+A
A-
الجمعة 25 مارس 2011
كتب النازية الأكثر مبيعًا في بريطانيا
بدأت الكتب التي تتحدث عن النازية والرايخ الثالث تأخذ حيزا مهما في قائمة الكتب الأفضل مبيعا في بريطانيا، فهل هي كتب ذات قيمة تاريخية حقيقية، ام إنها مجرد صرعة مصيرها الزوال.
الكاتب الراحل آلان كورين كان قد جمع مقالات فكاهية في كتاب واحد، اطلق عليها اسم “الجولف للقطط”، ووضع علامة الصليب المعقوف (السواستيكا) على غلاف كتابه، بعد ان انتبه الى ان أكثر الكتب مبيعا في بريطانيا تلك التي تتحدث عن القطط ولعبة الجولف، والنازية.
كان هذا في عام 1975، لكن بعد نحو 36 عاما، اي بعد أكثر من 60 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية، ما زال الطلب على الكتب النازية في صعود مستمر أكثر من ذي قبل.
فقد شهد عام 2010 ظهور 850 عنوانا لكتب حول الرايخ الألماني الثالث، مقابل 350 كتابا نشرت في عام 2000، ومعظم هذه الكتب تحمل شعار السواستيكا على اغلفتها.
هذه الظاهرة ما زالت تعد نجاحا مستمرا لكتابات حول النازية، منها الروائي وغير الروائي، ومنها ايضا روايات الخيال العلمي.
وتتحدث بعض هذه الكتب عن شخصيات نازية وموسيقى نازية وأسلحة نازية وأطباء نازيين، وهناك كتب عن تاريخ الأزياء التي كانت ترتديها قوات الاس اس (القوات الخاصة) النازية، وسيارات أفراد القوة، وطرق تجنيد العناصر، واساليب الدعاية النازية.
بل يمكن قراءة كتب تتحدث عن سيناريوهات افتراضية تتخيل بريطانيا تحت الاحتلال النازي، او تاريخا افتراضيا عن كيفية اكتشاف الأميركيين ودول التحالف لاختراعات وانجازات العلماء النازيين، وكيفية استغلالها.
هناك كتب تاريخية جادة، وهناك كتب روائية لمغامرات فرقة دروع البانزر الشهيرة، وأخرى عن أسرار جهاز الأمن النازي، الغستابو.
وتتوفر ايضا ملاعق تذكارية للرايخ الثالث من اعمال جيمس يونس، الى جانب كتاب عن مجموعة الكتب المفضلة للزعيم النازي اودلف هتلر، من مكتبته الخاصة.
فما الذي يحدث في بريطانيا؟ هل زبائن الكتب في هذا البلد يستحضرون التاريخ؟ أم إنهم منجذبون للجاذبية الغامضة والغريبة لما يعد أسوأ ما أنتجته البشرية من شر؟
هل بعض القراء منغمسون في صرعة نازية ما؟ إذ إن بعض المتحمسين صاروا يبحثون في كل مكان عن الطبعات الأولى من كتاب هتلر الشهر “كفاحي”.
هل هي محاولة لدراسة الكيفية التي يعمل بها دماغ انسان منحرف، ام هو اقتراب من عبادة بطولة؟
في روسيا لم تظهر اهتمامات مماثلة لحياة جوزيف ستالين مثلا، ولا الزعيم ماو في الصين، او بول بوت في كمبوديا، كالتي تظهر الآن في بريطانيا لهتلر.
ليس من غرائب القول ان الشعب البريطاني يريد ان يعرف قصة الحرب العالمية الثانية مجددا. ويا لها من قصة.
فقد وصفها رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرتشل في عام 1940، قبيل معركة الدفاع عن بريطانيا، بالقول انه “اذا استمرت الإمبراطورية البريطانية زهاء ألف عام سيقول الرجال إن هذه الحرب هي أعظم أزمنة هذه الإمبراطورية”.
إلا ان هذه الامبراطورية لم تدم اكثر من 30 عاما بعد ذلك، لكن الزمن “العظيم” يبدأ بالاضمحلال شيئا فشيئا مع الوقت.
فما الذي يجعل البريطانيين ينهمكون على مطالعة ادق تفاصيل الحياة في ألمانيا النازية؟
من الغرائب مثلا ان النازيين جربوا الشعوذة، واستشاروا رهبانا من التيبت، واصطنعوا لأنفسهم طقوسا أشبه بالدينية، وكانوا مهتمين بمدينة اتلانتس الأسطورية الضائعة، وجربوا صواريخ الفضاء، والسفر عبر الزمن.
هناك اذن كثير مما تمكن قراءته، بل والكتابة عنه أيضا، لكن هل هوس البريطانيين بالنازية والنازيين ظاهرة صحية؟
فنان الفكاهة هنينغ وين، الذي يرى في نفسه سفيرا للنكتة الألمانية، يستذكر انه عندما وصل الى بريطانيا، وشغل جهاز التلفزيون ظهر له اول ما ظهر فيلم وثائقي عن الحرب العالمية الثانية.
وهو الآن يدرك ان هناك دائما برامج وافلاما عن تلك الحرب، بل إن بعض القنوات التلفزيونية تعرض باستمرار افلام الحرب فقط.
وهناك ايضا في كل المكتبات، دائما وابدا، كتب تتحدث عن العهد النازي وكل ما له علاقة بتلك الحقبة.
