العدد 2161
الأحد 14 سبتمبر 2014
banner
كم طبخة احترقت حتى الآن؟ أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 14 سبتمبر 2014

يبدو أن الطباخ المعني بالمطبخ السياسي في البحرين إما هاوٍ لا يعلم الطبخ أو لا يجيد الطبخ بالمرة، بدليل أن الطبخات لم تتوقف حتى الآن وبدليل التدخل الأميركي في شؤون البحرين الذي لم ولن يتوقف ما لم ينظر المسؤولون إلى المسألة بمأخذ الجد والحسم وفرض إرادة البحرين بحسب التشريع الدولي الرافض للتدخل في شؤون الدول، إلا طبعاً إذا ما كانت هناك طبخة على نار هادئة تسعى لحشر الوفاق حشراً في المشاركة بالانتخابات حتى لو كان ذلك يقوم على الاعتراف بالإرهاب والأعمال الإرهابية لأن سعي البعض عن طريق الإصرار على مشاركة الوفاق يجعل من الآية مقلوبة، فبدلاً من رفض مشاركة الوفاق في الانتخابات حتى لو أرادت إلا عندما تدين وتنبذ أعمال الإرهاب في البحرين إدانة واضحة وصريحة، أما أن نطبخ الطبخات ونستقبل المبعوثين الأميركان وغيرهم والحديث سراً عن صفقات ومحاولات لجر الوفاق للمشاركة فوالله هذه هي المهزلة بعينها لأن المطلوب عدلاً قبل الحديث عن مشاركة الوفاق في الانتخابات هو نبذ الوفاق للإرهاب، فهم سيشاركون رغماً عنهم طال الوقت أم قصر، لأن ليس لهم خيارا آخر، لكن لا يجب ان تكون مشاركتهم مجانية بعد محاولتهم الانقلابية.
أما عن محاولات التدخل المستمر في شؤون البحرين فقد كشفت صحيفة أخبار الخليج يوم الجمعة نقلاً عن مصادر خاصة “أن مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل توماس مالينوسكي الذي طرد كما قيل من قبل، سيقوم خلال الأسبوعين القادمين بزيارة لمملكة البحرين مرة أخرى بعد أن اعتبرته البحرين شخصا غير مرغوب فيه في شهر يوليو الماضي، لتدخله في الشؤون الداخلية للمملكة، وقيامه بعقد اجتماعات مع طرف من دون أطراف أخرى، بما يبين سياسة التفرقة بين قطاعات المجتمع البحريني”.
“وذكرت المصادر أن هذه الزيارة تأتي بعد ترتيبات واتصالات أجرتها الإدارة الأميركية مع السلطات في البحرين بهدف عودة مالينوسكي إلى المملكة مجددا.
وأكدت المصادر أنه بعد تفاهم السلطات الأميركية والبحرينية على هذه الزيارة، اجتمع توماس مالينوسكي في واشنطن مع عضو جمعية الوفاق البحرينية مطر مطر، للتنسيق للزيارة المرتقبة ومناقشة كيفية دعم الانقلابيين، مشيرة إلى أن اجتماع المسؤول الأميركي مع عضو الوفاق ركز على نقطتين رئيسيتين الحوار والانتخابات”.
“وأعطى مالينوسكي وعدا لجمعية الوفاق ومن معها بدعم مطالبهم، في حال إعلان مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة”.
السؤال المطروح من هو هذا توماس مالينوسكي؟ وماذا يريد من البحرين تحديداً؟ ولماذا الإصرار على فرض إرادته بدليل القول أعطى مالينوسكي وعدا لجمعية الوفاق ومن معها بدعم مطالبهم، في حال إعلان مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
يا سلام إلى هذا الحد هو واثق من سلطته، يمنح الوعود في الهواء ومجاناً، هل عرفتم الآن، لماذا خرجت داعش للنور وفعلت كل ما فعلته؟
ومضت اخبار الخليج في استعراض المهزلة بالقول “وأوضحت المصادر أن اجتماع مالينوسكي مع المعارض الشيعي البحريني يكشف حقيقة العلاقات التي تربط بين بعض المسؤولين الأميركيين والجمعيات البحرينية الشيعية بهدف تمكينها من الوصول إلى السلطة، علما أن هذه الجمعيات يصفها البعض بالراديكالية الطائفية، كونها ترتبط ارتباطا وثيقا بمنظمة “حزب الله” اللبنانية وبعض الجماعات الشيعية في العراق، بالإضافة إلى تأييدها لنظام بشار الأسد السوري”.
والآن هل تصدقون أن أميركا تريد الخير للمنطقة وأنها تحارب داعش دفاعاً عن سواد عيونكم؟.
المسألة أن المشروع الأميركي عندما يفشل في منطقة تحاول الولايات المتحدة إعادة ترميمه وها هي تشعل اليمن من جديد وتشغل العرب بتحالف جديد لا نعرف من ضحيته هذه المرة، فعندما أنشأت التحالف السابق إبان إدارة جورج بوش كان الضحية العراق الذي دمر، ترى من عليه الدور هذه المرة، ولا تصدقوا كذبة محاربة “داعش”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .