العدد 5665
الخميس 18 أبريل 2024
banner
شوارعنا تعيش حالة استرخاء مزمن
الخميس 18 أبريل 2024

عندما تكون الشرفة مضاءة بوضوح، تركز العين على ما يتحرك.. وعندما يحين موعد الأمطار في البحرين كما حصل يوم أمس الأول تتدحرج كلمة “مأساة” في كل شارع وطريق وتظل جالسة على الأرض يحدق فيها المواطن والمقيم بتعجب حتى يحمر وجهها خجلا. حتى المأساة نفسها انكسرت روحها وفقدت المعنى من شدة ما تسببه من سيول وإخفاء معالم الشوارع بمياه الأمطار وإحداث تلفيات كثيرة في الممتلكات، فلم يسلم بيت ولا شجرة، فالاندفاع نحو المجهول كان متتابعا وواضحا.
الغريب في الأمر أن هذه المأساة تتكرر كل سنة في ترتيب متشابه ومألوف، ونعرف أنها في لهفة نائية ولكنها ستحضر يوما ما، ومع ذلك لا نقوى على فعل شيء وكأننا موسيقى يائسة. نفس الشوارع تغرق وتلتفت بالحكايات الحزينة، ونفس الأشجار تغوص ونفس الأنفاق تأخذ قيلولة في الظلمة، والطرقات في كل المحافظات تتحول إلى واحة مفتوحة. المجالس البلدية تشعرنا في البداية أنها تمسك الجانب الأعمق من الابتكارات الخاصة بطريقة التعامل مع هذه النوعية من الكوارث، وتأثيرها على حياة كل فرد بشكل مباشر، والمسؤول المختص يعاين ميدانيا تجمعات مياه الأمطار، لكن القضية أكبر من ذلك بكثير ولها أهمية عظمى في أية استراتيجية، وكل الامتنان والشكر لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، الذي وجه بحصر المناطق التي شهدت تجمعا لمياه الامطار، واخضاعها لبرامج التطوير على صعيد البنية التحتية وشبكات تصريف المياه، وضمان ان تكون بالمعايير والكفاءة اللازمة للاستجابة لمختلف الظروف. 
القضايا البيئية عالمية والأرض واحدة، وفي إطار الدراسات الميدانية الكثيرة عرفنا أن الخلل في شوارعنا التي تعيش في حالة استرخاء مزمن.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .