محارب هزم وحشية السرطان 3 مرات
المتعافي حسن أحمد
إعداد: حسن فضل
حسن أحمد أحد المتعافين من السرطان. محاربٌ هزم جبروت هذا المرض المتوحش 3 مرات، وقصته ملحمة في الصبر وعنوان للأمل وإرادة الحياة ونموذج يحتذى به، فهذا المرض باغته في سن مبكرة من حياته، فلم يكن عمره يتجاوز الأربع سنين، فسرق المرض كل طفولته ولم يسمح له أن يعيش كباقي الأطفال، وقيد كل نشاطاته، فعوضًا عن أن يلهو ويلعب كباقي أقرانه قضى طفولته في أروقة المستشفيات، وبصحبة الألم، تحاصره نظرات الشفقة أينما ذهب.
كان للمغفور له صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (رحمه الله) مساحة كبيرة في حياته، فسموه كان الأمل، والرحمة والأمان متجسد فيه، فقد تكفل بعلاجه وكان سببًا بعد الله تعالى في شفائه وأن يكون بيننا.
«صحتنا في البلاد» التقت بحسن؛ ليسرد لنا قصته مع السرطان، ونحن في ذكرى الرحيل الحزين للمغفور له لتكون نموذجا من نماذج كثيرة لعطائه غير المحدود.
المرحلة الأولى وصدمة الإصابة
في العام 2001 كان حسن أحمد يقترب من العام الرابع من عمره، طفل جميل بملامحه وروحه المرحة، يملأ المنزل سعادة وأنسا، فقد كان محبوبًا من الجميع. كان يعاني من ارتفاع دائم في درجة الحرارة وألم في المفاصل والأرجل. ظن الوالدان أنه يعاني من مرض فيروسي كما يحدث للأطفال، فذهبا به للمركز الصحي والطبيبة هناك أجرت الفحوصات وصدمت الوالدين بأنها تفضل تحويله إلى طبيب أورام لأن نتائج الفحوصات تبين أنه سرطان الدم ولكن للتأكد أكثر. هزت تلك الكلمات الوالدين؛ ولكنها لم تقنعهما، فذهبا للطبيب المختص بالأورام على أمل أن ينفي هذا الاحتمال ويطمئنهما، ولكن الطبيب المختص أكد تشخيص الحالة بعد إجراء الفحوصات وأخبرهما أن ابنهما مصاب بسرطان الدم اللمفاوي. كان وقع الخبر صادمًا للوالدين والأهل، فلم يتوقعوا أن يكون ابنهم مصاب بالسرطان، ففي ذلك الوقت كان السرطان اسما مرعبا ومرادفا للموت، والتوعية به قليلة، وانتشار المرض كان محدودا. كان هذا الحدث مهولا، وحوّل الهدوء في المنزل إلى قلق وخوف وحزن ودموع. حسن لم يكن يدرك ما يجري ولكنه كان يشعر في نظرات عيونهم نظرة الشفقة والوداع؛ كونه كان صغيرا ومصابا بالمرض.
العلاج الكيماوي... الخيار المطروح لحسن
خيارات العلاج في البحرين وبالتحديد في مجمع السلمانية الطبي كانت بالكيماوي؛ لأن سرطان الدم اللمفاوي يعالج بالكيماوي، ولا يحتاج لعلاج آخر. استغرق العلاج مدة 6 أشهر، وكان علاجا مكثفا بالكورتيزون والكيماوي، ومع العلاج اختفت الأعراض من آلام المفاصل والرجلين، والحرارة تلاشت بالتدريج مع البدء في العلاج.
السرطان سرق الطفولة
السنوات الأربع الأولى من عمر أي شخص هي بداية عنفوان الطفولة وبداية إدراكه الواقعي للحياة واستمتاعه بكل ما فيها، وبداية تعرفه الحقيقي على فلسفة الحياة، وبداية اعتماده على ذاته في أمور كثيرة، لكن حسن استقبل هذه السنوات الأربع وهو في قبضة السرطان، حيث الألم والمعاناة والعزلة. سلب منه المرض كل طفولته، فلم يكن يستطيع ممارسة حياته وطفولته بسبب نقص مناعته. كانت تحاصره نظرات الشفقة أينما ذهب، ويؤلمه ويكسر عنفوانه سؤال الأطفال له عن سبب شكله غير الطبيعي، وعدم وجود شعر عنده، فكان هذا يشعره بالنقص ويضيف ألما إلى ألمه.
كان يتأثر ويشعر بالحسرة حين يجد الأطفال من حوله بشكلهم الطبيعي بينما هو دون شعر، ويلعبون ويمارسون طفولتهم بكل سعادة بينما هو غير قادر.
استعادة الطفولة بعد أشهر من المعاناة
بعد أشهر المعاناة في قبضة السرطان تماثل حسن للشفاء وتخلص من الآلام ومضاعفات المرض والعلاج واستعاد كل ذاته وطفولته. كان نبأ الشفاء التام خبرًا سعيدًا للأهل، واعتبروه ولادة جديدة.
بدأ حسن يستعيد طفولته ويمارس حياته بشكل طبيعي متحررًا من نظرات الشفقة والعطف، والتحق بالروضة والمدرسة، وبدأ يلعب مع أقرانه من الأطفال بعد أن كان ينظر لهم بحسرة وعجز، ولم يكن أي شي يعيقه، كان منطلقًا في الحياة.
عودة السرطان من جديد
كان حسن مندمجا في طقوس الحياة وكأنه يريد تعويض لحظات الألم والعزلة أثناء الإصابة، منطلقًا فيها، ولا يفكر في الماضي بكل ترسباته وذكرياته المؤلمة، وعيونه نحو المستقبل وأحلامه التي رسمها له، إذ إن السرطان منحه تجربة لا يملكها من هم أكبر منه.
كان حسن في الجانب الآخر مواظبا على الفحوصات الدورية للتأكد من عدم عودة المرض. وبعد الانتهاء من أحد الفحوصات الدورية وتحديدا بالعام 2005 اكتشفوا أن المرض عاد مجددا ينتشر في الدم مرة ثانية. عاش حسن لحظة صمت بعد سماع الخبر وعادت له الذكريات، وكل المشاهد المؤلمة. شعر بحزن شديد وشاركه أهله ذات الشعور ولكنه قرر النضال مجددًا لهزيمته، فاستعاد المبادرة.
سمو الأمير الراحل يتكفل بالعلاج في ألمانيا
كانت خيارات العلاج مختلفة هذه المرة، إذ يحتاج لزراعة نخاع وهذا العلاج غير متوافر في البحرين. ولأن تكاليف العلاج باهظة، قرر كتابة مناشدة في إحدى الصحف المحلية للمغفور له سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للعلاج، فقد كان (رحمة الله عليه) حريص دائمًا على متابعة المواطنين ومشكلاتهم فيما يتعلق بالمواطن وهذا دليل كبير على وقفته ومساندته للمواطن سواء في الحالات الإنسانية والحالات الثانية. تم نشر المناشدة في إحدى الصحف المحلية، وفي اليوم الثاني كان الرد من مكتب سموه على المناشدة، وبتكفله للعلاج، وتم تحديد 3 دول يستطيع العلاج فيها بتقدير من سموه، وتم التنسيق مع هذه الدول واختيار ألمانيا للعلاج.
كان حسن ووالداه يعيشون صدمة سرعة الاستجابة للمناشدة من قبل سمو الأمير خليفة (رحمة الله عليه)، فلم يكونوا يتوقعون أن تكون الاستجابة بهذه السرعة، فالفاصل بين نشر الخبر والرد يوم واحد فقط. كان هناك شعور مختلط بين فرحة الاستجابة، وهمّ المرض، ولكن في الوقت نفسه فرحة الاستجابة منحتهم دافعا كبيرا لمواصلة مشوار العلاج بفضل الله تعالى ثم فضل سمو الأمير.
العلاج في ألمانيا
سافر حسن إلى العلاج في ألمانيا على نفقة المغفور له سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وبأمر منه. كان لهذا الموقف من سموه الأثر الكبير على حسن ومنحه القوة لمواجه المرض وضخ كميات هائلة من الأمل في قلبه المتعب. كان يحتاج لعملية زراعة نخاع لكن لم يوجد متبرع هناك، فلم يكن أحد من أقاربه يطابقه؛ فنسبة المطابقة يجب أن تكون 100 %، فتم علاجه هناك في ألمانيا بالكيماوي والإشعاع.
استغرقت رحلة العلاج 6 أشهر في الخارج وكانت المتابعة في البحرين، حتى تشافى وهزم السرطان للمرة الثانية.