ويبدو ان الامر يسير في صالح دور وشركات النشر اكثر مما يسير في صالح القارئ البريطاني، اذ بيع من افضل 100 كتاب عن الرايخ الثالث ما قيمته 12 مليون جنيه استرليني العام الماضي.
الكاتب الراحل آلان كورين كان قد جمع مقالات فكاهية في كتاب واحد، اطلق عليها اسم “الجولف للقطط”، ووضع علامة الصليب المعقوف (السواستيكا) على غلاف كتابه، بعد ان انتبه الى ان أكثر الكتب مبيعا في بريطانيا تلك التي تتحدث عن القطط ولعبة الجولف، والنازية.
كان هذا في عام 1975، لكن بعد نحو 36 عاما، اي بعد أكثر من 60 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية، ما زال الطلب على الكتب النازية في صعود مستمر أكثر من ذي قبل.
فقد شهد عام 2010 ظهور 850 عنوانا لكتب حول الرايخ الألماني الثالث، مقابل 350 كتابا نشرت في عام 2000، ومعظم هذه الكتب تحمل شعار السواستيكا على اغلفتها.
هذه الظاهرة ما زالت تعد نجاحا مستمرا لكتابات حول النازية، منها الروائي وغير الروائي، ومنها ايضا روايات الخيال العلمي.
وتتحدث بعض هذه الكتب عن شخصيات نازية وموسيقى نازية وأسلحة نازية وأطباء نازيين، وهناك كتب عن تاريخ الأزياء التي كانت ترتديها قوات الاس اس (القوات الخاصة) النازية، وسيارات أفراد القوة، وطرق تجنيد العناصر، واساليب الدعاية النازية.
بل يمكن قراءة كتب تتحدث عن سيناريوهات افتراضية تتخيل بريطانيا تحت الاحتلال النازي، او تاريخا افتراضيا عن كيفية اكتشاف الأميركيين ودول التحالف لاختراعات وانجازات العلماء النازيين، وكيفية استغلالها.
هناك كتب تاريخية جادة، وهناك كتب روائية لمغامرات فرقة دروع البانزر الشهيرة، وأخرى عن أسرار جهاز الأمن النازي، الغستابو.
وتتوفر ايضا ملاعق تذكارية للرايخ الثالث من اعمال جيمس يونس، الى جانب كتاب عن مجموعة الكتب المفضلة للزعيم النازي اودلف هتلر، من مكتبته الخاصة.
فما الذي يحدث في بريطانيا؟ هل زبائن الكتب في هذا البلد يستحضرون التاريخ؟ أم إنهم منجذبون للجاذبية الغامضة والغريبة لما يعد أسوأ ما أنتجته البشرية من شر؟
هل بعض القراء منغمسون في صرعة نازية ما؟ إذ إن بعض المتحمسين صاروا يبحثون في كل مكان عن الطبعات الأولى من كتاب هتلر الشهر “كفاحي”.
هل هي محاولة لدراسة الكيفية التي يعمل بها دماغ انسان منحرف، ام هو اقتراب من عبادة بطولة؟
في روسيا لم تظهر اهتمامات مماثلة لحياة جوزيف ستالين مثلا، ولا الزعيم ماو في الصين، او بول بوت في كمبوديا، كالتي تظهر الآن في بريطانيا لهتلر.
ليس من غرائب القول ان الشعب البريطاني يريد ان يعرف قصة الحرب العالمية الثانية مجددا. ويا لها من قصة.
فقد وصفها رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرتشل في عام 1940، قبيل معركة الدفاع عن بريطانيا، بالقول انه “اذا استمرت الإمبراطورية البريطانية زهاء ألف عام سيقول الرجال إن هذه الحرب هي أعظم أزمنة هذه الإمبراطورية”.
إلا ان هذه الامبراطورية لم تدم اكثر من 30 عاما بعد ذلك، لكن الزمن “العظيم” يبدأ بالاضمحلال شيئا فشيئا مع الوقت.
فما الذي يجعل البريطانيين ينهمكون على مطالعة ادق تفاصيل الحياة في ألمانيا النازية؟
من الغرائب مثلا ان النازيين جربوا الشعوذة، واستشاروا رهبانا من التيبت، واصطنعوا لأنفسهم طقوسا أشبه بالدينية، وكانوا مهتمين بمدينة اتلانتس الأسطورية الضائعة، وجربوا صواريخ الفضاء، والسفر عبر الزمن.
هناك اذن كثير مما تمكن قراءته، بل والكتابة عنه أيضا، لكن هل هوس البريطانيين بالنازية والنازيين ظاهرة صحية؟
فنان الفكاهة هنينغ وين، الذي يرى في نفسه سفيرا للنكتة الألمانية، يستذكر انه عندما وصل الى بريطانيا، وشغل جهاز التلفزيون ظهر له اول ما ظهر فيلم وثائقي عن الحرب العالمية الثانية.
وهو الآن يدرك ان هناك دائما برامج وافلاما عن تلك الحرب، بل إن بعض القنوات التلفزيونية تعرض باستمرار افلام الحرب فقط.
وهناك ايضا في كل المكتبات، دائما وابدا، كتب تتحدث عن العهد النازي وكل ما له علاقة بتلك الحقبة.
ويبدو ان الامر يسير في صالح دور وشركات النشر اكثر مما يسير في صالح القارئ البريطاني، اذ بيع من افضل 100 كتاب عن الرايخ الثالث ما قيمته 12 مليون جنيه استرليني العام الماضي.