في ظل ما تمر به الأمة العربية من تحديات كبرى وظروف سياسية واقتصادية وأمنية معقدة، تأتي قمة بغداد كحدثٍ مفصلي يعكس الإرادة العربية الصادقة في التلاقي والحوار وتوحيد الصفوف، انطلاقًا من أرض الرافدين، مهد الحضارات ومركز الالتقاء العربي الإسلامي التاريخي.

وتستضيف العاصمة العراقية بغداد في 17 مايو (أيار) المقبل اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الـ34 على مستوى القمة.

ومن هذا المنطلق نود ان نؤكد بإن رؤية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، تجاه القضايا العربية المصيرية، لطالما اتسمت بالحكمة وبعد النظر، وحرص دائم على ترسيخ أسس السلام والتعايش وتعزيز العمل العربي المشترك. فقد أكّد جلالته، في أكثر من محفل دولي وعربي، أن قوة العرب في وحدتهم، وأن حلّ الأزمات لا يتحقق إلا بالحوار البنّاء والتفاهم القائم على المصالح المشتركة واحترام السيادة الوطنية.

وإن مشاركات مملكة البحرين في القمم العربية لطالما كانت فعالة ومؤثرة، بما تحمله من مبادرات صادقة تعكس عمق انتماء مملكة البحرين لعروبتها، وحرصها على دعم كل جهد يعزز استقرار وأمن الدول العربية، وهو يُمثل ترجمة حقيقية لثوابت الدبلوماسية البحرينية التي تضع مصلحة الشعوب العربية فوق كل اعتبار.

ومن هذا المنطلق، نتمنى لجمهورية العراق الشقيقة التوفيق في استضافة قمة بغداد، ونتمنى لها كل التوفيق في تنظيم هذا الحدث الذي يحمل آمال الشعوب العربية، ويشكل بارقة أمل نحو مرحلة جديدة من التعاون والتنمية والاستقرار.

إن ما ننتظره من هذه القمة، ليس فقط التوصيات، بل الإرادة الجادة لتفعيلها، بما يخدم القضايا العربية والإسلامية المشتركة، ويضع خارطة طريق شاملة نحو سلامٍ دائم، وتنمية مستدامة، وتكامل اقتصادي فعلي.

ختامًا، فإن قمة بغداد تمثل فرصة تاريخية لإعادة رسم المشهد العربي بروح المسؤولية والتضامن، وهو ما نأمله ونعمل لأجله، بقيادة حكماء الأمة وعلى رأسهم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.

باحث أكاديمي