العدد 2133
الأحد 17 أغسطس 2014
banner
صدام كان عراقياً... لا المالكي ولا العبادي كذلك أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 17 أغسطس 2014

كان صدام حسين حاكما للعراق وحده لم يكن أسير دولة ولا عميل نظام، ومهما اختلفنا في تقييم الرجل وأفعاله لكنه كان يحكم العراق حكما عراقياً خالصاً لا يستلهم أمره من خارج العراق لم يكن عميلاً كالمالكي وغيره.
واليوم يتم استبدال المالكي بالعبادي ولكن النظام الإيراني سيبقى في العراق طالما بقي حزب الدعوة الإيراني.
لا أحد يجرؤ اليوم على الوقوف أمام التاريخ والاعتراف بأن إسقاط دولة العراق وتدمير جيشها واستبدال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بنوري المالكي كان خطأً تاريخياً عليه أن يمحوه ويعوض ذلك بالعمل على إرجاع العراق لمجده العربي.
لن نشمت في أنفسنا اليوم عندما وقفنا ضد الرئيس الراحل صدام حسين فقد كانت الدعاية الأميركية فوق ما نحتمل ومرت الخدعة على الجميع وسقط الكل في الفخ وأسهموا في إسقاط صدام، ومن يومها سقط النظام العربي برمته بدلاً من الاعتراف بالخطأ التاريخي بالإسهام في تدمير العراق ولكي نغفر لأنفسنا ويغفر لنا التاريخ لابد من استعادة زمام المبادرة والوقوف مع العراق العربي بأي ثمن لأن وجود حزب الدعوة في السلطة في العراق لن يعيده عربياً سواء كان الحاكم المالكي أو العبادي، ففي النهاية إيران وأميركا هما الحاكمان الفعليان للعراق. على العرب إن كانوا لا يخشون الشماتة ان يتحركوا سريعاً للوقوف مع العراق ضد احتلال ايران وينسوا الماضي ويخرجوا من الفخ الذي وقعوا فيه بالمساهمة في إسقاط صدام حسين، كلنا أخطأنا ونعتذر وحتى ذلك لا يكفي، يجب ان نسأل ونراجع لأن ما قمنا به ظهرت نتائجه واضحة عندما نرى حزب الدعوة يحكم العراق.
لقد كان صدام حسين قبل أن تضعفه حروب الولايات المتحدة ضد أقوى دولة ليس في المنطقة بل وفي الشرق الأوسط وكان صمام أمان ضد الغزو الفارسي للمنطقة، أخطأ صدام بغزو الكويت وانسحب وعادت الكويت وكان بالإمكان الاعتذار ولكن القضاء على الدولة العراقية العربية وتحطيم الجيش العراقي واستبداله بجيش فارسي هو الذي يحتاج منا اليوم لمراجعة واعتذار وعودة إلى التاريخ وإصلاح الخطأ.
أنا من الذين كانوا مع صدام في حربه ضد أطماع إيران أيام الشاه ومعه في حربه ضد إيران ابان نظام الخميني ولكن لم أكن معه عندما غزا الكويت، اليوم أجد نفسي مجبراً مع كثيرين من العرب على تذكر قوة صدام وكيف شكل قوة ردع لإيران التي كانت تخشى أيامه مجرد تحريك جندي على الحدود، نعم لقد أخطأنا بالمساهمة في إسقاط صدام ولن يغير العبادي شيئا لأنه من حزب الدعوة الإيراني. انا لست ضد ايران من موقف طائفي أو عرقي أو ديني فآخر ما يهمني هذه التصنيفات، ولكني ضد انتشار ثورتهم ونشر أفكارهم بالقوة والإرهاب على حساب التاريخ والعلاقات التاريخية الضاربة في الجذور السحيقة.
ذهب المالكي وجاء العبادي وستبقى القوات الإيرانية في العراق وسيبقى الجواسيس في العراق وسيبقى العراق أسير السياسات الإيرانية، لا تصدقوا ان من يحكم العراق هو المالكي لقد كان واجهة وانتهت مهمته واستهلك فتم استبداله، ولو نظرنا للاتفاق الأميركي الإيراني على سحب المالكي لتأكدنا أن اللعبة لم تنته بل بدأت بثوب جديد.
الموضوع موضوع العراق وجيش العراق وعروبة العراق وما لم يعد العراق إلى تاريخه العربي وحضارته الإنسانية فلن يصلح العراق لا العبادي ولا حتى شبح ملاك يرتدي قميص حزب الدعوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية