لا تهملوا "الفحص ما قبل الزواج"
استشارية أمراض الدم د. شروتي بريم
اهتمت استشارية أمراض الدم الطبيب شروتي بريم بمتابعة أحدث الدراسات والبحوث في مجالها، ولا سيما تلك الحديثة التي تصدر من المراكز البحثية العالمية بشأن مرض «السكلر»، وهي متخصصة في أمراض الدم وخبيرة في علاج أمراض عظام النخاع، مرض فقر الدم المنجلي، الثلاسيميا والعديد من أمراض الدم الأخرى المختلفة، وتقول إن الدراسات أثبتت أن هناك شخصًا بين كل 10 أشخاص في البحرين ربما لديه عامل وراثي للمرض، أي أنه يحمل «الجينة المشوهة» للمرض، وهذا يعني أنه قد يولد قرابة 200 طفل مصابين بفقر الدم المنجلي، إلا أن من الأهمية بمكان إجراء الفحص ما قبل الزواج وعدم إهماله، فهذا جانب ضروري لمعرفة ما إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يحملان العامل الوراثي، وهنا نؤكد مرارًا وتكرارًا التشخيص الدوري للمرضى وحث المقبلين على الزواج لإجراء الفحص.
تتلف الأنسجة وتعيق الدم
نعيد تأكيد معنى «الجينة المشوهة»، وقد تناولتها الطبيبة بريم في محاضرات ومقالات توعوية شاركت فيها على مدى سنوات في البحرين وخارجها، فتلك الجينة أو العامل الوراثي عبارة عن بروتين ينقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، فالخلايا الطبيعية تكون مستديرة الشكل وتتحرك عبر الأوعية الدموية بشكل يسير، لكن الخلية المنجلية تأخذ شكل المنجل وهي صلبة وتصعب حركة مرورها في الأوعية وتتلف الأنسجة وتعيق تدفق الدم بشكل سليم.
تلف الرئتين والسكتة الدماغية
وهنا نود الإشارة إلى أن الرعاية العلاجية والمتابعة الدورية للمرضى أمر مهم.. في البحرين نجد نسبة الوعي مرتفعة خصوصًا بين المرضى وذويهم، والأطباء يتمتعون بكفاءة عالية، لكن لأن هناك عوامل ترفع احتمال الإصابة بمضاعفات من قبيل تلف الرئتين أو السكتة الدماغية، يأتي دور المراجعة الدورية على يد الأطباء المتخصصين في أمراض الدم، فمن المعروف أن مرض «السكلر» يصيب المرضى بنوبات شديدة من الألم، ومع اكتشاف الأدوية الجديدة تتضاعف أهمية الفحص الدوري بين 3 و6 أشهر؛ للتمكن من جعل المريض يعيش وفق نمط تخف فيه حدة النوبات، مع الحذر من كل الأنماط الحياتية غير الصحية التي تسهم في تضرر الصحة العامة للمريض كالتدخين والإجهاد والتعرض للمواقع شديدة الحرارة.