حلم لقاء سمو رئيس الوزراء
عاد للحياة مجددا بفضل الله ثم بفضل سمو الأمير الراحل الذي لم يعالجه فقط بالدعم المادي بل بحبه واحتضانه، فمبادرته بالعلاج منحت حسن طاقة إيجابية وقوة لتخطي المرض. قصته مع سمو رئيس الوزراء لم تنته بتكفله بالعلاج، فقد أصبح جزءا مهما من حياته، فكان مدينا لسموه، فنعمة الصحة التي ينعم بها والعلاج الذي حصل عليه كان بفضل الله ثم بفضل سموه، فسموه أعاده للحياة مجددًا وانتشله من براثن مرض متوحش، لذلك كانت صوره حاضرة في كل محطات حياته، وترافقه في أحلامه أيضًا، فقد وضع تحديا مع ذاته، وهو لقاء سموه وشكره. أصبح هذا هدفًا لحسن، فلولا مبادرته لما تمكن العلاج. وفي الجانب الآخر كان حسن يمارس طقوس الحياة بكل سعادة، ويمارس هواياته، فقد كان يحب الرياضة عموما والسفر والقراءة. بدأ نشاطه في مساعدة المرضى وأهاليهم، كمبادرة منه، فقد كان يجري الاتصالات مع المرضى وأهاليهم ويشرح حالته، ويتحدث عن تجربته ويزرع الأمل عليهم ويبدد اليأس الذي يتسرب إليهم بسبب وحشية المرض.
فرحة اللقاء بسمو الأمير الراحل
مضت سنة على رحلة العلاج، وحلم لقاء سمو الأمير الراحل يتضخم يومًا بعد يوم، وأصبح تحديا عند حسن، كانت صورة سموه لا تفارقه، وكلما شاهده في التلفاز أو الصحف يزداد التحدي إصرارًا ويتمنى لو كان موجودا ليصافحه.
حتى حانت الفرصة، حيث كان سموه عائدًا من تكريمه في الأمم المتحدة من الأمين العام السابق بان كي مون بجائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان المقدمة من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وقد أعدّ أهالي المحرق مراسم استقبال لسموه في شارع المطار.
كان حسن سعيدًا بهذا الخبر، واعتبره فرصة لا تعوض للقاء سمو الأمير. استعد للحظة وذهب للاستقبال مع أهالي المحرق، وما أن اقترب سموه، وتوقف موكبه، استغل حسن هذه اللحظة وذهب ليخبر شرطي الحراسة أنه يريد السلام على "بابا خليفة"، فاصطحبه شرطي الحراسة لسيارة سموه، وكانت اللحظة التي تمناها، فأطل عليه سموه من نافدة السيارة، فأخبره حسن بكلام طفولي: أنا أريد أن أسلم عليك وأشكرك لأنك عالجتني على حسابك، ابتسم سموه ورد عليه: "هل أنا عالجتك على حسابي"، فرد عليه بنعم. ويتحدث حسن عن شعوره فيقول إنه كان شعورا يصعب وصفه، فقد كانت تغمره الدموع ليس خوفًا، فقد كان لقاء سموه وشكره على ما قدمه إليه بالنسبة إليه حلمًا وأمنية وتحقق هذا دون تخطيط مسبق، فالله استجاب دعاءه. كان شعورا جميلا بالنسبة إليه يضاهي الشعور بعد الشفاء. بعدها تواصل معه ديوان سموه ونسقوا لقاء في اليوم التالي في قصر القضيبية. ذهب معه والده وأخاه، وبمجرد أن رآه سموه في القصر تذكره وابتسم وقال: هذا الطفل الذي تحدث معي أمس، ناداه وذهب إليه. ويستذكر حسن اللقاء فيقول إن سموه وصفه بالبطل وكانت لمساته وأسلوبه في المعاملة بها لطف كبير وهذا الموقف لا يمكن أن يزول من ذاكرته. وألقى بعدها قصيدة:
يا بوعلي مثل المطر يا صافي الروح ذكراك
تغسل هموم النفس وتروي ضماها
جعل ربي يا ابيض الوجه يرعاك
وجعل عينٍ ما تودك تلقى عماها
وعسى السعادة دايم الدوم وياك
وعسى الفرح يجيك من عالي سماها
السرطان يهاجم جسده للمرة الثالثة
عاد حسن لحياته الطبيعية مع تأخر في الدراسة، وقدم امتحانات اجتيازية فقط، حتى يجتاز مرحلة الصف الرابع وانتظم بعدها في مرحلة الصف الخامس، وعاد لهواياته ونشاطاته وواصل دعم المرضى. ولكن فجأة شعر بصداع مزمن واستمر طويلًا دون توقف فشعر بالقلق؛ لكن كانت الفحوصات سليمة في الدم. فتم إجراء فحوصات إضافية، وبعد سحب عينة من الظهر اكتشفوا أن هناك خلايا سرطانية في الرأس بنسبة كبيرة، فالخلايا السرطانية لم تثبت في الدم فقط؛ لكن انتقت إلى الرأس. وكانت خلايا سرطانية بنسبة 90 % في الرأس، وهذا هو سبب الصداع المزمن. كان الأمل بعد الله في سمو رئيس الوزراء وتمت المناشدة للمرة الثانية، وكان الرد سريعًا كعادته وتكفل بالعلاج.
