+A
A-

فاطمة فروتن

إعداد‭: ‬حسن‭ ‬فضل

فاطمة‭ ‬فروتن‭ ‬امرأة‭ ‬تحترف‭ ‬الأمل‭ ‬وتركل‭ ‬اليأس‭ ‬دون‭ ‬تردد،‭ ‬فلا‭ ‬تسمح‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يعبث‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬وأحلامها،‭ ‬فهي‭ ‬تعشق‭ ‬الحياة‭ ‬وتعطيها‭ ‬كل‭ ‬وجودها‭ ‬وتقدس‭ ‬كل‭ ‬لحظاتها‭. ‬

فاطمة‭ ‬موظفة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬طبية،‭ ‬ومتطوعة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البيئة‭ ‬وممثلة‭ ‬إقليمية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة،‭ ‬ولها‭ ‬نشاطات‭ ‬تطوعية‭ ‬مختلفة‭. ‬هي‭ ‬ناجية‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬السرطان‭ ‬مرتين‭. ‬

تمكنت‭ ‬من‭ ‬ترويضه‭ ‬وهزيمته‭ ‬بإرادة‭ ‬التحدي‭ ‬واستراتيجية‭ ‬الصبر‭ ‬الجميل‭ ‬كما‭ ‬تسميها‭. ‬عرفت‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافرها‭ ‬فتجذر‭ ‬حب‭ ‬الناس‭ ‬وحب‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تفاصيلها‭.‬

‮«‬صحتنا‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬بها‭ ‬لتسرد‭ ‬لنا‭ ‬قصتها‭ ‬الفريدة‭ ‬وكيف‭ ‬هزمت‭ ‬السرطان‭.‬

قبل‭ ‬السرطان‭... ‬حياة‭ ‬معبأة‭ ‬بالتحدي‭ ‬والأحلام

كانت‭ ‬حياة‭ ‬فاطمة‭ ‬طبيعية‭ ‬وهادئة،‭ ‬حياة‭ ‬مزدحمة‭ ‬بالعمل‭ ‬والنجاح‭ ‬والإنجازات،‭ ‬ومعبأة‭ ‬بالتحدي‭ ‬والأحلام‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬لها‭. ‬حياة‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬اليأس‭ ‬مؤطرة‭ ‬بأهداف‭ ‬مرسومة‭ ‬بعناية‭ ‬فائقة،‭ ‬حيث‭ ‬الوصول‭ ‬للتميز‭ ‬والنجاح‭. ‬انخرطت‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬بتشجيع‭ ‬من‭ ‬والديها‭ ‬الذين‭ ‬عززا‭ ‬عندها‭ ‬قيمة‭ ‬العطاء‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬فكانت‭ ‬تشعر‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬واجبها‭ ‬أن‭ ‬تعطي،‭ ‬وتقدم‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وتخدم‭ ‬وطنها‭ ‬بأي‭ ‬طريقة‭. ‬ولحبها‭ ‬للعمل‭ ‬كانت‭ ‬تدرس‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬وتعمل‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬فدمجت‭ ‬الخبرة‭ ‬بالتعليم‭ ‬من‭ ‬البداية،‭ ‬وأضافت‭ ‬لرصيدها‭ ‬وكونت‭ ‬شخصيتها‭ ‬وصقلت‭ ‬نفسها‭ ‬أكثر‭. ‬كان‭ ‬إحساسها‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬يدفعها‭ ‬لبذل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكنها‭ ‬فعله‭ ‬لخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬والوطن‭ ‬ككل‭.‬

 

الإنذار‭ ‬الأول‭ ‬بالسرطان‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬2007

بينما‭ ‬كانت‭ ‬فاطمة‭ ‬تمارس‭ ‬طقوس‭ ‬الحياة‭ ‬بكل‭ ‬حب‭ ‬واندفاع‭ ‬وسعادة،‭ ‬وطموح‭ ‬متدفق‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬له،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬معنى‭ ‬المستحيل،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تحد‭ ‬جديد‭ ‬ومصيري،‭ ‬ففي‭ ‬العام‭ ‬2007‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬وشك‭ ‬الأطباء‭ ‬أن‭ ‬عندها‭ ‬سرطان‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية،‭ ‬فأخذوا‭ ‬عينة‭ ‬للتأكد‭. ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬نطق‭ ‬حروف‭ ‬المرض‭ ‬يسبب‭ ‬رعبا،‭ ‬فوقعه‭ ‬كان‭ ‬مخيفا،‭ ‬وصادما،‭ ‬فتسربت‭ ‬كل‭ ‬حروفه‭ ‬بقسوة‭ ‬لداخلها،‭ ‬وبعثرت‭ ‬ذلك‭ ‬السكون،‭ ‬فبدأت‭ ‬تتجسد‭ ‬أحلامها‭ ‬صورًا‭ ‬أمام‭ ‬عينيها،‭ ‬أحلامها‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتحقق،‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬مهددة‭.‬

عادت‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ذهول‭ ‬وصمت،‭ ‬وكأنها‭ ‬لم‭ ‬تستوعب،‭ ‬كانت‭ ‬تعيش‭ ‬حالة‭ ‬ضيق‭ ‬وقلق‭ ‬وخوف‭ ‬من‭ ‬المستقبل‭ ‬المجهول‭. ‬سيطر‭ ‬عليها‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬لساعات‭ ‬محدودة،‭ ‬ثم‭ ‬استعادت‭ ‬المبادرة‭ ‬وبدأت‭ ‬تفكر‭ ‬وتحدث‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التجلي،‭ ‬وتسأل‭ ‬ذاتها‭ ‬المتعبة‭ ‬من‭ ‬أكوام‭ ‬القلق‭ ‬المكدسة‭: ‬ما‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مصابة‭ ‬بالسرطان؟‭ ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬مصابة‭ ‬بالسرطان‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬احتمال؟‭ ‬الموت‭!‬؟‭ ‬نعم‭ ‬الموت‭ ‬هو‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬فيه‭ ‬المرء،‭ ‬وحين‭ ‬وصلت‭ ‬لهذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬بدأت‭ ‬جلسة‭ ‬من‭ ‬التفكر‭ ‬والتدبر‭ ‬والأسئلة‭ ‬تستمر‭ ‬بالتدفق‭.. ‬هل‭ ‬أنها‭ ‬إذا‭ ‬أصيبت‭ ‬بالسرطان‭ ‬وأصبح‭ ‬هذا‭ ‬واقعا‭ ‬سيغير‭ ‬شيئا‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬فاطمة؟‭ ‬هل‭ ‬سيتغير‭ ‬توجهها،‭ ‬ورؤيتها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬ستتغير؟

 

تأملات‭ ‬وحوار‭ ‬مع‭ ‬النفس

بعض‭ ‬لحظات‭ ‬تأمل‭ ‬عميق‭ ‬وجدت‭ ‬أنها‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح؛‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬شعرت‭ ‬بأنها‭ ‬لم‭ ‬تكمل‭ ‬رسالتها‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وهناك‭ ‬رغبة‭ ‬عارمة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬وتخدم‭ ‬المجتمع‭ ‬وتصلح‭ ‬من‭ ‬نفسها‭ ‬والمجتمع‭ ‬بعدها‭ ‬تكون‭ ‬مستعدة‭ ‬للانتقال‭ ‬للعالم‭ ‬الآخر‭ ‬بنفس‭ ‬مطمئنة‭. ‬وفي‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬الخضوع‭ ‬لله‭ ‬والتسليم‭ ‬التام‭ ‬توجهت‭ ‬بقلبها‭ ‬الذي‭ ‬ملأه‭ ‬الإيمان‭ ‬الصادق،‭ ‬فبدأت‭ ‬تخاطب‭ ‬الله‭ ‬بخشوع‭: ‬رباه‭ ‬امنحني‭ ‬فرصة‭ ‬لأن‭ ‬أكمل‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬أنا‭ ‬موجودة‭ ‬لأجلها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تشعر‭ ‬بأنها‭ ‬لم‭ ‬تكمل‭ ‬رسالتها‭ ‬وأنها‭ ‬متشبثة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

شعرت‭ ‬فاطمة‭ ‬بحالة‭ ‬اطمئنان‭ ‬رهيبة‭ ‬بعد‭ ‬مخاطبة‭ ‬الله،‭ ‬فقد‭ ‬وضعت‭ ‬كل‭ ‬أملها‭ ‬وثقتها‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬بدرجة‭ ‬من‭ ‬التسليم‭ ‬العالي‭.. ‬وانتظرت‭ ‬نتيجة‭ ‬العينة‭.‬

ولكن‭ ‬العينة‭ ‬لم‭ ‬تبين‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ورما‭ ‬خبيثا‭ ‬أو‭ ‬حميدا‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬فضّل‭ ‬الطبيب‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬إزالة‭ ‬نصف‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية،‭ ‬فاستأصلوا‭ ‬النصف‭ ‬الأيسر،‭ ‬ولكن‭ ‬اتضح‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سرطانا‭. ‬ورغم‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مصابة،‭ ‬فقد‭ ‬تذوقت‭ ‬مرارة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصابة،‭ ‬فعاشت‭ ‬القلق‭ ‬والرعب،‭ ‬وأصبحت‭ ‬مهيأة‭ ‬لأي‭ ‬طارئ‭.‬

 

الإصابة‭ ‬الأولى‭ ‬بالسرطان‭ ‬والصبر‭ ‬عنوان‭ ‬المرحلة

كان‭ ‬الطبيب‭ ‬قد‭ ‬طلب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬دورية،‭ ‬للنصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬الذي‭ ‬أصيب‭ ‬بالتهاب،‭ ‬فكانت‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬مستمرة،‭ ‬وفي‭ ‬2014‭ ‬اكتشفوا‭ ‬تكونا‭ ‬لأورام‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬المتبقي‭ ‬من‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬فأخذوا‭ ‬خزعة‭. ‬وانتظرت‭ ‬النتيجة‭ ‬حتى‭ ‬وصلها‭ ‬الخبر‭ ‬الصادم،‭ ‬وتبين‭ ‬أنها‭ ‬مصابة‭ ‬بالسرطان‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مهيأة‭ ‬لهذا‭ ‬الخبر‭ ‬بعد‭ ‬تجربتها‭ ‬الأولى‭ ‬ولكن‭ ‬حين‭ ‬أصبح‭ ‬المرض‭ ‬واقعًا‭ ‬شعرت‭ ‬بحزن‭ ‬وسمحت‭ ‬لدمعاتها‭ ‬بالسقوط،‭ ‬فقد‭ ‬بكت‭ ‬قليلًا‭ ‬مع‭ ‬نفسها،‭ ‬ولكنها‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬استجمعت‭ ‬قواها‭ ‬مستفيدة‭ ‬من‭ ‬المخزون‭ ‬المعنوي‭ ‬الهائل‭ ‬الذي‭ ‬كسبته‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى،‭ ‬ورفعت‭ ‬رأسها‭ ‬وقررت‭ ‬مواجهته‭ ‬وإعلان‭ ‬التحدي،‭ ‬واتخذت‭ ‬لنفسها‭ ‬شعار‭ ‬الصبر،‭ ‬فكان‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬عنوان‭ ‬المرحلة‭. ‬كانت‭ ‬تستحضر‭ ‬شخصية‭ ‬سوبرمان،‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬شخصا‭ ‬عاديا‭ ‬وأصبح‭ ‬بطلا‭ ‬خارقا،‭ ‬فهي‭ ‬تؤمن‭ ‬أن‭ ‬تجاوز‭ ‬الإنسان‭ ‬لهذه‭ ‬العقبة‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬نظرته‭ ‬للمرض‭ ‬والحياة،‭ ‬والإيمان‭ ‬بأن‭ ‬له‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬لوجوده‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وبالرضا‭ ‬والتسليم،‭ ‬فكانت‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬اختارها‭ ‬لهذه‭ ‬المهمة‭ ‬والاختبار،‭ ‬والقبول‭ ‬والرضا‭ ‬بداية‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬للنجاة،‭ ‬فهناك‭ ‬قوة‭ ‬داخلية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬المتوحش،‭ ‬فداخل‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬بطل‭ ‬خارق‭ ‬ينتظر‭ ‬أن‭ ‬يخرج،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬المرض‭ ‬والألم‭ ‬فرصة‭ ‬لاكتشاف‭ ‬قدراتنا‭ ‬بهذا‭ ‬الشعور‭ ‬والتسليم‭ ‬المدعم‭ ‬بالصبر‭. ‬قررت‭ ‬خوض‭ ‬المعركة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬وأعلنت‭ ‬قبول‭ ‬التحدي‭. ‬قرر‭ ‬الطبيب‭ ‬السعودي‭ ‬الحضور‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬وإجراء‭ ‬العملية،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬تأكيد‭ ‬إصابتها‭ ‬بسرطان‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬المتبقي،‭ ‬وتم‭ ‬إزالتها‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الرقبة‭ ‬وقرر‭ ‬الأطباء‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬لعلاج‭ ‬إضافي‭.‬

 

الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬في‭ ‬المحنة

تحدثنا‭ ‬فاطمة‭ ‬عن‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬ودورهم‭ ‬في‭ ‬محنتها،‭ ‬فتقول‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬الوالدين‭ ‬والأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والمقربين‭ ‬يشعرون‭ ‬بالضيق؛‭ ‬لما‭ ‬يسمعونه‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬وعن‭ ‬ضحاياه،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬يشاهدون‭ ‬ويلمسون‭ ‬الرضا‭ ‬التام‭ ‬عندها‭ ‬بقرار‭ ‬الله‭ ‬وخياره‭ ‬لها‭ ‬بأن‭ ‬تصاب‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭ ‬وصبرها‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬الجانب‭ ‬المؤلم،‭ ‬بل‭ ‬تبرز‭ ‬الجانب‭ ‬الذي‭ ‬فيه‭ ‬دروس‭ ‬مستفادة،‭ ‬فهم‭ ‬يأخذون‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الصبر‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الإيجابية‭ ‬وتهدأ‭ ‬نفوسهم‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يملأها‭ ‬القلق‭ ‬والخوف‭ ‬على‭ ‬صحتها‭.‬

 

علاج‭ ‬المرض‭ ‬وخيارات‭ ‬العلاج‭ ‬

وتضيف‭ ‬بخصوص‭ ‬خيارات‭ ‬العلاج‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنوع‭ ‬السرطان‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬فهو‭ ‬نوع‭ ‬شائع،‭ ‬ونسبة‭ ‬الشفاء‭ ‬جدًا‭ ‬عالية‭ ‬وهو‭ ‬قابل‭ ‬للشفاء،‭ ‬والعلاج‭ ‬يكون‭ ‬بالجراحة‭ ‬واليود‭ ‬المشع‭ ‬وهو‭ ‬العلاج‭ ‬الإشعاعي،‭ ‬ولكون‭ ‬المنطقة‭ ‬هي‭ ‬منطقة‭ ‬الرقبة‭ ‬فلا‭ ‬تستجيب‭ ‬للعلاج‭ ‬الكيميائي،‭ ‬فقط‭ ‬باليود‭ ‬المشع،‭ ‬وهذا‭ ‬كان‭ ‬جانبا‭ ‬إيجابيا،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬نوع‭ ‬هذا‭ ‬السرطان‭ ‬قابل‭ ‬للعلاج‭ ‬وبطيء‭ ‬النمو،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬كانت‭ ‬تراه‭ ‬أشياء‭ ‬إيجابية‭.‬

 

فترة‭ ‬العزل‭ ‬وسيلة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬الذات

وعن‭ ‬فترة‭ ‬العلاج،‭ ‬تذكر‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬فيها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬صعود‭ ‬وهبوط،‭ ‬فالعلاج‭ ‬الجراحي‭ ‬يتم‭ ‬بعده‭ ‬علاج‭ ‬باليود‭ ‬المشع،‭ ‬واليود‭ ‬المشع‭ ‬يتطلب‭ ‬العزل،‭ ‬وفي‭ ‬2014‭ ‬و2015‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عندنا‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬فمفهوم‭ ‬العزل‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مألوفا‭ ‬وكان‭ ‬صعبا‭ ‬قليلًا؛‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬يتعالج‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعزل‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬والأطفال‭ ‬والحوامل‭. ‬وفترة‭ ‬العزل‭ ‬هذه‭ ‬أسمتها‭ ‬فترة‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الذات،‭ ‬وفترة‭ ‬تقييم‭ ‬الذات،‭ ‬فقط‭ ‬تتأمل‭ ‬وتنظر‭ ‬ببصيرتها‭ ‬في‭ ‬عمقها‭ ‬الداخلي‭ ‬وتحدد‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف،‭ ‬وكيف‭ ‬تتغلب‭ ‬عليها‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬عند‭ ‬فاطمة،‭ ‬فهذا‭ ‬كله‭ ‬تم‭ ‬بنجاح‭ ‬وتم‭ ‬إعلان‭ ‬شفائها‭ ‬من‭ ‬السرطان‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى؛‭ ‬فعادت‭ ‬للحياة‭ ‬بزهو‭ ‬الانتصار‭. ‬

 

كابوس‭ ‬عودة‭ ‬السرطان‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬

عادت‭ ‬فاطمة‭ ‬لحياتها‭ ‬ولكنها‭ ‬عودة‭ ‬حذرة،‭ ‬فهاجس‭ ‬عودة‭ ‬المرض‭ ‬ظل‭ ‬يلاحقها‭ ‬وظله‭ ‬يتابعها،‭ ‬فالفريق‭ ‬الطبي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أوصاها‭ ‬بعمل‭ ‬فحوصات‭ ‬دورية‭ ‬للثدي‭ ‬ومنطقة‭ ‬الرحم‭. ‬وخلال‭ ‬المتابعات‭ ‬الدورية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬وأثناء‭ ‬هذه‭ ‬الفحوصات‭ ‬تم‭ ‬تشخيصها‭ ‬من‭ ‬بعدها‭ ‬بسرطان‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية،‭ ‬فتم‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬وطلبت‭ ‬الطبيبة‭ ‬إجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬إضافية‭ ‬حتى‭ ‬أكد‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬أنها‭ ‬مصابة‭ ‬بالسرطان‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية،‭ ‬وتم‭ ‬علاجها‭ ‬بعملية‭ ‬ثانية‭ ‬لإزالة‭ ‬الفص‭ ‬الأيمن‭ ‬وعلاجها‭ ‬باليود‭ ‬المشع‭ ‬وبعدها‭ ‬تم‭ ‬العزل‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬المتابعة‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬الأجسام‭ ‬المضادة‭ ‬للسرطان‭ ‬لا‭ ‬ينزل‭ ‬مستواها‭ ‬وترتفع‭.‬

 

رسائل‭ ‬الله‭ ‬خلال‭ ‬رحلة‭ ‬العلاج‭ ‬الصعبة‭ ‬

كان‭ ‬التشخيص‭ ‬في‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬للسرطان‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬حساسة؛‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬عمليتان،‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬الفص‭ ‬الأيسر‭ ‬والعملية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬الفص‭ ‬الأيمن‭. ‬وطلب‭ ‬منها‭ ‬الطبيب‭ ‬عملية‭ ‬ثالثة،‭ ‬فالسرطان‭ ‬رجع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جدًا‭ ‬حساسة‭ ‬عند‭ ‬الأحبال‭ ‬الصوتية،‭ ‬فكان‭ ‬هذا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬العملية‭ ‬كمضاعفات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفقدها‭ ‬الصوت‭. ‬فإصابتها‭ ‬بالسرطان‭ ‬في‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬كانت‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة،‭ ‬السبب‭ ‬الأول‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تعرف‭ ‬بالضبط‭ ‬العلاج‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬باليود‭ ‬المشع‭ ‬وتعرف‭ ‬الألم‭ ‬بعد‭ ‬العملية‭ ‬والحمية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬متعبة،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تفقد‭ ‬7‭ ‬كيلوغرامات‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬فهذا‭ ‬كله‭ ‬كانت‭ ‬تعرفه‭ ‬وتعرف‭ ‬أنها‭ ‬تجربة‭ ‬صعبة‭.‬

الأصعب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬هو‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تمر‭ ‬بتحد‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬الشخصية،‭ ‬ففي‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تشخيصها‭ ‬بالسرطان‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬حدث‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬الشخصية،‭ ‬وقفت‭ ‬متأملةً‭ ‬سائلة‭ ‬الله‭ ‬بقلب‭ ‬خاشع‭ ‬وكله‭ ‬تسليم‭ ‬‮«‬يا‭ ‬رب‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬لديك‭ ‬رسالة‭ ‬معينة‭ ‬لي‭ ‬فكيف‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬خبران‭ ‬مهمان‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد؟‭". ‬هنا‭ ‬عرفت‭ ‬رسالة‭ ‬الله‭ ‬لها‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬تتحمل‭ ‬الألم،‭ ‬ألم‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬أن‭ ‬يتحمله،‭ ‬وتحتاج‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬من‭ ‬يقفون‭ ‬معها‭ ‬ويدعمونها،‭ ‬فإذا‭ ‬ضعفت‭ ‬سيضعفون‭ ‬بدورهم‭.‬

وأدركت‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬يرقيها‭ ‬ويعطيها‭ ‬فرصة‭ ‬أن‭ ‬ترتقي‭ ‬بنفسها‭ ‬لمستوى‭ ‬أفضل،‭ ‬فانتقلت‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬إلى‭ ‬الصبر‭ ‬الجميل،‭ ‬وأخذت‭ ‬قرارا‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬جمال‭ ‬قرار‭ ‬الله‭ ‬لها‭ ‬بكل‭ ‬خطوة‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تنتظرها‭ ‬والتي‭ ‬تدرك‭ ‬مرارتها‭ ‬وألمها‭.‬

 

محاربة‭ ‬شرسة‭ ‬وقدوة‭ ‬للآخرين

فاطمة‭ ‬كانت‭ ‬مناضلة‭ ‬ومحاربة‭ ‬شرسة‭ ‬للسرطان،‭ ‬فرغم‭ ‬إصابتها‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬توقف‭ ‬أعمالها‭ ‬والتزاماتها،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬إصابتها‭ ‬بالسرطان‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬تُحجم‭ ‬حياتها‭ ‬بالمرض،‭ ‬وتقوم‭ ‬بكل‭ ‬الأدوار‭ ‬الأخرى‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الأوقات‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬الألم‭ ‬في‭ ‬ذروته‭ ‬أو‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬المستشفى،‭ ‬فلا‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬واجباتها‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوظيفي‭ ‬والعمل‭ ‬التطوعي‭. ‬وحين‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬العزل‭ ‬لوحدها‭ ‬كانت‭ ‬تجري‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬الخاصة‭ ‬بالعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الهاتف،‭ ‬وهذا‭ ‬يعطيها‭ ‬دافع‭ ‬بأن‭ ‬عندها‭ ‬رسالة‭ ‬تريد‭ ‬تكملتها‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تعطي‭ ‬رسائل‭ ‬إيجابية‭ ‬للآخرين،‭ ‬فعنوان‭ ‬التحدي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بارزًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬ولا‭ ‬نستسلم،‭ ‬فهي‭ ‬كنت‭ ‬صابرة‭ ‬مع‭ ‬السرطان،‭ ‬وتتعالج،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لم‭ ‬تتخلَّ‭ ‬عن‭ ‬أدوارها‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وهذه‭ ‬الرسالة‭ ‬وصلتهم‭.‬

 

الحياة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬التشافي

تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬حياتها‭ ‬بعد‭ ‬التشافي‭ ‬فتقول‭ ‬إنها‭ ‬حياة‭ ‬جميلة؛‭ ‬لأنها‭ ‬تعيش‭ ‬حالة‭ ‬الامتنان‭ ‬والشكر‭ ‬لله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬أن‭ ‬سمح‭ ‬لها‭ ‬بأن‭ ‬تعيش‭ ‬هذه‭ ‬التجربة،‭ ‬فهذا‭ ‬جعلها‭ ‬تتطور‭ ‬أكثر‭ ‬وتعرف‭ ‬آلام‭ ‬المرضى،‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬المرض،‭ ‬إنما‭ ‬الرحلة‭ ‬كلها‭.‬

واليوم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منصتها‭ ‬في‭ ‬حسابها‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬الإنستغرام‭ ‬تنشر‭ ‬الوعي‭ ‬وطريقة‭ ‬التشافي،‭ ‬وخصصت‭ ‬3‭ ‬أبواب‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬الحساب‭ ‬للقصة‭ ‬والتجربة‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬التشافي‭ ‬والتي‭ ‬بها‭ ‬نجد‭ ‬جرعات‭ ‬الأمل‭ ‬والسلام‭ ‬الداخلي،‭ ‬فحسابها‭ ‬كرسته‭ ‬لنشر‭ ‬الوعي‭ ‬بشأن‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬ونشر‭ ‬تجربة‭ ‬شفاء‭ ‬إيجابية‭ ‬لتكون‭ ‬مصدر‭ ‬أمل‭ ‬للآخرين،‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تقدم‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬لمرضى‭ ‬السرطان‭. ‬

تفحصوا‭ ‬حياتكم‭ ‬وعلاقتكم‭ ‬فهي‭ ‬محطات‭ ‬للمراجعة

وتختتم‭ ‬لقاءنا‭ ‬معها‭ ‬برسالة‭ ‬توجهها‭ ‬للجميع‭: ‬تفحصوا‭ ‬حياتكم‭ ‬وعلاقتكم‭ ‬الروحانية‭ ‬مع‭ ‬الله‭. ‬تفحصوا‭ ‬القلوب‭ ‬والمشاعر،‭ ‬تفحصوا‭ ‬أدواركم،‭ ‬فهذه‭ ‬كلها‭ ‬محطات‭ ‬للمراجعة‭. ‬أنا‭ ‬أقف‭ ‬أمامكم‭ ‬مبتسمة‭ ‬مليئة‭ ‬بالأمل‭ ‬والإيجابية‭. ‬تشافيت‭ ‬ليس‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة،‭ ‬ولكن‭ ‬مرتين‭ ‬من‭ ‬السرطان‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬فأنا‭ ‬مثال‭ ‬لكم،‭ ‬فالأمل‭ ‬موجود‭ ‬وأنتم‭ ‬أيضًا‭ ‬تستطيعون‭ ‬التشافي،‭ ‬ويحتاج‭ ‬هذا‭ ‬لثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬بالله‭ ‬وقدرة‭ ‬جسمكم‭ ‬على‭ ‬التعافي‭. ‬