+A
A-

مؤسس ومالك شركة "ALL FOOD FOR FOOD STUFF" محمد عبدالعال

من‭ ‬مكتب‭ ‬متواضع‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬لشركة‭ ‬توريد‭ ‬كبيرة‭.. ‬حكاية‭ ‬نجاح‭ ‬لرجل‭ ‬أعمال‭ ‬بحريني‭ ‬تخلى‭ ‬عن‭ ‬رداء‭ ‬الطب‭ ‬ليخوض‭ ‬غمار‭ ‬تجربة‭ ‬رائد‭ ‬الأعمال‭. ‬محمد‭ ‬عبدالعال‭ ‬مؤسس‭ ‬ومالك‭ ‬شركة "ALL FOOD FOR FOOD STUFF" وأول‭ ‬مصنع‭ ‬أجبان‭ ‬طازجة‭ ‬بحريني،‭ ‬إذ‭ ‬شق‭ ‬طريقه‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬العشرينات‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬يافعًا‭ ‬يفتقر‭ ‬للخبرة،‭ ‬ورفض‭ ‬أن‭ ‬يسلك‭ ‬طريقًا‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬به،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬معارضة‭ ‬عائلته‭ ‬لاتخاذه‭ ‬مسارًا‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬الطب،‭ ‬لكنه‭ ‬واصل‭ ‬في‭ ‬اتباع‭ ‬صوته‭ ‬الداخلي‭ ‬حتى‭ ‬برهن‭ ‬للجميع‭ ‬أنه‭ ‬أحسن‭ ‬القرار‭ ‬حينما‭ ‬ترك‭ ‬الطب‭ ‬وتوجه‭ ‬لعالم‭ ‬التجارة‭. ‬

هل‭ ‬لنا‭ ‬بنبذة‭ ‬بسيطة‭ ‬عن‭ ‬أبرز‭ ‬الخدمات‭ ‬والمنتجات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬شركة‭ ‬"ALL‭ ‬FOOD‭ ‬FOR‭ ‬FOOD‭ ‬STUFF"؟

شركتنا شاملة متخصصة في مجال الأغذية، والنسبة الأكبر من عملنا تعتمد على توريد الخضروات والفواكه والمنتجات الغذائية بجميع أنواعها التي يتم استيرادها من مختلف دول العالم، وأمتلك أيضًا مصنعًا لتصنيع وتوريد الأجبان يدعى "THE CHEESE MAKER" وهو أول مصنع أجبان طازجة بحريني.

 

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬بدايات‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬"ALL‭ ‬FOOD"..

بدايات التأسيس كانت تشكل تحديا كبيرا بالنسبة لي، فأنا نشأت في أسرة أكاديمية وطبية، بعيدة كل البعد عن مجال التجارة، فوالدي يعمل طبيبًا في مستشفى حكومي، ووالدتي أستاذة تكنولوجيا تعليم مكفوفين بدرجة الدكتوراه، في حين أن أختي واصلت مشاورها لتصبح طبيبة نساء وتوليد.. فعائلتي هي من رسم لي مسار حياتي في البداية، كونهم كانوا يريدونني أن أسير على خطى والدي، ولكن كان هناك صوت بداخلي يدفعني لترك المجال الطبي بأكمله للاتجاه نحو عالم التجارة، ومن هنا كان المنطلق لرسم الطريق الذي يشبهني، فتخليت عن الرداء الأبيض لأخوض مغامرة ريادة الأعمال. بدأت رحلتي بافتتاح مكتب متواضع في سوق المنامة المركزية، حيث كانت سوق الخضار تبدأ من الساعة الثانية أو الثالثة صباحًا، وفي ذلك الوقت كنت أتعمد أن أراقب تحركات السوق لأستكشف طريقة سير العمل كوني لم أكن أملك أي خبرة في هذا المجال.. ومع الأيام بدأت بالتعرف على تجار الخضروات، لأستثمر اتصالاتي وقدراتي الإدارية والفنية التي كان يفتقدها بعض تجار الخضروات.. ومن هنا كانت البدايات التي توجت مصاعبها فيما بعد بتأسيسنا لشركة "ALL FOOD" والتي تعد الآن من أكبر شركات توريد المنتجات الغذائية والخضروات والفواكه في مملكة البحرين.

ما‭ ‬أبرز‭ ‬المراحل‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬واجهتك‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع؟

كل مرحلة لها صعوبتها ومعوقاتها، ونحن مازلنا إلى اليوم نواجه صعوبات، خصوصًا بعدما كبرت شركتنا وبدأنا بالتوسع خارج نطاق المملكة، ولكن أعتبر أن المراحل الأولى من تأسيسي للشركة كانت الأصعب، كونها اللبنة الأساس التي ستبني عليها باقي الأمور فيما بعد.. فأنا بدأت من الصفر ولم يكن لدي أي خلفية عن مجال التجارة.. شققت طريقي بعمر العشرينات وأنا شاب يافع أفتقر للخبرة، وكانت شركتي تعتبر وجها جديدا على الساحة، فلم يكن الأمر بتلك السهولة لأن أثبت نفسي وأكتسب ثقة الزبائن.

 

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬المنافسة‭ ‬الحاصلة‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬الغذائية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شركتكم‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬حصة‭ ‬مستدامة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬البحرينية‭.. ‬أخبرنا‭ ‬ما‭ ‬سر‭ ‬تميزكم‭ ‬عن‭ ‬منافسيكم؟‭ ‬

أنا مؤمن بأن ابتكار أي فكرة مشروع ناجح يعتمد على إيجاد حل لأي مشكلة يعاني منها الناس أو السوق، ومن هذا المبدأ استطعنا أن نميز أنفسنا عن غيرنا.. فنحن في البدايات بحثنا عن مشكلة تواجهها السوق وكانت هي المنطلق لابتكار فكرة مشروعنا.. حيث كانت طريقة العمل في السوق بدائية، ولأن أسواق الخضرة كانت تغلق عند الثانية ظهرًا قمنا باستغلال هذه النقطة لنجعلها في صالحنا وصرنا نورد لوقت متأخر من الليل لنلبي حاجات المطاعم والسوبرماكت ونقدم لهم بضائعًا بجودة عالية وبخدمة مميزة.

 

لـ‭ ‬"تمكين"‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المشروعات‭ ‬الناشئة،‭ ‬فما‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تلقيتموه‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬العمل؟‭ ‬

جهود مملكة البحرين في الاهتمام بالكفاءات الشبابية ترتكز في المقام الأول على المكانة الكبيرة التي يحظى بها شباب البحرين في فكر واهتمام صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وهو الأمر الذي وفر بيئة مثالية للشباب البحريني لإطلاق مشروعاته الابتكارية.. وبالتأكيد ساهم "تمكين" في دعمنا ببداياتنا، فقد حصلنا على الدعم التقني الذي ساعدنا على شراء الآلات والمعدات المطلوبة، إضافة إلى دعم الأجور لتعزيز نظام البحرنة في الوظائف.

اعتمدت‭ ‬شركتكم‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬الكوادر‭ ‬البحرينية،‭ ‬وقمتم‭ ‬بدعم‭ ‬وجود‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬يهيمن‭ ‬عليه‭ ‬الرجال،‭ ‬وهذه‭ ‬لفتة‭ ‬جميلة‭ ‬منكم‭.. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬دفعكم‭ ‬للإقدام‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬التي‭ ‬بدورها‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات؟

المرأة هي نصف المجتمع، ونحن نشأنا في بيت تربينا فيه على مبدأ أن المرأة لها كيانها الخاص، ولا ننسى دور المرأة المحوري في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة التي أثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، وهذا ما لاحظته أيضًا على مستوى العمل، فالمرأة البحرينية طموحة وملتزمة بعملها الدؤوب، وانعكس ذلك إيجابا على مستوى الشركة.

 

ما‭ ‬الخطط‭ ‬المستقبلية‭ ‬لتطوير‭ ‬الشركة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد؟

نحن نتوسع الآن خارج نطاق مملكة البحرين لنصل إلى دول الخليج، ولكن بدأنا حاليًا بافتتاح مكتب لنا في السعودية، هذا فيما يخص "ALL FOOD"، أما بالنسبة لمصنع "THE CHEESE MAKER" فنحن بصدد توسيعه بطريقة مميزة تمكن الناس من رؤية عملية تصنيع الأجبان خلال زيارتهم لنا.

برأيك،‭ ‬ما‭ ‬أهم‭ ‬المتركزات‭ ‬الأساسية‭ ‬لنجاح‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬خاص‭ ‬بالمواد‭ ‬الغذائية؟

أي شخص يرغب بتأسيس مشروعه التجاري يجب عليه أن ينتبه إلى مسألة العرض والطلب ليتعرف على حاجات السوق؛ باعتبار أن العرض والطلب عاملان متغيران وليسا ثابتين، إضافة إلى ذلك أدعو كل مؤسس وكل من يود الاتجاه إلى عالم التجارة أن يبتعد عن الطمع والجشع، فمن يود أن ينشئ مشروعًا ليستغل حاجة الناس أو ليحقق الأرباح فقط فليضع بعين الاعتبار أن الأمر سيحتم عليك الخسارة، لكن إخلاص النية بالعمل هو الركيزة الأساس للتوفيق.