العدد 2266
الأحد 28 ديسمبر 2014
banner
خليفة بن سلمان شخصية كل الأعوام أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 28 ديسمبر 2014

في كل سنة حينما يتوقف بي القلم عند السنة الجديدة ورجل العام لا أجد سوى سموه حفظه الله يقف أمامي بهيبته الشامخة حافظاً للبحرين أمنها واستقرارها رغم كل التحديات، ومازلت في كل مناسبة تمر أذكر كلماتي للأهل والأصدقاء والبسطاء الذين خافوا وفزعوا إبان المحنة الدمرة التي مرت علينا وأنا أطمئنهم بالقول:
لا تخافوا ولا تقلقوا، فالرجل قوي العزيمة، وحاسم القول، وحكيم التصرف، سنتجاوز هذه المحنة. هذا ما أراه على وجه سموه من علامات الثقة والقوة في كل مرة يتحدث فيها سموه.
ما أريد أن أقوله هنا إن رجل الدولة في أي دولة في العالم يكتسب مكانته ومحبته وهيبته ليس من اسمه فحسب، ولكن مما يقدمه لشعبه ومواطنيه، وبالتالي لا يمكن قياس أداء أي زعيم ومسئول إلا من خلال تحركه ومتابعته واطلاعه على مجريات الأمور الداخلية والخارجية، وهذا ما يتجسد في شخصية سمو رئيس الوزراء الذي لا يملك وقته إلا بقدر ما يوزعه منذ بداية الصباح حتى نهاية النهار، حيث لا يترك شاردة أو واردة في الدولة إلا وتكون ضمن اهتماماته التي تدركها من خلال جولاته الاستطلاعية وسؤاله عن كل التطورات الجارية على مختلف الأصعدة.
إن أسلوب خليفة بن سلمان هو أسلوب الرجل المقتدر والمتابع الحكيم والحازم عند الضرورة، وهي جميعها صفات رجل الدولة العصري الذي تحتاجه الأمم اليوم.    
هذا الأسلوب المتميز في العمل لو وضعنا هذه الشخصية تحت المجهر لوجدنا أنها الشخصية التي تتطلع إليها كافة الشعوب في قياداتها من حيث السرعة والذكاء والحزم والمتابعة اليومية لكل ما يجري في العالم من أحداث، وهو المقياس الحقيقي لرجل نذر نفسه للعمل والعمل ثم العمل ليكاد ترتبط شخصيته كلها بالعمل المتواصل بلا كلل.
فعلى الصعيد العام من أهم المكاسب التي حققتها العمل من خلال القرب من سمو رئيس الوزراء، الإنسان الذي اعتبر التواصل معه شرف وقيمة إنسانية وحضارية مع هذا الرجل الذي اذا أعطى كلمة صدق ووعد وأوفى، وما قابلني سموه به من احترام وتقدير هو من المكاسب التي اعتز بها ولسموه كل الإخلاص والوفاء وأمنياتي بالصحة والسعادة وطول العمر لسموه.
 
31 ديسمبر
 السنة الجديدة ماذا تحمل؟
السنة المنصرمة ماذا تركت؟
هل ستختلف السنة القادمة عن السنة الماضية، أنا أتحدث هنا عنا عن بلدنا وشعبنا ودولتنا ومجتمعنا، فهل التوقعات ستكون مغايرة عما نرسمه، وهل ستكون الأحداث ومجرياتها سعيدة أم حزينة، وماذا ننتظر من السماء أن تنزل به علينا؟ خيرات أم أزمات؟
ماذا كسبنا وماذا ربحنا؟ ماذا أخذنا وماذا أعطينا؟ كلها قرارات تعنينا وندفع ثمن اتخاذها، ولهذا علينا بتحمل مسؤولية هذه القرارات التي تعنينا وحدنا.
شخصياً وعلى صعيد نفسي وعملي ومن خلال قراءة دفتر حساباتي الشخصية يمكن القول إن ثمة رضا وقبولا واستحسانا للسنة الماضية بالرغم مما صاحبها على الصعيد الدولي والمحلي من أحداث وأزمات مالية وانتشار الأفكار المتطرفة.
وعلى صعيد الأسرة، فأهم ما أشكر السماء عليه هو الصحة والنجاح والسعادة والانسجام الذي تتمتع به أسرتي جميعها، وهذا أهم ما في الكون، وأهم ما يجعل المشاعر تفيض بالحمد على هذه النعمة، نعمة الصحة التي إذا ما توفرت للجميع، فهي الثروة الحقيقية، لا المال ولا المركز ولا القوة ولا النفوذ ولا السلطة تعادل الصحة، فعندما تكون بصحة، فهي السعادة وإن رافقتها بقية الأمور، فهو الكمال، لكن الصحة لا تشكو في ذلك.
أما على صعيد الأصدقاء، فالانجاز لا مثيل له. كسبت أصدقاء جددا، وحافظت على الأصدقاء ولم أخسر أصدقاء، أليست هذه وحدها نعمة أخرى لا تتوفر للكثيرين في هذا العالم.
والشيء بالشيء يذكر، كسب الأصدقاء والحفاظ على الأصدقاء يعود للمرء نفسه، فكم هو مسامح، وكم هو غير حاسد، وغير كاره، صدقوني لا شيء يصيب المرء بالمرض وفقدان الأصدقاء وخسارة الأسرة وفقدان الأمل والسعادة إلا أفكار المرء وحسده وكره للآخرين، فالكراهية والحسد هما آفة الإنسان في هذا العصر الذي تنتشر فيه أمراض الضغط والسكر والقلب المصاحبة للتوتر والقلق والأحزان، فمتى ما استبعدت من قلبك وعقلك الكراهية ومتى لا تنظر إلى من حولك وتحسده على ما هو فيه تمكنت من أن تكون أفضل وحققت ما لا يمكنك؟
هذا ما تعلمته من دفتر حسابات الماضي والحاضر، وأتطلع ليكون مسار القادم.
وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .