الصفائح التجميلية لا تناسب الجميع وعلينا التوقف عن متابعة هبات «الفشينيستات»
أول طبيبة في المنطقة العربية حاصلة على الماجستير السريري د. يمامة الجادر
حذرت استشارية علاج تجميل الأسنان د. يمامة الجادر في مدينة البحرين الطبية مما يطلق عليه بـ «الهبة» في تجميل الأسنان، فيما يتعلق بتركيب الصفائح التجميلية، مؤكدة أن اللجوء إليها يكون بدواع طبية ضرورية وليس بدافع تقليد المشاهير و«الفشينيستات».
وقالت إن الصفائح التجميلية التي نراها على المشاهير قد لا تتناسب مع الجميع، لذا لا بد من استشارة أكثر من طبيب أسنان قبل البدء فيها؛ لأنها قد تكلف الكثير، فقد تتسبب في تسوس الأسنان، التهاب اللثة، أو الإخلال بصحة الفم.
«صحتنا في البلاد» استضافت استشارية علاج تجميل الأسنان د. يمامة الجادر، وهي إحدى خريجات جامعة الموصل من العراق، وشقت طريقها نحو تخصص طب الأسنان بعد أن تولد لديها شغف هذا التخصص نتيجة لمشكلة واجهتها في الأسنان منذ الصغر، فالزيارات الدائمة لطبيب الأسنان وبحثها في ذلك الوقت عن علاج كان الطريق نحو دراستها؛ لتتوجه بعدها لدراسة هذا التخصص في جامعة الموصل التي كانت قد افتتحت حديثًا في ذلك الوقت. وبعد الدراسة لمدة 5 سنوات عملت في العراق 5 سنوات أيضا.
تزوجت د. يمامة الجادر باستشاري جراحة الفم والفكين والوجه د. عارف رجب؛ لتهاجر بعدها إلى بريطانيا معه؛ ليكمل دراسته وتكمل دراستها هي الأخرى في تعويض الأسنان، وتكون من أوائل الطبيبات في المنطقة العربية التي تحصل على الماجستير السريري (M.clinic.Dent).
التحقت الجادر بوزارة الصحة في العام 1999 حتى العام 2017، وكانت استشارية تجميل وعلاج تحفظي ومدربة لبرنامج التدريب التابع للكلية الملكية في ادنبرا بالبحرين للدراسات العليا. كان حلمها مع زوجها بناء مجمع تخصصي لطب الأسنان، إلا أنه بعد ذلك تقرر مع باقي زملاء الطب أن يكون مجمعا طبيا متكاملا، لتتكون من هناك نواة قسم طب الأسنان في مدينة البحرين الطبية.
مدينة البحرين الطبية تغطي معظم تخصصات الأسنان كجراحة الوجه والفكين، والعلاج التحفظي وتعويض الأسنان، تقويم الأسنان، طب الأطفال والاحتياجات الخاصة، طب العائلة العام للأسنان، والأطباء العموميين.
كما تغطي مدينة البحرين الطبية احتياجات الفرد كأسرة وليس كشخص فقط، فالهدف كان وضع جميع التخصصات في مكان واحد أسوة ببعض الدول كالعراق مثلًا بتخصيص مدينة طبية متكاملة يعمل فيها أشهر الأطباء، وذكرت الجادر أن هذا هو الهدف من إنشاء المدينة التي تقوم بإدارة بحرينية، وفي ما يلي نص اللقاء...
خطة لإدماج الخدمات الرقمية في طب الأسنان بمدينة البحرين الطبية
ما الخدمات التي يقدمها قسم طب الأسنان بمدينة البحرين الطبية؟
يقدم أطباء الأسنان في مدينة البحرين الطبية العديد من الخدمات الخاصة بطب الأسنان كخلع الأسنان وفحص الأمراض المتعلقة بالفك والسرطانات، جفاف الفم وجميع الأمراض المزمنة المتعلقة بالفم، مع الجراحات التقويمية ورفع السرطانات الموجودة، كما يوفر العلاج التحفظي الذي يتم فيه علاج الأسنان بأبسط الأنواع ومن دون تأذية السن وهو عكس العلاج التعويضي. كما يتم أيضًا تدريب الأطباء ومساعدي الأسنان والطاقم على يد أطباء بحرينيين.
ما العلاج التحفظي؟ ومتى يبدأ؟
العلاج التحفظي عبارة عن علاج الأسنان من دون إلحاق الأذى بالأنسجة السليمة، إذ يتم توفير علاج الحشوات والترميم من غير أذى أو وضع التيجان من دون اللجوء إلى علاج العصب مباشرة، فالهدف هو الحفاظ على السن، وباستخدام الليزر أيضًا يمكن تحقيق الهدف والابتعاد عن قطع السن، إذ يتم استخدام الحشوات التحفظية بإزالة التسوس فقط. في العلاج التحفظي نجدد العصب عوضا عن قتله باستخدام (MTA)، وهذا مثال على ما يحدث في العلاج التحفظي، كما أنه في العلاجات العادية يتم علاج التسوس باستخدام الحشوات المعدنية بحفر السن مع إزالة النسيج السليم، لأن وضع الحشوة يحتاج إلى سمك معين، إلا أنه حاليًا توجد الحشوات البيضاء (GIC) والحشوات الضوئية واللاصقة التي يمكن تجميدها واستخدامها مباشرة بالضوء العادي أو بالبلازما والليزر، ويبدأ بالعلاج التحفظي بعد عمر 8 أعوام أو بعد البلوغ بالنسبة للكبار.
