+A
A-

التصوير الفوتوغرافي... نمط الحياة

حوار: فاطمة سعيد
يلتمس اللحظات، ليلتقط لحظة السكون ويلهمنا جمالياتها ويجول بنا نحو كل ما هو مميز وجذاب؛ ليصنع لنا عالما يتحدث عن الكثير ليعبر عن قاموس من المفاهيم في لقطة واحدة، ويعجز الكلام. إنه جعفر الحداد في ريعان شبابه، شاب طموح ذو سبعة عشر ربيعا مصور فوتوغرافي موهوب، شارك في مسابقة تصوير في إسبانيا، وحصل على إثرها وسام شرف مميز، وكان لنا معه هذا الحوار:
حدثنا عن بداياتك في التصوير؟
لقد كانت بدايتي على مرحلتين، المرحلة الأولى هي مرحلة الاهتمام بالتصوير، وبدأت منذ أن كنت في المرحلة الإعدادية. أما المرحلة الثانية، ففي سنة 2010، حيث كانت مرحلة بداية الاحتراف والتعامل مع الكاميرا كأداة لإيصال فكرة وهدف ما.
كيف استطعت أن تطور نفسك في هذا المجال؟
عندما حصلت على كاميرا بدأت أقرأ العديد من الكتب المتعلقة بالتصوير وأساسيات الكاميرا، وأطبق ذلك على الكاميرا الخاصة بي، وبعد ذلك حصلت على رابط لصفحة في موقع جامعة هارفارد تحتوي على محاضرات جامعية تتعلق بالتصوير، وبدأت أدرس منها.
ما هي أفضل الأماكن التي تحب التصوير فيها؟ ولماذا؟
سوق المنامة، فأنا أرى نفسي مصور طرقات يبحث دائما عن اللقطات الخارجة عن المألوف، والتي تحمل في طياتها الكثير من القصص واللقطات المفعمة بالحياة، والتي تتكون من جميع عناصر الحياة، فالمنامة هي أفضل مكان تجتمع فيه الحضارة والتراث من رجال كبار في السن، ومن الشباب، ومن النساء، ومن الفقير والغني، وهذه قمة ما يفكر به مصور الطرقات أن يلتقطه.
كيف تصنف نفسك في هذا المجال؟
يُصنف المصورون إلى مبتدئ وهاوٍ ومحترف وفنان، وأنا أرى نفسي من الفنانين وليس من المحترفين، فمن وجهة نظري المحترف هو من يمتهن التصوير، لكن الفنان من لا يعتبر التصوير مهنة يعمل بها، لكن لديه معرفة كبيرة في هذا المجال، كما اعتبر التصوير نمط الحياة.
من هم أفضل المصورين بالنسبة إليك على الصعيد المحلي والعالمي؟
على الصعيد المحلي، المصور عيسى إبراهيم، فأنا من المعجبين بأعماله، حيث تعلمت منه الكثير من خلال خروجي معه لمرة واحده فقط عندما بدأت التصوير، حيث قال لي مقوله لن أنساها أبدا “لكي تصبح مصورا أو تريد الوصول لهدف ما لا تلجأ للآخرين، بل اجتهد بنفسك”.
أما على الصعيد العالمي، فأُفضل ستيف ماكوري، وجون ماكنلي، وماكوري هو أفضل مصور لصورة فن، حيث يبحث عن صورة ليلتقطها وليس ليصنعها. أما ماكنلي، فهو أفضل مصور من حيث الإضاءة وصناعة صورة.
مشاركتك في المسابقة التي أقيمت في إسبانيا للتصوير الفوتوغرافي هل هي المشاركة الوحيدة لك؟
في بادئ الأمر لم تكن لدي الثقة بأعمالي إلا قبل فترة قصيرة جدا حين شاركت في مسابقة في إسبانيا، وفزت بوسام شرف. أما الآن، فأنا أحضر للاشتراك في مسابقات دولية مثل مسابقة آل ثاني ومسابقة حمدان للتصوير.
ماذا قدمت لمجال التصوير؟
لقد قمت بتنظيم العديد من الدورات لتعليم أساسيات التصوير وغيرها، وقد كانت الفترة الزمنية ممتدة من خمسة أيام إلى أسبوع واحد، وحصلت على إقبال جيد من الراغبين في تعلم التصوير. والآن أنا في طور التحضير لدورة ستكون الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، فهي لا تتحدث عن أساسيات التصوير، بل تتحدث عن كيف يرى المصور الأشياء بمنظور آخر.
ما هي خططك الحالية؟
أنا الآن في حال تحضير لمعرض صور شخصي سيقام في نهاية هذا العام. أما بالنسبة للمكان الذي سيقام فيه المعرض، فلم يحدد بعد، ولكن آمل أن يكون في متحف الفنون، وهذا ما سأعمل عليه.
لقد كنت من القائمين على تصوير الفيلم القصير “رسالة من الماضي”، فما هي فكرة هذا الفيلم؟
الفيلم يحمل فكرة أن الماضي لا ينتهي، فلكي تعيش بسلام يجب حسم الماضي لتعيش الحاضر والمستقبل.
هل هذا أول عمل لك في تصوير الأفلام؟
ليس العمل الأول الذي قمت بتصويره، لكن هذا العمل يعد الأول الذي يتم عرضه على المشاهدين.
كيف كان شعورك بعد عرض هذا الفيلم؟
بالطبع شعور لا يوصف، فمن جانب هي فرحة، ومن جانب آخر هو إرضاء للنفس بأني أرضيت نفسي أن أشارك في عمل يعرض لناس، وهذا دافع لي لأعمل في أفلام مستقبلية.
هذا الفيلم لم يعرض في مهرجان أيام نقش للأفلام القصيرة، فلماذا؟
في تلك الفترة افتقرنا لكاتب للفيلم، فالكاتب الأول لم يكن متواجدا في البلاد. أما الكاتب الآخر، فقد كان مشغولا في تلك الفترة، فبسبب ذلك تأخر العمل إلى أن كُتب وتم تصويره، فتأخرنا في تسليمه.
بعد انتهائك من الدراسة الثانوية ماذا تخطط أن تفعل؟
أخطط لدراسة التصميم الجرافيكي خارج البحرين، وإذا لم تتيسر الأمور، فسوف أدرس الهندسة في جامعة البحرين.
ما هي طموحك المستقبلية؟
أسعى أنا ومجموعة من المصورين والمصممين بتأسيس جهة فنية شبابية تأخذ موقعها كوجهة للتعبير عن الفن والمعارض وتنظيم المهرجانات، وهذه الجهة ستكون بمثابة نافذة لثقافة الفن الراقي عند الشباب البحريني الطموح.
كلمة أخيرة؟
نحن بحاجة إلى جمعيات ومراكز تبث الوعي المجتمع وتثقفهم بأن الصورة ثمينة، فهي تقدم رسالة وفكرة وهدفا معين، كما يجب احترام المصور، فكثرة تداول الكاميرات بين الناس لها إيجابيات ولها سلبيات، فمن جهة أصبح الناس في حال تأقلم مع وجود الكاميرا في كل مكان. أما من جهة أخرى، فالمصور لا يعتبر كفنان يحصل على الاحترام كالاحترام الذي يحصل عليه الرسام على سبيل المثال على الرغم من أنهما من المجال نفسه يتعاملان مع الألوان والإضاءة.