العدد 1767
الجمعة 16 أغسطس 2013
banner
لحوم الإخوان المسلمين مسمومة! سمر المقرن
سمر المقرن
الجمعة 16 أغسطس 2013

لا يُمكن في يوم من الأيام أن أؤيد حزب الإخوان المسلمين، لأنني أحمل مبدأ رفض المتاجرة بالدين. خصوصًا بعد أن انكشفت أوراقهم كاملة عندما وصلوا إلى سدة الحكم في مصر، إلا أنه بعد أن ثار الشعب المصري على حكم الإخوان، واحترمت الجهات الأمنية هذا القرار الشعبي بعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي حقنًا للدماء، كنت أرى أن من حق المؤيدين للرئيس المخلوع أو لحزب الإخوان الاعتصام كما حدث في ميدان رابعة العدوية، الاعتصامات وإبداء الرأي حريات مشروعة بحسب المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وكذلك بحسب التشريعات المصرية. أما التدابير التي قام بها الأمن المصري لفض الاعتصام كانت أيضًا تدابير مشروعة بعد أن تبيّن عدم سلمية هذه الاعتصامات، وما رأيناه يوم أمس الأول عبر شاشات القنوات الفضائية كان أكبر من استيعاب أن تكون القضية لدى شعب رابعة العدوية مجرد اعتراض على قرار الأمن أو إرادة الشعب، فما رأيناه من أسلحة وذخائر وأجهزة اتصالات وجثث لموتى تم قتلهم وإيواؤهم تحت منصة رابعة العدوية، كل هذا أكبر من كونه اعتراضا على خلع رئيس أو بالأصح خلع حزب، ولو عدنا بذاكرتنا قليلاً وقارناهم بمؤيدي الرئيس المعزول محمد حسني مبارك، لما وجدنا بعد عزله سوى بضع أفراد كانوا يحملون صوره وبعض اليافطات المؤيدة له، وهذا حقهم طالما هذا يتم في إطار السلميّة في التعبير عن التوجهات أو الرأي، فلم يقتلوا إخوتهم رجال الأمن ولم يريقوا المباني والمحافظات لأجله.

ما رأينا بعد فض اعتصام رابعة العدوية من عدة وعتاد، عبارة عن أدوات حربية بل ومسلحين كما يسموهم (مجاهدين) من خارج مصر، هذا كله ضد من؟ كله ضد مصر والشعب المصري، بغية تحويل أرض الكنانة إلى أرض تطاحُن واشتعال حرب أهلية، فهل سينتهي العالم إن تم عزل رئيس من حزب الإخوان المسلمين؟ هل بقاؤه شرطًا أساسيًا لعدم الفوضى وإن سالت الدماء كما قال بنفسه في كلمته قبل عزله بيوم واحد؟ هل نرى في حزب الإخوان المسلمين نسخة أخرى من النظام الأسدي الذي مازال يقتل شعبه وهو يعلم أنه متمسك بأطراف أصابعه بمقعد الحكم؟ هل نرى أسلحة وذخيرة ليقتل بها أبناء مصر إخوتهم وأشقاءهم وأهلهم كما يفعل شبيحة سوريا لعيون الريس؟.

جملة من التساؤلات التي في مضامينها جراح لن تنضب على مدى سنين طويلة، بل وصل الحال إلى أن من ينتقد سياسة الإخوان المسلمين هو في حكم (الكافر) المعادي للدين الإسلامي، إذ تجاوز الأمر كون الإخوان رمزية للدين أن أصبحوا هم الدين نفسه – أكرمه الله - عنهم وعن كل من يبحث عن شهوات الدنيا باسمه. بل زاد الأمر في التقديس والعصمة أن كتب أحد قيادات الإخوان في السعودية (لحوم المجاهدين مسمومة) وكنا نعرفها في السابق (العلماء) وهو يقصد بالمجاهدين «الإخوان المسلمين»، فقد قام هنا باستخدام الدين لمصلحة حزبه دون خوف من الله ولا خجل من عباده.

ما يحدث في مصر شيء ما يشبه المخاض، موجع ومؤلم لكنه سينبثق بعد هذا الوجع وجع جديد لتكون مصر طاهرة مشرقة كما عهدناها.. وعزائي لأسر شهداء الواجب الذين ماتوا لأجل إعادة إحياء مصر!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية