+A
A-

موفمبـــر": 3 فحوصات صحية أساسية للرجال"

“موفمبر” هو حدث سنوي بدأ في العام 2004 بهدف التوعية بأمراض الرجال الأكثر خطورة وطرق الوقاية منها، ويمتد لشهر كامل. و “موفمبر” كلمة مركبة من “موستاش” أي شارب، ونوفمبر وهو الشهر الذي يطلق فيه الحدث، إذ يشهد مبادرة إطالة الرجال شواربهم كوسيلة للتوعية بخطورة أمراض مثل السرطانات وتذكيرهم بضرورة الفحص الدوري والمبكر.. وبالتزامن مع تسليط شهر “موفمبر” الضوء على صحة الرجال، أشار اختصاصي المسالك البولية في “كليفلاند كلينك” - نظام الرعاية الصحية العالمي، إلى أهمية إجراء الرجال عددا من الفحوصات الطبية، والتنبه إلى بعض الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بـ 3 أنواع شائعة من سرطانات المسالك البولية. وقال اختصاصي المسالك البولية مدير مركز الجراحة الروبوتية والموجّهة صوريا في معهد غليكمان للمسالك البولية والكلى د. جهاد قاووق: إننا ندعو المرضى إلى إجراء فحوصات مناسبة للكلى والبروستاتا والمثانة، إذ إن احتمالات معالجة السرطانات التي قد تصيب هذه الأعضاء تكون أعلى مع التشخيص المبكر لها.

وعموما، فإن العلاج في المراحل الأولى غالبًا ما يكون أقل توغلًا ويحقق نتائج أفضل. كما ننصح الأفراد بعدم تجاهل أي أعراض بولية، وبحث هذه الأعراض مع الطبيب، والتأكد من ذكر أي تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان.

1. فحص سرطان الكلى
وقال د. جهاد قاووق: غالبا ما يُصاب الأفراد بسرطان الكلى في مراحلة متقدمة من الحياة، من سن 60 عاما فما فوق، لكن هذا لا يعني عدم إمكان تطور المرض لدى الأفراد الأصغر سنا. وعادة ما نقوم بفحص الأفراد الأصغر سنا في حال ظهرت لديهم أي أعراض قد تشمل أي شيء غير طبيعي، مثل الدم في البول وآلام الخاصرة والحمى. ونظرا لكون سرطان الكلى من الأمراض الصامتة، يجب أن يكون فحص الكلى جزءا رئيسا من الفحص السنوي الدوري الذي يجريه الرجال.


وأوضح أن إجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية مفيد في فحص الكلى، خصوصا للأشخاص الذين لديهم حالات إصابة بسرطان الكلى في عائلاتهم. وفي حال ملاحظة أي شيء غير طبيعي كوجود كتلة ما على الكلية، يتوجب حينها إجراء تصوير ظليلي بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المقطعية؛ لتقديم تشخيص دقيق للحالة وتحديد الخطوات المقبلة اللازمة. وحذّر د. قاووق من أن سرطان الكلى غالبا ما يتطور دون أي أعراض، وفي معظم الحالات يتم اكتشاف الكتل السرطانية مصادفة أثناء إجراء المريض فحوصات لأسباب أخرى.


وتابع: تتسم الخيارات العلاجية المتاحة للكتل الموجودة في الكلى بكونها مباشرة ودقيقة، وتتمتع بمستويات شفاء عالية في حال تم تشخيصها مبكرا.


2. فحص سرطان البروستاتا
أشار د. قاووق إلى أن سرطان البروستاتا شائع جدا، لدرجة أنه في حال امتدت حياة جميع الرجال لـ 90 عاما فما فوق، فإن كل الرجال سوف يصابون بهذا المرض. وقال: نظرا للانتشار الواسع لهذا المرض، فإننا نركز على معالجة الرجال المصابين بسرطان البروستاتا العدواني، وأولئك الذين يصابون بالمرض في أعمار صغيرة. أما بالنسبة للمرضى الأكبر سنا أو أنواع سرطان البروستاتا الأقل عدوانية، فإن المراقبة المستمرة تعد التوجه الأفضل، مع البدء بالعلاج فقط في حال كان ذلك ضروريا.


وأضاف أن: الفحص السنوي لسرطان البروستاتا مهم للرجال من عمر 50 عاما فما فوق، وفي حال كان لدى الأفراد أي من أقارب الدرجة الأولى ممن جرى تشخيصهم بسرطان البروستاتا، يتوجب عليهم بدء الفحوصات اعتبارا من سن 40 عاما. وإضافة إلى الفحص السريري، يتم إجراء تحليل دم لكشف المستويات المرتفعة لبروتين خاص بالبروستاتا يسمى مستضد البروستاتا النوعي (PSA)، الذي تنتجه أنسجة البروستاتا السرطانية (الخبيثة) وغير السرطانية (الحميدة)، ولذلك فإن تسجيل معدل مرتفع لهذا البروتين لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، إذ قد تكون هناك أسباب أخرى لذلك.
 
وأوضح د. قاووق أنه في حال اكتشاف عُقد أو انتفاخ في البروستاتا أثناء الفحص السريري للمستقيم، يجب أخذ خزعة، بغض النظر عن مستويات مستضد البروستاتا النوعي (PSA). وتابع: إن الأمر الجيد في هذا السياق هو التطور الكبير الذي شهدته أساليب أخذ الخزعات على مر الأعوام، ما يقلل من مخاطر الالتهاب أو النزف. وإننا نستخدم في “كليفلاند كلينك” نوعا من التصوير بالرنين المغناطيسي يُدعى التصوير بالرنين المغناطيسي متعدد الوسطاء (Multiparametric MRI)، ويتم دمجه مع قدرات التصوير بالأمواج فوق الصوتية، ما يتيح أخذ خزعة بدقة عالية جدا.


وأشار د. قاووق إلى أنه في حال أظهرت نتائج تحليل الخزعة وجود سرطان، يتم حينها تخطيط البرنامج العلاجي؛ بناء على درجة عدوانية السرطان، مع الأخذ بالاعتبار الأمراض المصاحبة التي يعاني منها المريض وأمد الحياة المتوقع.


3. المثانة
وقال د. جهاد قاووق: قد يكون سرطان المثانة مهددا للحياة، كما أن عامل الوقت في علاجه مهم جدا؛ نظرا للعدوانية الكبيرة التي قد يتسم بها وقدرته على الانتشار السريع. ويعد المدخنون في مقدمة المعرضين للإصابة بسرطان المثانة، ولذلك عليهم أن يكونوا أكثر حذرا من غيرهم. ولا يوجد فحص دوري لسرطان المثانة، ولكن يمكن إجراء فحص للمثانة في حال ظهور أعراض مثل وجود دم في البول. ولحسن الحظ، فإن الفحص بسيط جدا ويمكن إجراؤه عبر إدخال منظار إلى داخل المثانة، إضافة إلى إجراء تحاليل للبول.


وأوضح د. جهاد أنه في حال العثور على زوائد لحمية في المثانة فإنه يمكن استئصالها، لكن إذا كان السرطان قد تطور بشكل كبير فقد تكون هناك حاجة لإزالة المثانة، الأمر الذي يؤدي إلى تغيير جذري في حياة المريض.


واختتم د. قاووق: يعد شهر “موفمبر” فرصة مثالية لنشر الوعي بشأن هذه السرطانات التي يصاب بها الرجال، وتشجيعهم على التحدث بصراحة مع أطبائهم عن أي أعراض يشعرون بها، إذ يمكننا عبر الكشف المبكر تحسين النتائج العلاجية بالنسبة للمرضى أو إنقاذ حياتهم.