العدد 5671
الأربعاء 24 أبريل 2024
banner
الأديب العربي يشعل كومة من النار ليدفئ بها نفسه
الأربعاء 24 أبريل 2024

ما أثاره الزميل أسامة مهران في عموده “ليس لهذا الحد”، والذي بين فيه ما تناقلته الأوساط الصحافية المصرية والعربية عن إعلان الكاتب الصحافي محمد أمين بيع بعض الكتب من أجل لقمة العيش، يذكرني بشرائي مجموعة من الكتب المسرحية القيمة لكاتب ومؤلف وناقد مسرحي كبير توفي عام 2019 من سوق الكتب المستعملة الواقع في ميدان العتبة “سور الأزبكية” بالقاهرة، حيث وجدت كارتونا مليئا بكتبه التي لا تقدر بثمن، وعندها أيقنت بيني وبين نفسي الاقتراب المباشر لموت آخر ذي صفات خاصة يرسل دخانه الأسود للأدباء العرب الذين كتب عليهم الاغتراب والإعياء الشديد في الحياة، بل وحناجرهم تمزقت من أوضاعهم المعيشية.
كيف ولماذا وصلت تلك الدرر إلى سوق الكتب المستعملة لتباع بثمن بخس.. سؤال سنجد إجابته في سراديب الهياكل، كيف لا وقد وصل الحال بالأديب والكاتب العربي إلى إشعال كومة من النار ليدفئ بها نفسه، فالمأساة تصاحبه دائما والموت من الجوع يطارده دون انقطاع.
قلتها من قبل بتراكم المعرفة والتجارب، إذا أردت معرفة مستقبل الأمة العربية عليك معرفة مستقبل الأدب العربي، هكذا كان يقول فطاحل الأدب والفكر منذ أمد بعيد وفي عبارة موجزة أقول.. إن الأديب يدرك من أسرار الأمة ما قد يغيب عن غيره في صراع العيش وزحام الوجود وضجيج المعترك، يتطلع الأديب إلى آفاق تحجبها عن الكثرة غشاوة الغفلة أو بلادة الحس أو زيف الرؤية وخداع البصر. 
بيع الكاتب الصحافي محمد أمين بعض الكتب من أجل لقمة العيش، قصة تنسجم مع أوضاع الأديب والكاتب العربي في دولنا، ولا تثير أية تساؤلات معقدة، فطالما لا توجد أية جهة تقدر وزنه ورصيده في ذخيرة الأمة، سيظل تأثيره شبه منعدم ومصيره على الأرصفة!. 
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية