+A
A-

السفير الماليزي ل “البلاد”: تزويد مختبر لزراعة الأنسجة في البحرين بتكنولوجيا تسهم في إحيائه

البلاد - رجاء مرهون
قال السفير الماليزي لدى البحرين أحمد شاهيزان عبدالصمد إن الربع الأول من العام المقبل (2016) سيشهد زيارة متوقعة من قبل وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إلى كوالالمبور في إطار تفعيل لجنة العمل المشتركة.
وتوقع عبدالصمد في لقاء أجراه مع “البلاد” في مقر السفارة أن تنتهي الزيارات واللقاءات بين وزيري خارجية البلدين إلى توقيع اتفاق مشترك ينسق للتعاون في عدد من المجالات.
ولفت إلى أن العلاقات بين البلدين تحتفل فعليًا بمرور نحو 40 عامًا على تأسيسها، إذ بدأت رسميا 25 نوفمبر 1974، واصفاً إياها بالدافئة والمتقاربة جدًا.
مختبر وأمن
وكشف عن مشروع يتولى الجانب الماليزي من خلاله تزويد مختبر لزراعة الأنسجة في البحرين بتكنولوجيا حديثه تسهم في إحيائه، مشيرًا إلى بحث عدد من الأفكار والمشاريع التي ستسهم في تحقيق الأمن الغذائي مع وكيل الزراعة بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة.
وأكد السفير عبدالصمد أن الأرقام الرسمية تظهر زيارة 7 آلاف بحريني لماليزيا عام 2014، وأن الرحلات تأتي بطابع وأغراض سياحية بالدرجة الأولى، لافتًا إلى أن ماليزيا أضحت وجهةً للسياحة العائلية.

الأجواء الدينية
وأضاف أن عددًا جيدًا من البحرينيين زاروا ماليزيا في رمضان الماضــي، واستمـعـــــوا بالأجــــــواء الدينية لبلدنا، وشاركوا الماليزيين المسلمين وغير المسلمين مائدة الإفطار.
ولفت إلى وجود بحرينيين أسسوا لاستثمارات ونشاط تجاري في ماليزيا، وبالتالي يذهبون بشكل متواصل لإنهاء عدد من المعاملات التجارية، كما يوجد بحرينيون يملكون منازل هناك.

تواجد أكاديمي
وأشار السفير عبدالصمد إلى تواجد 319 طالبا بحرينيا يدرسون في ماليزيا ويتخصص غالبيتهم في الهندسة الميكانيكية والكيمائية، والمحاسبة والتمويل، لافتًا إلى أن معظمهم يقيم في مدينة كوالالمبور.
وعن الوجود الماليزي في البحرين، أشار السفير إلى 116 ماليزيًا محترفًا يعملون في جهات حكومية كوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني ووزارة الإسكان، وكذلك مصرف البحرين المركزي أيضًا.

400 ماليزي
وأردف: إن احتساب أسر هؤلاء سيرفع عدد الجالية الماليزية في البحرين إلى 400 فرد.
وعبر السفير عن أمله في تعزيز العلاقات المتبادلة بين البلدين، مشيرًا إلى أن “حجم التبادل التجاري لا يتعدى 215 مليون دولار حاليًا، وأطمح لأن يصل المليار في غضون سنوات”.
وفيما يأتي نص اللقاء:

الاحتفال الأربعون
في بداية لقائنا، هل لك أن تحدثنا عن العلاقات البحرينية الماليزية، تحديدًا الآفاق المستقبلية لها؟
- عند الحديث عن العلاقات بين ماليزيا والبحرين، هنالك 3 قضايا محورية وجوهرية مهمة يجب الإشارة إليها.
أولاً إن هذه الأواصر الثنائية بدأت بشكل رسمي 25 نوفمبر 1974، فنحن فعليًا نحتفل بمرور 40 عامًا على تأسيسها في غضون أسبوعين.
ثانياً: إن العلاقات بين بلدينا لا تقتصر على الروابط الدينية كشعبين مُسلِمَين، بل إنها دافئة ومتقاربة جدًا.

تطوير وارتقاء
ثالثاً: إن العلاقات طيبة إلى حدٍ كبير، ولكنها ليست إلى المدى الذي يطمح إليه الجانبان، فحجم التبادل التجاري لا يتعدى 215 مليون دولار حاليًا، ولابد من عمل المزيد لتطوير العلاقات بين البلدين، أطمح إلى أن يصل الميزان التجاري لغاية مليار دولار في سنوات.
أرى العديد من الجوانب التي يمكن تطويرها والارتقاء بها في قطاعات التعليم والسياحة والثقافة والاقتصاد، إضافة إلى الجانب السياسي طبعًا.

الهندسة والعمارة
ماذا عن تواجد الجالية الماليزية في البحرين، كم عددها، وأين يتواجدون؟
- ليدنا محترفون يعملون لصالح جهات حكومية ومؤسسات مالية عدة هنا. هنالك 116 يعملون في جهات حكومية مهمة كوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني ووزارة الإسكان، وكذلك مصرف البحرين المركزي أيضًا. لن أغفل حقيقة أن عدد منهم يعمل في مجموعة من المصارف الإسلامية في المملكة. وباحتساب أسرهم يصل عدد الجالية الماليزية في البحرين إلى 400 فرد.

ولاء المحترفين
لن أغفل الإشارة إلى وجود ماليزيين يحملون شهادات في القانون والإدارة ويعملون في القطاع الخاص، وإن غالبية الموظفين في القطاع الحكومي يحملون شهادات في تخصصات الهندسة والعمارة، والإحصاء الكمي، وكذلك تخصص “البنوك والتمويل”.
استطيع أن أؤكد لك أن جميع الماليزيين هنا هم حملة شهادات أكاديمية واحترافية ويشغلون وظائف ذات حرفية عالية، ولا يوجد أي مواطن يعمل في إطار المهن البسيطة والعمالة المرتبطة بها.
إن غالبية من أعرفهم ويعملون هنا، هم خريجو أفضل المدارس والجامعات في بلدنا، وخدموا حكومة البحرين عوضًا عن الحكومة الماليزية. وأنا أوصيهم دائما بأهمية الولاء للمؤسسات التي يعملون فيها.

السياحة الحلال
ماذا عن البحرينيين الذي يزرون ماليزيا؟ ما عددهم؟ وما هي أسباب تواجدهم؟
- إن الأرقام الرسمية تظهر زيارة 7 آلاف بحريني لماليزيا بالعام 2014، والرحلات تأتي بطابع وأغراض سياحية بالدرجة الأولى. إن ماليزيا أضحت وجهة للسياحة العائلية كونها بلدًا إسلاميًا، والبحرينيون يستطيعون الصلاة بأريحية شديدة والاستمتاع بالأطعمة والأكل الحلال بعد أن توسعنا في تنفيذ مفهوم “الذبح الحلال” على مستوى المطاعم والمحالات.
إن عددًا جيدًا من البحرينيين زاروا ماليزيا في رمضان الماضي، واستمعوا بالأجواء الدينية لبلدنا، وشاركوا الماليزيين المسلمين وغير المسلمين مائدة الإفطار.

إفطار غير المسلم
هل مائدة إفطار رمضان في ماليزيا لغير المسلمين أيضًا؟
- أجل، تعلمنا مع الاستقلال أن نتقبل ونحترم بعضنا البعض، نحن متعددون عرقيا وإثنيا وثقافيًا “ماليزيون من أصول روسية وصينية وهندية.. وقيمنا مختلفة بطبيعة الحال أيضًا”، غير أن الأمور وبعد مرور 58 عامًا من الاستقلال لم تعد تقف عند التسامح والتعايش فقط، بل امتدت لأن نصبح جميعنا قابلون لما نحن عليه.

هل هناك أسباب أخرى للزيارات؟ هل يوجد بحرينيون مقيمون بشكل كامل؟
- نعم، هنالك بحرينيون أسسوا لاستثمارات ونشاط تجاري، وبالتالي يذهبون بشكل متواصل لإنهاء عدد من المعاملات التجارية. ويوجد بحرينيون يملكون منازل أيضًا.

طلبة كوالالمبور
ماذا بالنسبة للطلبة، المعطيات تشير أيضا إلى وجود عدد جيد من الطلبة البحرينيين هناك؟
- أجل، هنالك 319 طالبا يدرسون حاليًا ويتخصصون في الهندسة الميكانيكية والكيمائية، وآخرون اختاروا تخصصي المحاسبة والتمويل.. نحن معرفون بالصيرفة الإسلامية كما تعلمين. ولعل من المهم الإشارة إلى أن غالبيتهم يقيمون في مدينة كوالالمبور.

بنوك دولية
من جانب آخر، هل لك أن تحدثنا عن الاستثمارات الماليزية في البحرين؟
- إن أبرز نقاط القوة الجامعة للعلاقات بين البلدين هو وجود فرع لأكبر بنكين ماليزيين، واختاروا المنامة لتغطية الخدمات البنكية في المنطقة، فيما جرى الاكتفاء بوجود بنك واحد فقط هو بنك “ماي” بمناطق أخرى من العالم.

زيارات دبلوماسية
هل هنالك خطط لإقامة زيارات بين مسؤولي البلدين؟
- يجري التخطيط لاجتماع لجنة العمل المشتركة بين وزيري خارجية البلدين في ماليزيا في الربع الأول من العام المقبل، ولذا نترقب زيارة من وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في هذا التوقيت.

ما الذي نتوقعه من هذه الزيارة؟
- إن الزيارات لا تأتي لتقوية الروابط الدبلوماسية فقط، وإنما للدفع بالعديد من المشاريع التي يمكن أن تنفذ عبر الاستفادة من الإمكانات والطاقات البشرية في بلدينا.. لدينا العديد من الفرص، والزيارة المرتقبة ستجرى في هذا الإطار.

الأمن الغذائي
عقدتم مؤخرًا اجتماعاً مع وكيل الزراعة بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة وتظهر بوادر لتعاون ومشاريع جديدة في هذا الإطار، هل لكم أن تحدثونا عنها؟
- إن الاجتماع هو تمهيد لإطلاق العديد من المشاريع في الأمن الغذائي واستزراع الأسماك وإنتاج الأغذية.. إن البحرين هي جزيرة وأرخبيل، كما أن أكثر من 95 % من الحدود الماليزية مغطاة بالمياه.
بحث مع الشيخ خليفة إمكان المساهمة في مختبر لزارعة الأنسجة الغذائية في منطقة عالي، ويتم تزويده بتكنولوجيا حديثة من جهتنا. إن المختبر غير مفعل ونحن نطمح إلى المساهمة الإيجابية.
إن التعاون لن يقصر إلى هذا الجانب، بل سيمتد إلى العديد من الأفكار والمشاريع، وسأسعى بدوري كسفير إلى جمع الأطراف المعنية على طاولة واحدة لتسهيل الحوار وتبادل الرؤى وصولاً إلى اتفاقية واضحة المعالم في هذا المجال.

الالتفاتة الأخيرة
هل من كلمة أخيرة تود قولها؟
- إن البحرين تعدُ الأولى في العديد من المجالات، فأنتم الدولة الخليجية الأولى التي اكتشفت النفط والغاز، كما أن لكم الريادة في التعليم وإعطاء المرأة الفرصة في العديد من الجوانب. إن تمثيل الشباب بما يقدر بـ60 % من إجمالي عد السكان يفرضُ تحديا كبير على الدولة.
إن ماليزيا الآن في مرحلة التحولات والتغيرات.. نسعى إلى إحداث تغيير في عقلية الناس والاقتصاد المحلي أيضًا، والطلبة البحرينيون يختبرون هذه التجربة، وسيجلبون العديد من الأفكار والمشاريع إلى بلدهم مستقبلا، وأتمنى أن نشهد تعاونًا أكبر في الفترة المقبلة.