العلاج في ألمانيا وصراع اليأس والأمل
سافر حسن إلى العلاج في ألمانيا، وكان العلاج على 3 مراحل، المرحلة الأولى مرحلة الكيماوي، والمرحلة الثانية مرحلة الإشعاع. كان شعور الأهل في فترة العلاج يشوبه الإحباط، وهو لم يكن عنوانا لضعف الإيمان، فقد كان الوضع كله معبأ بالحزن والقلق. كان يشعر بأنه قد ضعف واستسلم للمرض، فقد كان يطلب من أهله الرجوع إلى البحرين لأنه شعر باليأس وأن لا سبيل للعلاج، وأن هذه المرة انتصر السرطان على عنفوانه، فقد أدرك مدى خطورة المرض وكان يحدث نفسه أنه إذا كان سيموت يريد أن يموت في بلده بين أحبائه؛ لكن بعدها في حديث بينه وبين نفسه، حديث بتفكير وتأمل، قال إن الله سبحانه وتعالى نجاه من المرض مرة ومرتين وقادر على أن ينجيه للمرة الثالثة، وتذكر كذلك كلمة سمو الأمير الراحل إليه بأنه بطل ونفتخر بك، فاستعاد ذاته المتعبة وضخ كميات هائلة من الأمل والتحدي. فهذه الأمور التي جعلته أقوى من جديد، فرمم ثقته بنفسه واستعاد عنفوانه، وقرر مواجهة المرض بإيمانه الراسخ بالله، فكلما زاد إيمانك وثقتك به زادت قوتك في مواجهة المرض. هكذا كان يلقن ذاته.
بدأ العلاج وانتهت فترة الكيماوي والإشعاعي، وخلال هذه الفترة كانوا يبحثون له عن متبرع للنخاع وحصلوا على متبرع مطابق 100 %، وتم التبرع ومن ثم زراعة النخاع. استغرق العلاج سنة ونصف، بين العلاج الكيماوي والإشعاعي وزراعة النخاع، كان بعدها يحتاج لأخذ الأدوية الخاصة بعد عملية الزراعة لمدة سنة، كأدوية تثبيت المناعة.
مرحلة بعد التشافي
بعد 5 سنوات من العلاج تجاوز حسن مرحلة الخطر، وكانت المتابعة بين الطبيب المختص في البحرين وألمانيا. وعاد للحياة مجددًا مزهوًا بانتصاره، وعن شعوره بعد التشافي يقول "شعوري بعد العلاج لا يوصف، فأشكر الله على الشفاء وأشكره على الأشخاص الذين سخرهم لي وكانوا السبب بعده في شفائي".
حسن حاليًا يمارس حياته الطبيعية برغم الأعراض التي تستمر مع مرضى السرطان مثل ضعف المناعة، وهو حاليًا على مشارف التخرج من الجامعة، وموظف في إحدى الوزارات الحكومية. فلا يوجد شيء يبعده عن السعادة والإيجابية. ويحاول قدر الإمكان أن يكون نموذجا إيجاباي وحافزا للمحاربين الآخرين، فيستمدون منه القوة وهو يستمد منهم القوة من صبرهم وعزيمتهم.
