+A
A-

فتحية التوبلاني

ربما‭ ‬كان‭ ‬يوما‭ ‬عاديا‭ ‬يمارس‭ ‬فيه‭ ‬العديد‭ ‬روتينهم‭ ‬الخاص،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كذلك‭ ‬لفتحية‭ ‬التوبلاني،‭ ‬فقبل‭ ‬سنوات‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬المنقذة‭ ‬لطفلة‭ ‬صغيرة‭ ‬أصيبت‭ ‬في‭ ‬حادث‭ ‬وبجروح‭. ‬فدقائق‭ ‬بسيطة‭ ‬من‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬قد‭ ‬تنقذ‭ ‬روح‭ ‬إنسان‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العمر‭.‬

ما‭ ‬زال‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬راسخا‭ ‬في‭ ‬الذهن‭ ‬لطفلة‭ ‬صغيرة‭ ‬تعرض‭ ‬أهلها‭ ‬إلى‭ ‬حادث،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬تعرضت‭ ‬لجرح‭ ‬غزير‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬ونزيف،‭ ‬وقد‭ ‬تمكنت‭ ‬التوبلاني‭ ‬من‭ ‬إنقاذها‭ ‬حتى‭ ‬أنها‭ ‬التقت‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬السنوات‭. ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬هذه‭ ‬الطفلة‭ ‬تشكر‭ ‬التوبلاني؛‭ ‬إذ‭ ‬أنقذت‭ ‬روحا‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخسرها‭ ‬الأهل‭ ‬قبل‭ ‬سنين‭ ‬لولا‭ ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬ووجود‭ ‬التوبلاني‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الحادث‭. ‬

 

استمرت‭ ‬التوبلاني‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬للإسعافات‭ ‬الأولية،‭ ‬فهي‭ ‬عضو‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬فعال‭ ‬وكبير‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثة‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين،‭ ‬فالهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬السباقة‭ ‬لتقديم‭ ‬المعونة‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭. ‬وقد‭ ‬تحدثت‭ ‬فتحية‭ ‬التوبلاني‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬تدريب‭ ‬المكفوفين‭ ‬على‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية؛‭ ‬إيمانا‭ ‬منها‭ ‬بأهمية‭ ‬هذه‭ ‬الإسعافات‭ ‬للجميع‭ ‬ودون‭ ‬استثناء‭.‬

وذكرت‭ ‬فتحية‭ ‬التوبلاني‭ ‬أن‭ ‬الجمعية‭ ‬ارتأت‭ ‬إعطاء‭ ‬كل‭ ‬فئة‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬واكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إنقاذ‭ ‬الحياة‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الإرواح‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬رؤية‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬الإسعافات،‭ ‬فهو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬مهاراتها‭ ‬سواء‭ ‬بنفسه‭ ‬أو‭ ‬بأخذ‭ ‬التوجيهات‭.‬

وقامت‭ ‬التوبلاني‭ ‬بتعليم‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬إيمانا‭ ‬منها‭ ‬بأهمية‭ ‬تعليم‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬للجميع؛‭ ‬لإمكان‭ ‬أن‭ ‬ينقذوا‭ ‬حياة‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬الدقائق‭  ‬العشر‭ ‬الذهبية‭ ‬الأولى‭ ‬قبل‭ ‬وصول‭ ‬سيارات‭ ‬الإسعاف‭. ‬

وعن‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬التوبلاني‭ ‬قالت‭ ‬‮«‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬مرت‭ ‬عليّ‭ ‬وجعلتني‭ ‬أضع‭ ‬كل‭ ‬جهدي‭ ‬على‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬كانت‭ ‬تجربتي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2001،‭ ‬باليوم‭ ‬الذي‭ ‬واجهنا‭ ‬فيه‭ ‬انقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي،‭ ‬ففي‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬الشباب‭ ‬قد‭ ‬تعرض‭ ‬لحادث‭ ‬وحاولت‭ ‬جاهدة‭ ‬إنقاذه‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لجنة‭ ‬الإسعافات‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬البحريني‭ ‬هي‭ ‬اللجنة‭ ‬الكبرى‭ ‬واللجنة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭. ‬والجمعية‭ ‬تولي‭ ‬لها‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا،‭ ‬فالإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الأزمات‭ ‬والطوارئ‭.‬

وذكرت‭ ‬التوبلاني‭ ‬أنها‭ ‬حاليا‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬المسعف‭ ‬الصغير‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬لجنة‭ ‬الإسعافات‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬البحريني؛‭ ‬بهدف‭ ‬تعليم‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭.‬

وشددت‭ ‬التوبلاني‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية،‭ ‬فقد‭ ‬تمر‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬الحسبان،‭ ‬وقد‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬إنقاذها‭ ‬خلال‭ ‬دقائق‭ ‬بسيطة‭ ‬بفضل‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭.‬