لا تزال فصول أكبر قضية فساد تهز روسيا منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية تتكشف.

فقد أعلنت دائرة المحاكم في موسكو، اعتقال رجل ثالث في قضية الرشوة المتعلقة بنائب وزير الدفاع الروسي،تيمور إيفانوف.

وأوضحت في بيان اليوم الخميس أن رجل الأعمال ألكسندر فومين مشتبه به بدفع رشاوى لإيفانوف، الذي اعتقل أمس الأربعاء، وكذلك لمساعده سيرجي بورودين.

كما أشار مسؤولون قضائيون إلى أن إيفانوف، وهو حليف وزير الدفاع سيرجي شويجو، وكان مسؤولاً عن مشاريع البناء العسكرية، ومتهماً سابقاً بعيش أسلوب حياة مترف في تحقيقات مكافحة الفساد التي أجراها فريق زعيم المعارضة الروسية الراحل أليكسي نافالني، "سُجن على ذمة التحقيق والمحاكمة بتهمة الرشوة."

رشوة كبيرة جداً

وفي التفاصيل، تبين أن فومين وبورودين ساهما في تلقي إيفانوف "رشوة كبيرة جدا"، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 15 عامًا.

وبحسب بيان المحكمة، أخبر المحققون القاضي أن إيفانوف تآمر مع أطراف ثالثة لتلقي رشوة في شكل خدمات عقارية غير محددة "أثناء أعمال التعاقد والتعاقد من الباطن لتلبية احتياجات وزارة الدفاع"

بدوره، أكد محامي إيفانوف، مراد موساييف، أن موكله متهم بـ "تلقي رشوة على شكل أعمال بناء وإصلاح مجانية لممتلكاته الشخصية المفترضة، مقابل تقديم المساعدة للشركات التي كانت متعاقدة مع وزارة الدفاع، وفق ما نقلت وكالة تاس.

في حين أكد محاميه الآخر أن إيفانوف دفع ببراءته وتمسك بها.

خيانة؟!

في المقابل، ألمح مصدران قريبان من جهاز الأمن الفيدرالي، لم يتم الكشف عن هويتهما أن تهم الرشوة تهدف إلى إخفاء اتهامات أكثر خطورة بالخيانة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية مستقلة.

إلا أن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكون نفى الأمر، مؤكدا أن القضية تتعلق بتلقي رشاوى وفشاد.

وكان إيفانوف أشرف على بعض أعمال البناء في ماريوبول، وهي مدينة ساحلية أوكرانيةاحتلتها القوات الروسية في وقت مبكر من الحرب.

إذ أفاد الجيش الروسي في صيف 2022 أن وزارة الدفاع تبني مبنى سكنيًا كبيرا في ماريوبول. وبثت حينها "زفيزدا"، القناة التلفزيونية الرسمية للجيش، مشاهد لإيفانوف وهو يتفقد المباني المشيدة حديثًا.

وفي العام نفسه، زعم فريق نافالني المعارض أن نائب وزير الدفاع وعائلته كانوا يستمتعون برحلات فاخرة إلى الخارج، وحفلات فخمة ويمتلكون عقارات فارهة.

كما زعم بعض الناشطين المعارضين أن زوجة إيفانوف، سفيتلانا، طلقته في 2022 لتجنب العقوبات ومواصلة العيش بأسلوب حياة مترف.

ومن المقرر أن يظل جميع الرجال الموقوفين رهن الاحتجاز حتى 23 يونيو على الأقل، من ضمنهم إيفانوف الذي عين في منصبه هذا عام 2016 بموجب مرسوم رئاسي، وأشرف على إدارة الممتلكات وشؤون الإسكان والدعم الطبي للجيش، فضلا عن مشاريع البناء.

نادرة نسبياً

يذكر أن محاكمة مسؤولين رفيعي المستوى بتهمة الفساد لا تزال نادرة نسبياً في روسيا، إلا أنها تحصل.

ففي أبريل 2023، ألقي القبض على نائبة وزير الثقافة السابقة أولغا ياريلوفا ووجهت إليها تهمة اختلاس أكثر من 200 مليون روبل (2.2 مليون دولار).

وتخضع ياريلوفا، التي شغلت منصبها من عام 2018 إلى عام 2022، حاليا للمحاكمة وتواجه احتمال الحكم عليها بالسجن لمدة سبع سنوات.

وقبلها حكم على وزير الاقتصاد السابق أليكسي أوليوكاييف بالسجن ثماني سنوات في 2017 لقبوله رشوة بقيمة مليوني دولار من أحد كبار مساعدي بوتين.

إلا أن أوليوكاييف البالغ من العمر 68 عاما الان، والذي اعتبرت قضيته بمثابة صراع بين أجنحة الكرملين أطلق سراحه باكرا في مايو 2022