+A
A-

الأب الروحي لمرضى السكلر زكريا الكاظم

يحمل‭ ‬على‭ ‬معاناته‭ ‬مع‭ ‬المرض،‭ ‬معاناة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬ثقلًا‭ ‬وعبئًا‭ ‬كونه‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬للمرضى،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬السكلر‭ ‬البحرينية‭ ‬زكريا‭ ‬إبراهيم‭ ‬الكاظم‭ ‬وبكل‭ ‬صراحة‭ ‬كما‭ ‬عهدناه،‭ ‬لا‭ ‬يفشي‭ ‬سرًا‭ ‬حينما‭ ‬يقول‭ ‬«إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لها‭ ‬تجربتها‭ ‬المشرفة،‭ ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬رعاية‭ ‬مرضى‭ ‬السكلر،‭ ‬قدمت‭ ‬شيئًا‭ ‬مشرفًا‭ ‬أيضًا،‭ ‬ولو‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬شخصيًا‭ ‬سأقول‭: ‬أنا‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬نعمة‭ ‬كبيرة‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭.. ‬ولدي‭ ‬مكانة‭ ‬عالمية‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬بلادنا‭ ‬الغالية‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬رعاية‭ ‬المرضى‭.. ‬قد‭ ‬يختلف‭ ‬معك‭ ‬البعض‭ ‬ويتفق‭ ‬معك‭ ‬البعض‭ ‬الآخر،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أعلنها‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭: ‬ملف‭ ‬السكلر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كله‭ ‬فخر‭ ‬ونجاح‮»‬‭.‬

البحرين‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬المستجيبة‭ ‬ ودخلت‭ ‬في‭ ‬شراكات‭ ‬عالمية

رقم‭ ‬صعب‭ ‬للأهل

يعرف‭ ‬الناس‭ ‬زكريا‭ ‬الكاظم‭ ‬بأنه‭ ‬محارب‭ ‬السكلر‭ ‬الأول،‭ ‬وهو‭ ‬أب‭ ‬لآلاف‭ ‬المصابين‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬المستجيبة‭ ‬ودخلت‭ ‬في‭ ‬شراكات‭ ‬عالمية،‭ ‬فالمريض‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحدد‭ ‬الأدوية‭ ‬والأولويات،‭ ‬فيما‭ ‬يحتاج‭ ‬الأطباء‭ ‬لبناء‭ ‬رصيد‭ ‬ثقة‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬مرضاهم‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الدواء؛‭ ‬لأن‭ ‬المريض‭ ‬يعيش‭ ‬مع‭ ‬الألم،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬الحكم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬ضعفه‭ ‬ومرضه،‭ ‬فليس‭ ‬ذلك‭ ‬سوى‭ ‬أيام‭ ‬معدودة‭ ‬وتنقضي،‭ ‬لكن‭ ‬المريض‭ ‬رقم‭ ‬صعب‭ ‬لأهله‭ ‬وأحبته،‭ ‬وعمومًا‭ ‬المريض‭ ‬ليس‭ ‬عدوًا‭ ‬للطبيب‭ ‬والطبيب‭ ‬ليس‭ ‬عدوا‭ ‬للمريض،‭ ‬والمطلوب‭ ‬أن‭ ‬نتكامل‭.‬

هناك‭ ‬إضاءة‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الفضل‭ ‬لأهل‭ ‬الفضل‮»‬‭ ‬إن‭ ‬جاز‭ ‬لنا‭ ‬التعبير،‭ ‬فالكاظم‭ ‬يستذكر‭ ‬الراحل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭)‬،‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬حملني‭ ‬مسؤولية‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬كثر‭ ‬محبته‭: ‬كيف‭ ‬أعالجك‭ ‬وابحث‭ ‬لي‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬لكي‭ ‬تتعالج،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭: ‬سيدي‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬علاج‭ ‬لهذا‭ ‬المرض‭ ‬وإنما‭ ‬نعالج‭ ‬من‭ ‬ببعض‭ ‬المسكنات‭ ‬ودواء‭ ‬وحيد‭ ‬عمره‭ ‬30‭ ‬سنة،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬دواء‭ ‬جديد‭ ‬وإن‭ ‬أصحاب‭ ‬شركات‭ ‬الدواء‭ ‬لا‭ ‬يهمهم‭ ‬27‭ ‬مليون‭ ‬مصاب‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فقال‭: ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نحث‭ ‬شركات‭ ‬الدواء،‭ ‬وبالفعل،‭ ‬حث‭ ‬وزراء‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدعوة‭ ‬شركات‭ ‬الدواء‭ ‬بإنتاج‭ ‬أدوية‭ ‬لمرضى‭ ‬السكلر‭ ‬وقاموا‭ ‬بإعادة‭ ‬تموضعهم،‭ ‬فعدد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ترعى‭ ‬الدواء‭ ‬قليلة‭ ‬جدًا،‭ ‬فخلال‭ ‬30‭ ‬عامًا‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬إلا‭ ‬دواء‭ ‬واحدًا،‭ ‬وخلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬هناك‭ ‬7‭ ‬أدوية،‭ ‬فمن‭ ‬الذي‭ ‬حث‭ ‬ودفع؟‭ ‬هي‭ ‬البحرين،‭ ‬فرحمة‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬نتلقى‭ ‬التوجيه‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬واليوم‭ ‬البحرين‭ ‬تتكلم‭ ‬كمقعد‭ ‬ضيف‭ ‬شرف‭ ‬وترفع‭ ‬الأقلام‭ ‬حينما‭ ‬أتحدث‭ ‬وتكتب‭ ‬ما‭ ‬نقول‭ ‬وما‭ ‬نذكر‭ ‬اعتزازًا‭ ‬بالتجربة‮»‬‭.‬

الإنذار‭.. ‬ألم‭ ‬شديد

وللكاظم‭ ‬تعبير‭ ‬فارق‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬نوبات‭ ‬الألم‭ ‬لمرضى‭ ‬السكلر‭: ‬وكأنها‭ ‬تعادل‭ ‬ألم‭ ‬الولادة‭ ‬10‭ ‬مرات‭.. ‬فالمرض‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬كريات‭ ‬الدم‭ ‬الحمراء‭ ‬وهي‭ ‬لدينا،‭ ‬مرضى‭ ‬السكلر،‭ ‬منجلية‭ ‬الشكل‭ ‬ولدى‭ ‬الإنسان‭ ‬الطبيعي‭ ‬بيضاوية‭ ‬الشكل،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬حينما‭ ‬تتدفق‭ ‬في‭ ‬الأوردة‭ ‬والشرايين‭ ‬والشعيرات‭ ‬الدموية‭ ‬تتلاصق‭ ‬ببعضها‭ ‬البعض‭ ‬مشكلة‭ ‬ازدحامًا‭ ‬مروريًا‭ ‬في‭ ‬تدفق‭ ‬الدم‭ ‬ونقل‭ ‬الأكسجين‭ ‬والتغذية‭ ‬لأعضاء‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان،‭ ‬وحينما‭ ‬تقل‭ ‬الكمية‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬العضو‭ ‬يطلق‭ ‬إنذارًا،‭ ‬وهذا‭ ‬الإنذار‭ ‬هنا‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬ألم‭ ‬شديد‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬بعضه‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬مرات‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬المخاض‭ ‬والولادة،‭ ‬وقد‭ ‬تختبره‭ ‬المرأة‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬وهي‭ ‬محبة،‭ ‬فيما‭ ‬يختبره‭ ‬طفل‭ ‬عمره‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬32‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬وحسب‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬بـ‭ ‬10‭ ‬مرات‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬الولادة‭.‬