العدد 2080
الأربعاء 25 يونيو 2014
banner
حديث الصراحة والرسائل المباشرة أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 25 يونيو 2014

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله عندما يتحدث ويستفيض في شأن من شؤون البحرين أو المنطقة أو العالم، فإن سموه ينطلق من رؤية رجل الدولة العالم بالأسباب والنتائج، لا يتكلم من فراغ ولا يكتفي بالتشخيص ويترك الأمور مشوشة كما يفعل الكثير من الزعماء والقادة ممن يضللون شعوبهم ويوهمونهم بالشعارات والخطب الرنانة لتمضي القافلة في سراب، وهذا ما نسمعه عادة ممن لا تعنيهم مصلحة أوطانهم وأممهم، بعكس سموه فمن يتشرف بحضور مجلسه ويستمع إلى تشخيصه ورؤيته للأحداث سواء كانت محلية أو عربية أو دولية يقف إزاء رجل السياسة والاقتصاد والاستراتيجيات في أحاديث ذات شجون لا تنقصها الصراحة والجرأة والوضوح، وإنما خطه المستقيم في الحديث يأخذك معه إلى أصل الأسباب ومن ثم النتائج.
كان لقاء سموه هذا الأسبوع بسفراء الدول الكبرى والدول العربية ومع المسؤولين والمواطنين حافلاً بالوضوح والصراحة ودقة التشخيص فيما يخص البحرين والمنطقة والعالم، وقد توقفت أمام حديثه المتعلق بالسياسة التي اختطها سموه وهو الانفتاح على الدول الآسيوية كالصين واليابان وتايلاند، وقد جرى الحديث بحضور السفراء ومن بينهم سفيرا تايلاند والصين واستفاض في تقديم رؤية للعلاقات بين البحرين وهذه الدول وتأثير هذه العلاقات على المنطقة، لقد فتح رئيس الوزراء الباب أمام الدور الآسيوي ولعب بدانميكية في نسيج هذه العلاقات مما يفتح الباب أمام تعاون دولي مع دول صديقة تجمعنا معها مصالح حيوية مشتركة بموازاة بعض الدول الغربية التي لا تريد لنا الخير وتعمل لصالح أعدائنا.
في كل مرة أقف فيها أمام رؤية الرجل القائد وأمام رؤيته وقدرته على تشخيص أي حالة نمر بها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية ومن خلال التوجيهات الواضحة عبر الرسائل التي لا تحتاج إلى ذكاء كبير لقراءتها وعلى من يعنيهم الأمر سواء كانوا وزراء ومسؤولين أو نواب أو سفراء لدول أخرى بما فيها الدول الكبرى أو ذوي العلاقة بهذا الشأن عليهم أن يفكوا هذه الرسائل ويدركوا مغزاها بالرغم من وضوحها وبساطتها وتركيزها ووضوحها، ويفترض التعامل معها بذات الوضوح، ان لغز الحياة يكمن في الجرأة والمصداقية والقدرة على التشخيص، وسر الحياة في النجاح يكمن في القوة حينما تضعنا في امتحان مع النفس ومع الثقة ومع الإيمان بالوطن كما يؤمن به سموه وهو يكرس ليله ونهاره لهذا البلد بالرغم من كل محاولات الإحباط التي يسعى أعداؤنا لنقع فيها، ولهذا أقول علينا أن نتمسك بكل قوة ببحريننا الغالية، وأن نفديها بالغالي والنفيس، فلا مكان لنا غيرها ولا أرض ولا سماء تعوضنا عنها، فلا نفرط ولا ننام ولا نغط ثانية واحدة من دون أن ندرك ما يخبئه لنا الأعداء، أما من يريد سوء بهذا البلد الآمن فعلينا أن نفتح عيوننا وعقولنا مستفيدين من نهج رجل الحكم خليفة بن سلمان، وبعد كل ما جرى وحتى نظل متيقظين لنتذكر دائماً خروجه في كل الأوقات لأبناء شعبه واستقباله لهم باستمرار والاستماع لهم.
يأتي تركيز سموه الدائم على ضرورة تكريس الولاء للوطن وهو المنهج الصحيح والخطوة السليمة للعودة بمجتمعنا المسالم والمعتدل إلى ما كان عليه من قبل أن تستولي عليه الإرادات السياسية والتنظيمات السياسية التي راحت تحقن المجتمع بالأفكار المتطرفة والمتعصبة وتغذي العقول البسيطة والعفوية بسموم التعصب والتطرف ولقد كان واضحا تصميم وتأكيد سموه بهذا الشأن دائماً.
لو تأملنا الازدهار الذي مر على البلد والإنجازات والمكاسب التي تحققت وكل هذا الصرح الذي قامت عليه الدولة لوجدنا أننا مدينين له برجال لم يعرفوا الكلل ولا الإحباط وآمنوا بأن البحرين هي ألأولى بالولاء من أي مذهب أو ملة أو جهة مهما علت.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .