العدد 4282
الأحد 05 يوليو 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
الساعدي والكاظمي بداية أم نهاية؟!
الأحد 05 يوليو 2020

من الخطأ استباق الأحداث ووضع النتائج قبل الوقائع والحكم على سياسة رئيس وزراء العراق المثير للجدل مصطفى الكاظمي الذي قلت عنه في مقالٍ سابق لدى توليه المسؤولية إما أن يكون نموذجا مصغرا لما يشبه مصطفى أتاتورك الذي أنقذ تركيا من براثن التخلف الديني والتطرف الموروث الذي - مع الأسف - أعاده أردوغان اليوم، أو أن يكون فقاعة من فقاعات الوضع العربي المزري الذي يئسنا من إصلاحه بسبب فقدان الإرادة الحرة وهيمنة القوى الدينية المستصلحة التي تمثل ولاية الفقيه قمة تمثيلها ولا ينافسها فيها سوى الإخوان المسلمين.

وهناك المعادلة الخليجية التي يمكن أن تشكل توازنا للكاظمي مقابل الوجود الإيراني داخل العراق، وصدق وزير الخارجية الأسبق هوشيار زباري عندما قال لقد خذلنا إخواننا العرب في مواجهة الوجود الإيراني. كما قلت الحكم على الكاظمي بدأ يأخذ له اتجاهات مختلفة بعد إطلاق سراح خلية حزب الله العراقي والتي كلف الكاظمي نفسه بالتخطيط والرصد ثم بالتناقض في حيثيات إطلاق سراحها، ففي بداية الاعتقال قيل في تبرير ذلك إن العملية جاءت نتيجة تخطيط بناء على معلومات استخباراتية وأدلة دامغة بوجود خطة للقيام بعملية تخريبية، وكانت المعلومات التي استندت عليها أوامر الاعتقال تقول إنه تم إحراز الأسلحة والصواريخ وكل الأدلة التي هيأت لإتمام عملية الاعتقال ثم يُصدم الرأي العام بعد إطلاق سراح الخلية بأنه لا توجد أدلة على المعتقلين!

ما يثير اهتمامي أكثر من تراجع الكاظمي وتحرير موقوفي حزب الله، هو ردة فعل الجنرال عبدالوهاب الساعدي الذي يُعتبر صديقه القوي وعضيده منذ سنوات وهو الذي أعاده لرئاسة جهاز مكافحة الإرهاب والمعروف أن قوات الجنرال الساعدي هي التي اعتقلت خلية حزب الله عندما داهمت مقرات الحزب وصادرت الأسلحة والوثائق والأدلة، فما هو موقف الساعدي من إطلاق سراح الخلية؟ هل يخلق ذلك شرخا في العلاقة بين الساعدي والكاظمي؟

ما الذي حدث وفرمل حركة الرئيس الكاظمي؟ هل هو الخوف من التهديد باغتياله؟ أم هو تراجع تكتيكي حتى يتمكن من تحقيق توازن في القوى؟ من السابق الحكم اليوم على مشروع الكاظمي وخطته بالتحرير، أما الرهان الأخير والقائم بقوة فهو على الجنرال عبدالوهاب الساعدي وموقفه وردة فعله وتصرفه القادم؟ لست متفائلا بالوضع الراهن.

 

تنويرة:

لا تسرع وقت البطء ولا تبطئ وقت السرعة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .