+A
A-

نمط حياتك.. استثمار لصحتك النفسية

عند التأمل في قائمة العوامل التي تؤثر على صحتنا النفسية، فإن بعضها يكون ثابتًا لا يمكن تغييره كالعامل الوراثي، ولكن تتوافر لدينا بعض العوامل المتغيرة التي يمكن استثمارها في الطريق الصحيح لتعزيز القدرات النفسية على نحو إيجابي.

 

هل تساءلت يومًا ماذا يمكنك أن تفعل لكي تعزز صحتك النفسية؟

بالطبع، هناك الكثير من الأمور التي تساعد على منحنا صحة نفسية أكثر قوة وأكبر فاعلية، من أهمها نمط الحياة الذي نعيشه كل يوم والأنشطة اليومية التي نعتادها، فالحياة النشطة المليئة بالفعاليات مع تعدد أوجهها تعتبر مؤثرًا ذا أهمية بالغة في طريق التطور النفسي ومتانته عند مواجهة الصعاب.

وفي المقابل، فإن الحياة الخاملة الفارغة تسهل من تدهور القدرات النفسية للفرد خصوصًا والمجتمع عمومًا.

وعند الحديث عن النشاط هنا، فالمقصود به هو كل أنماط النشاط الذي لا يقتصر على النشاط البدني فقط، وإن كان يعد من أهمها، بل يتعداه إلى الأنشطة والفعاليات الاجتماعية، الثقافية، الفنية وغيرها.

وحينما نبحث في أثر ممارسة الرياضة بطريقة منتظمة، فهناك نموًا متزايدًا في البحوث العلمية التي تؤكد المفعول الإيجابي للرياضة في تحسين المزاج وتخفيف القلق والتوتر بطرق فسيولوجية وكيميائية داخل الجسم.

وهذا أيضًا ما تؤكده تجارب الأفراد الذين استعانوا بالرياضة في أوقاتهم الصعبة ووجدوا فيها متنفسًا ومخرجًا من ضغوطات الحياة؛ ولذلك فهي تندرج ضمن الأسلحة الوقائية والعلاجية أيضًا.

من جانب آخر، تُعد الهوايات استثمارًا مهمًا، إذ إن الانتظام في مزاولتها يمنح الشخص شعورًا بالرضا والإنجاز، وربما يمنحه أيضًا مديحًا من الآخرين، ما يرفع عنده تقدير الذات ويعطيه إحساسًا بأنه قادر على إسعاد النفس والآخرين.

ونذكر هنا بعض الأوجه الأخرى التي يجب أن لا نغفلها مثل: ممارسة الأنشطة الروحانية عمومًا والأنشطة الدينية خصوصًا، النوم الصحي، الغذاء المتوازن، والابتعاد عن استهلاك المواد المضرة كالتدخين والمؤثرات العقلية.

وعلى الأرجح، فإن البعض يشعر أن تطبيق كل هذه الأنشطة يعتبر تحديًا صعبًا في خضم هذه الحياة المعاصرة، ولكن ترتيب الأولويات والبدء بالتغيير في خطوات صغيرة تتلوها خطوات أخرى، مع الحرص على التوازن بينها، يمنح الشخص التدرج في التغيير، إلى أن يصل إلى الفائدة المرجوة بإذن الله.