تجربة السرطان أصبحت من الماضي، ولكنها أثرت في حياة حسن، فقد حرمته من أشياء كثيرة، فقد أثرت على حياته الأسرية والاجتماعية، في الإصابة الأولى لم يكن يشعر بهذا؛ لكن في الإصابة الثانية والثالثة اضطر للعلاج في الخارج، فعاش عزلة عن الأهل وغيابا قسريا، وكانت ظروفا صعبة أن تكون خارج بلادك تتلقى العلاج وفي ذات الوقت أنت بحاجة ليكون الجميع حولك، وهذا ما افتقده أثناء العلاج في الخارج.
الوالدان الداعم الرئيس بعد الله تعالى ولا خوف من عودة المرض
وعن كيفية تخطيه مرحلة السرطان بكل ما تحمل من ألم وغربة ومعاناة يقول «تخطيت مرحلة الإصابة واستمددت قوتي من الله سبحانه وتعالى، فمن ينظر لمصيبة غيره تهون عليه مصيبته، فحين تنظر لمن حولك تشكر ربك على النعمة التي منحها لك.
قد تكون في بعض الأوقات أفضل من غيرك، هذا كان عاملا رئيسا في تقوية ذاتي المتعبة والتخفيف من المصيبة، ووقفة أمي وأبي لا يمكن أن أنساها، فقد عاشا معي لحظات الألم وشاركاني في كل دمعة تسقط من عيني المجهدة، ورافقاني في فترة العلاج وتغربا معي وتركا إخوتي ليكونا لي سندا وعونا في وقت العلاج. كاناا ذراعي اليمين والداعم الرئيس ولم يتركاني للحظة. كانا معي في علاجي في البحرين وفي الخارج. كانا معي في كل اللحظات في شدتي وراحتي».
ويضيف بكل عنفوان وثقة «أنا لا أخشى من هذا المرض ولا أخاف من رجوعه، فالمرض ابتلاء من الله سبحانه وتعالى وهو من عافاني بقدرته وهو قادر على الشفاء إذا عاد مرة أخرى. المرض عرفني على أشخاص، وعرفني على صعوبات وعلمني الصبر منذ كنت صغيرًا واستفدت من المرض أكثر مما أخد مني».
رسالة إلى المغفور له سمو الأمير خليفة
بعد أن تماثل حسن للشفاء، كان يحمل الأمل بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير الراحل، ليقدم له الشكر على تكفله بعلاجه، فقد كان سببًا بعد الله في شفائه وعودته إلى الحياة، ويتحدث حسن عن هذا الرحيل الحزين بالقول «كان لرحيله الأثر الكبير في نفسي، فرحيله ترك أثرا في جميع فئات الشعب صغارا وكبارا، ومواقفه تثبت إنسانيته وحبه لشعبه.
شكرا من كل قلبي على ما قدمه لي على الصعيد الشخصي وعلى ما قدمه لمرضى السرطان بشكل عام.
لا أنسى وقفته معنا نحن عمومًا، ولا أنسى وقفته معي أنا شخصيًا، وسأظل أردد بيني وبين نفسي ومع العالم: شكرًا سمو الأمير خليفة بن سلمان على ما قدمته لي، شكرًا، فلك مكانة خاصة في قلبي لن تتغير إن شاء الله مدى الحياة.
كان لي أمل بالله سبحانه وتعالى أن ألتقيه للمرة الثانية وأسلم عليه ولكن قدر الله وما شاء فعل، موقفه معي لا أنا ولا أقاربي ولا أي شخص يعرفني ينساه، وهذا المعروف سأحمله وأفتخر به ما دمت حيًا، وأذكر اسمه وأدعو إليه دائمًا على الموقف الذي نجاني منه بعد الله سبحانه وتعالى، فقد كان سببًا في مواصلة مشوار حياتي بعد الله سبحانه وتعالى ولله الحمد، والجميع، سواء أهلي، إخوتي، والدي، وأقاربي، ممتنون لسموه رحمه الله».
رسالة لمرضى السرطان والعالم
يختتم حسن حديثه برسالة لمرضى السرطان، رسالة من شخص تمكن من هزيمته 3 مرات، فيقول «السرطان مرض وفي نفس الوقت تجربة تستطيع من خلالها أن تستمد قوتك، وتقيم مدى صبرك وتحملك، ويكون لك درس في الصبر والتحمل، وتجربة في الحياة تمنحك القوة والصلابة في المستقبل، وفوق هذا كله يكون سببا لإيمانك بالله سبحانه وتعالى، ويزداد تعلقك بالله، فهو من ابتلاك بالمرض ووحده القادر على شفائك».