+A
A-

حلم جميل على مجموعة صور

 

بقلم  مصطفى جلال عبدالعزيز

كثيرًا ما كان «علي» يقضي الوقت في مشاهدة الصور القديمة في ألبوم الأسرة.. كانت تلك الأوقات بالنسبة له فيها كمية كبيرة من السعادة التي تملأ قلبه، وفي بعض الأحيان، يجلس ليستمع إلى والده أو والدته لتشرح له قصة صورة عائلية في رحلة بحرية، أو مناسبة سعيدة، أو لقطات منوعة أثناء السفر إلى هذه البلاد أو تلك.

 

من بين الصور التي أعجبته، صورة لوالده في حفل التخرج من الجامعة، وكذلك صورة أخرى لوالدته وهي تحمل شهادة التخرج وباقة الورود وحولها الأهل في فرح وسرور..

كانت صور الأب والأم وهما في المدرسة أو في الجامعة أو أثناء استلام شهادة تفوق تسعده كثيرًا ولهذا كان يرسم حلمه على تلك الصور..

قال لنفسه ذات يوم: «سأتفوق.. نعم سأتفوق في دراستي وأنال أعلى الشهادات لأرفع رأس والديّ وأخدم وطني.. ترى، ما هو المجال الذي يناسبني؟

لا..لا.. الوقت مبكرًا فما زلت في المرحلة الإعدادية، لكن لا مانع من أن أفكر.. سأفكر في مستقبلي»..

 

قرأ علي كثيرًا من الكتب وشاهد العديد من البرامج على «اليوتيوب» حتى أحب العمل في المختبرات.. أخذ ورقة وقلما وكتب موضوعًا قصيرًا، وبينما كان يكتب شاهد في إحدى الفضائيات مجموعة من التلاميذ الصغار يعملون في أحد المختبرات وهم يرتدون ملابس المختبر ويجرون التجارب في سعادة..

كان هذا هو موضوع علي الذي كتبه عما شاهد، واحتفظ به في دفتر مذكراته.

 

ذات يوم، زار علي مع التلاميذ والمعلم إحدى الجامعات وتجولوا في المدرجات والمختبرات والمكتبات واستمعوا إلى الأساتذة وتحدثوا إلى الطلبة الذين قال بعضهم قصصًا جميلة حينما كانوا في المرحلة الإعدادية وكيف حققوا حلمهم..

 

لكن في أحد المختبرات، شاهد علي شابًا مبتسمًا وهو يشرح للتلاميذ عن تخصصه.. أحب علي التخصص جدًا، وقرر أن يدخل المجال العلمي ليصبح عالمًا في الطب أو في الكيمياء أو في علوم الفضاء..

 

وبينما كان يتحدث مع والديه وإخوته في المنزل، قال علي: «أمي.. أبي، لقد اخترت تخصصي المستقبلي.. أعجبني عمل العلماء في المختبرات، لذلك، سأدرس وأدرس وأتفوق حتى أصبح عالمًا»..

 

كان والداه ينظران له بفخر وهو يتحدث وكذلك إخوته، وحياه الجميع على هذه الفكرة وتمنوا أن يرونه عالمًا متفوقًا حينما يكبر.. ومن ذلك اليوم، والحلم يكبر مع علي كلما تصفح صور والديه.. أو شاهد برنامجًا علميًا عن دور العلماء.. والحلم يكبر.