+A
A-

مهرجانات النخيل والتمور الأحسائية تتحول إلى ظاهرة “اقتصادية وسياحية”

يعبر الحاج علي بن إبراهيم الدبيني كواحد من أشهر خبراء النخيل في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، عن اعتزازه وسعادته بما توليه المملكة من اهتمام منقطع النظير بزراعة النخيل وتنمية البساتين والواحات، فتلك واحدة من أمنياته على مدى سنين، وتحققت بالخطط الكبيرة للحكومة لحماية هذا المورد الحيوي المتجدد.


ويؤكد الدبيني أن اهتمام الجهات الرسمية بالمنطقة الشرقية، وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بالمبادرات والمشروعات الهادفة إلى الحفاظ على النخلة، ومنها مهرجانات التمور والنخيل يعكس الرؤية الواضحة والمدروسة لاستدامة قطاع النخيل والتمور ومساهمته في الناتج المحلي.

موسوعة غينيس
وخلال السنوات العشر الماضية، نشطت المهرجانات والفعاليات السنوية، تراثيًا واقتصاديًا وسياحيًا، كما يشير الكاتب السعودي خالد القحطاني، خصوصًا مع دخول الأحساء موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة طبيعية في العالم؛ لما تضمّه من 2.5 مليون شجرة نخيل، تمثّل نحو 10 % من أعداد النخيل في المملكة، تتغذى على المياه الجوفية عبر 280 بئرًا ارتوازية، وإدراجها على قائمة التراث الإنساني العالمي بمنظمة اليونسكو.

نموذج تجاري باهر
ويستند القحطاني إلى بعض الأرقام لكنه يربطها بما توليه رؤية المملكة 2030 لقطاع النخيل والتمور من اهتمام كبير من خلال تعزيز مكانته العريقة وتطويره واستدامته؛ بهدف زيادة إسهامه في الناتج المحلي، حيث نجحت المملكة في احتلال المرتبة الأولى على مستوى العالم في صادرات التمور في العام 2021 على سبيل المثال، من حيث القيمة، بنحو 1.215 مليار ريال، وقد تحول مهرجان التمور إلى أيقونة اجتماعية واقتصادية وزراعية وطنية موسميّة، وتظاهرة سياحيّة وثقافيّة وتراثيّة متميّزة، ونموذج تجاري مُبهر، ومقصد تسويقي جاذب ومثمر، يناسب مختلف الأعمار وكافة أطياف المجتمع السعودي والخليجي إلى جانب السيّاح والمهتمين بالتمور من مختلف دول العالم، احتفاءً بمكانة وشهرة منتجنا الشعبي الوطني الأول في أرض الواحة.

من دول الخليج
ومنذ انطلاق مهرجان “للتمور وطن” في العام 2012، عملت العديد من الجهات ومنها أمانة الأحساء ومجلس التنمية السياحية وهيئة الري والصرف والغرف التجارية على لفت الأنظار، ولا سيما لجذب الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي، فيما تحولت الكثير من الواحات إلى نماذج من التصاميم العالمية ومنها ما أنتجه المصور السعودي فيصل بن زرعة، والتي تحولت فيها النخلة وواحاتها إلى ثيمة للاحتفالات الوطنية، ويتناول عضو جمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية والمرشد السياحي رسمي المؤمن جانب الصناعات الحرفية التي تشهدها المهرجانات والفعاليات.

بحيرة الأصفر
ويضرب مثلًا بصناعة السلال والفرش من سعف النخيل، فيشير إلى أن صناعة الحصير (المدة) من أعواد الأسل الذي يجمع من مستنقعات المياه مثل بحيرة الأصفر، وكانت تشتهر به الأحساء حيث تصدرها إلى بعض الدول المجاورة كدول الخليج، وكانت وزارة الأوقاف السعودية تشتري منهم حيث تفرش مساجد المملكة تقريبًا كل عام في بعض مواسم السنة وخصوصًا في أيام الأعياد، وكانت قرية الجرن هي الأشهر من قرى وبلدات الأحساء في هذه الصناعة لدرجة أنها تتحول كالورش في إعداد وصناعة الحصير التي تشتغل فيها جميع الأسر من نساء ورجال وأبنائهم، ولكن في السنوات الأخيرة لم يبقى من يزاول هذه الحرفة إلا القليل.