في خطوة تاريخية تعكس طموحات مملكة البحرين في دخول عالم الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة، أطلقت المملكة أول قمر صناعي “المنذر" يوم أمس السبت الموافق الخامس عشر من شهر مارس 2025م من قاعدة فاندنبرغ للقوات الفضائية في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.، الذي تم تصميمه وتطويره بالكامل بسواعد بحرينية، في إنجاز يعزز مكانتها العلمية والتقنية على الساحة الإقليمية والدولية.

حظي هذا المشروع بدعم ورعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظّم حفظه الله ورعاه، الذي أكد في العديد من المناسبات على أهمية الاستثمار في العلم والتكنولوجيا باعتبارهما مفتاحًا للمستقبل. كما أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، بهذا الإنجاز، معتبرًا إياه خطوة نوعية نحو تعزيز القدرات الوطنية في مجال الفضاء والبحث العلمي.

جاء هذا المشروع ضمن رؤية وتوجيهات سمو الفريق الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، الذي لطالما حرص على دعم الكفاءات البحرينية وإشراك الشباب في المشاريع الوطنية الكبرى. فقد كان لتوجيهاته الأثر الكبير في تمكين الكوادر البحرينية من اكتساب المعرفة والخبرة في مجال الأقمار الاصطناعية، مما يعكس التزام البحرين بتعزيز اقتصاد المعرفة والابتكار.

يهدف هذا القمر الاصطناعي إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، من بينها:

توطين تقنيات الفضاء وتعزيز الخبرات الوطنية في هذا المجال.

دعم المشاريع البحثية والبيئية عبر تقنيات الاستشعار عن بُعد.

تطوير البنية التحتية للبحوث الفضائية في مملكة البحرين وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي.

إطلاق هذا القمر الصناعي هو بداية لطموحات أكبر، حيث تسعى مملكة البحرين إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي لتكنولوجيا الفضاء، من خلال الاستثمار في البحث العلمي وتأهيل الكوادر الوطنية في هذا المجال الحيوي. هذا الإنجاز الوطني ليس مجرد خطوة في مسيرة التقدم العلمي فحسب، بل هو شهادة على ما يمكن تحقيقه عندما تتضافر الرؤية الحكيمة للقيادة مع عزيمة الشباب البحريني الطموح. اليوم، البحرين تكتب صفحة جديدة في تاريخها، واضعةً بصمتها في سماء الفضاء.

باحــــــــث أكاديمي وكاتب صحفي