصرف‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الإناث،‭ ‬تسبب‭ ‬الجزء‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬الجينوم‭ ‬في‭ ‬استجابة‭ ‬تطورية‭ ‬مرتبطة‭ ‬في‭ ‬الذكور‭ ‬تمنع‭ ‬ازدواج‭ ‬الشكل‭ ‬من‭ ‬التطور‭.‬

حدث‭ ‬التغيير‭ ‬الأكثر‭ ‬جذرية‭ ‬في‭ ‬ازدواج‭ ‬الشكل‭ ‬الجنسي،‭ ‬وهو‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬50‭ % ‬في‭ ‬10‭ ‬أجيال‭ ‬فقط،‭ ‬عندما‭ ‬طبقنا‭ ‬الانتقاء‭ ‬بشكل‭ ‬عدائي،‭ ‬لصالح‭ ‬حجم‭ ‬الجسم‭ ‬المعاكس‭ ‬في‭ ‬الجنسين،‭ ‬وهذا‭ ‬يوضح‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬النوع‭ ‬الصحيح‭ ‬من‭ ‬الاختيار،‭ ‬يمكن‭ ‬للاختلافات‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬تتطور‭ ‬بسرعة،‭ ‬ربما‭ ‬بسهولة‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يعتقد‭ ‬سابقًا،‭ ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬الأستاذ‭ ‬المساعد‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬البيئة‭ ‬وعلم‭ ‬الوراثة‭ ‬بجامعة‭ ‬أوبسالا‭ ‬إلينا‭ ‬إيمونين‭.‬