ما آخر التطورات في طب الأسنان؟
طب الأسنان من التخصصات التي شهدت، وما زالت، تطورات علاجية كبرى، فعلى سبيل المثيل شهدنا تطورات في حشوات الأسنان، فتم استبدال الحشوات المعدنية بالحشوات البيضاء والضوئية، وفيما يتعلق بتنظيف الأسنان من التسوس لوضع الحشوة، في السابق كان يتم بالحفارات فقط، بعدها تحول التنظيف بالليزر و «Air flow».
كما أن المادة المستخدمة لإقامة الجسور اختلفت، ففي السابق كان يتم استخدام المعدن اللامع مثل الذهب أو شبيه الذهب أو السبائك، وحاليًا وجود الزيركون كمعدن أبيض وتحضيره في العيادة أصبح طفرة في طب الأسنان.
إضافة إلى أننا أصبحنا الآن نشهد تطورا في خدمات الأسنان مع إدخال الخدمات الرقمية في العلاج والتشخيص.
هل هناك خطة لتوسعة قسم الأسنان في مدينة البحرين الطبية؟
خطة قسم الأسنان في مدينة البحرين الطبية هي الانتقال إلى الخدمات الرقمية، فحاليًا يتم توفير خدمات ترتبط بين اليدوي والرقمي، إلا أنه خلال الفترة المقبلة نسعى إلى توفير الخدمات الرقمية؛ بهدف مواكبة التطورات في مجال طب الأسنان، ولتقديم خدمات ذات جودة عالية، كما نطمح إلى زيادة عدد الخدمات المقدمة في القسم ونوعيتها.
هل ما زالت الجسور تستخدم كتعويض إلى الأسنان؟
إن خيار وضع الجسور أصبح تقليديا؛ فخيار الزراعة موجود منذ التسعينات وانتشر في الألفية وهو بديل عن الجسور، ويمكن زراعة السن بعد خلعه مباشرة ويعتبر الخيار الأول في تعويض الأسنان. إذ إن الزراعة أصبحت ضرورة ملحة، إضافة إلى أنه لا يفضل الآن إقامة الجسور؛ لأنها مؤذية للأسنان المجاورة ولكنها في السابق كانت هي الخيار المتاح، لكن الآن خيار الزراعة هو المطروح والمناسب كلما أمكن.
ما أكثر خدمات طب الأسنان التي تشهد إقبالًا؟
التبييض والصفائح التجميلية التي لها العديد من المسميات التجارية لأغراض التسويق، وهناك إقبال عليها من عمر 14 إلى أكثر من 60 عاما.
وقد يكون الإقبال عليها أحيانًا بغرض مجاراة ما يطلق عليه بـ «الهبة». إن تجميل الأسنان وجد لتعديل اللون والشكل، وفي حال كانت هناك ضرورة طبية ملحة، وليس كما يحدث الآن من تقليد واتباع إلى المشاهير.
علينا نحن الأطباء الوقوف معًا ضد هذه الهبة بشرح الأضرار المصاحبة لهذا النوع من التجميل على المدى البعيد، خصوصًا إذا لم تكن هناك مشكلة طبية تستدعي إجراءها.
نواجه حاليًا الترويج إلى تجميل الأسنان من دون وجود دواع طبية أو سريرية، خصوصًا من «الفشينيستات»، وذلك بتغيير لون وحجم الأسنان إلى ألوان غير طبيعية. علينا أيضا دراسة الحاجة الفعلية للفرد لتغيير الأسنان خصوصًا أن الصفائح التجميلية عند وضعها من دون دواع طبية قد تتسبب بالإخلال بصحة الفم وحدوث مشكلات كالتهاب اللثة والتسوس.
الصفائح التجميلية التي نراها على المشاهير لا تتناسب مع الجميع، لذا لا بد من استشارة أكثر من طبيب أسنان قبل البدء فيها؛ لأنها قد تكلف كثيرا.
ما النصائح للحفاظ على صحة الأسنان؟
- علينا القيام بالمتابعات الدورية، فهناك مفهوم خاطئ بشأن مراجعة طبيب الأسنان فقط عند الشعور بالألم، في حين أن هذه المراجعات يجب أن تكون دورية.
- المراجعة الدورية تبدأ مع ظهور أول سن، فالمراجعات ليست حصرًا على علاج الألم، إذ إن المراجعة المستمرة تمكننا من الكشف عن الأمراض مبكرًا، والكشف المبكر يساعد على علاج المشكلة قبل تفاقمها.
- يجب أن يكون هناك تكاتف فيما يتعلق بأهمية توعية الجميع بزيارة طبيب الأسنان للكشف والمراجعة الدورية خصوصًا في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
مراجعة طبيب الأسنان لا تقتصر على وقت الشعور بالألم