جلست ورئيس التحرير قبل يومين مع الفنان خليل المدهون رئيس جمعية البحرين للفن المعاصر، ودار حديثنا عن العمل الفني والمعارض الفنية والجماعية ومفاهيم الحداثة المعروفة عالميا، وما يملكه الفنان التشكيلي من هواجس وهموم يوجد من خلالهما فنا قادرا على نقل العالم الداخلي إلى المشاهد، وعلى ترجمة أدق الحياة الشخصية للفنان وغيرها من القضايا التي تشغل الساحة الفنية، بما فيها قضية كنت قد تطرقت إليها منذ فترة وهي رعاية الدولة للفنان التشكيلي عن طريق تسويق أعماله وتسهيل اقتنائها، كما فعلت المملكة العربية السعودية الشقيقة بتوجيه الجهات الحكومية باقتصار اقتناء الأعمال الفنية والمنتجات الحرفية على الأعمال الوطنية في مقراتها الرسمية، وذلك لإبراز الهوية الثقافية المميزة للمملكة ورعاية الإرث الثقافي في خلق بيئة تدعم الإبداع، بل وعملت دليلا لاقتناء الأعمال مكونا من عدة فصول منها لمحة عامة عن الفنون البصرية في المملكة، وتكوين مجموعة من المقتنيات الفنية، وحفظ المجموعة الفنية والاعتناء بها، وأخلاقيات اقتناء المجموعة الفنية وغيرها من الإرشادات للجهات الحكومية المقبلة على بناء مجموعة من المقتنيات الفنية للمرة الأولى، أو إذا كانت الجهات الحكومية لديها مقتنيات فنية سابقا.
نحن بحاجة إلى تحريك ملف تشجيع الدولة للفنان وتوسيع نطاق اقتناء أعماله الفنية، فهي بهذا لا تقوم بتشجيعه فحسب، بل تحصل على أشياء جمالية يمكن أن تزين بها مقارها، كما أنها تحصل على شواهد لأعمال المبدع البحريني تعرف به عن مستوى الفن واتجاهاته في الوطن، إضافة إلى توسيع التذوق والمعرفة الفنية.
دعم الفنان التشكيلي في أي بلد لا يقتصر على التفرغ، بل بتوجيه الوزارات والمؤسسات الحكومية لاقتصار اقتناء الأعمال الفنية للمبدعين من أهل البلد لأن رعاية الفنان بهذه الطريقة مقياس التقدم في كل المجتمعات.

* كاتب بحريني