إن البحث عن مشكلة لهو أمر مهم لأي باحث، حيث يبني فرضيات دراسته على هذه الفجوة غير المدروسة مما يعكس أهمية الموضع المرتبط بها وينوي الباحث الإجابة عن تساؤلاتها كما يسعى إلى بيان أهمية الموضوع وبالتالي أهمية البحث ككل، في نفس الوقت يقوم بتوضيح الفرضيات التي سيبني عليها بحثه، وأيضاً سيشرح آلية سير الدراسة بحيث تقّدم النتائج كما هو مخطط لها.
هنا سوف نبين أهمية المشكلة كما يلي:
المشكلة هي حالة تُعبر عن عدم الرضا أو هي نتيجة غير مرغوب فيها، وتعني الشعور بوجود عقبات أو فجوات (الفجوة: هي الفرق بين الواقع والمتوقع) يجب التغلب عليها لتحقيق هدف معين. قد تكون هذه المشكلة ناتجة عن أسباب معروفة أو غير معروفة، كما وتتطلب إجراء دراسات مستوفية لفهمها ومحاولة لحلها لتحقيق تلك الأهداف المرجوة؛ تختلف المشكلات في أنواعها ودرجة تأثيرها، ومن هنا يأتي أهمية تبيان أنواع المشاكل وخطوات حلها.
في الغالب تنقسم المشكلة إلى قسمين أساسيين هما:
أولاً: المشاكل المُغلَقة هي تلك التي تُوفر كافة الأدوات اللازمة لحلها، وتحتوي على إجابات دقيقة ومحددة. فهي يمكن حلها باستخدام القوانين والمعادلات لبلوغ الحل أو النتيجة المرجوة، كما يحدث في مسائل الإحصاء والرياضيات للطلبة في المدارس والجامعات، وفي تشخيص بعض الأمراض من خلال أعراضها. وبالتالي، من المهم في حال هذا النوع من المسائل التعرف على متطلبات المسألة مع تحديد الهدف، ثم استكشاف المعلومات ذات الصلة بالحل، وأخيراً استخدام الأدوات والتقنيات المناسبة لحل المسألة، وهذا يقودنا إلى أن المشكلة المغلقة، هي ذات الحل تراتبي، وهنا لا نحتاج إلى ابداع ولكن نحتاج إلى اتباع، بمعنى تسلسل للخطوات أو تسلسل منطقي للحل.
ثانياً: المشاكل المفتوحة أو غير المحددة، وهي تلك المشاكل التي ليس لها حل محدد نتيجة لنقص المعلومات والبيانات ذات الصلة، مثل المشاكل التي نواجهها في حياتنا اليومية، مثل: مشاكل تصميم المباني لتقليل عزل الحرارة (صديقة البيئة) أو مشاكل الأعطال في مصنع ما أو مشاكل التي تتعلق بالنرجسية وكيفية الحد منها. يمكن حل هذه المشاكل من خلال وضع استراتيجية للبدء في الحل، ثم تحديد الطريقة المثلى للحل، ومتابعة تقدم العمل، وفي النهاية اختيار الحل الأمثل لتحقيق الأهداف المرجوة. يمكن أن تتفاوت وسائل حل المشكلة بدرجة صعوبة الحصول على بيانات ومعلومات كافية حول الموضع المراد دراسته، وهنا تظهر لنا أهمية المشكلة مفتوحة حيث أنها المجال الخاص بالإبداع، وليس لها حل واحد وانما حلول متعددة، وللعلم فإن 95% من المشكلات التي تواجه رواد الأعمال هي مشكلات مفتوحة.
أينشتاين يقول: ان تحليل المشكلة هو العنصر الأهم في حلها، أي ان تحليل المشكلة هو يمثل الجوهر الحقيقي الذي من خلاله يظهر الابداع، بينما حل المشكلة هو عبارة عن تطبيق أمور جاهزة او قوالب جاهزة تخرج من خلالها لحلول لهذه المشكلة، وكما يقال فهم المشكلة هو عبارة عن نصف الحل.
كيف يتم تحليل المشكلة؟
1- يتم تعريف المشكلة بطريقة صحيحة، والمشكلة هي وجود فرق بين الوضع المراد والوضع الحالي
2- أعراض المشكلة، وهي تتحدث عن الحاضر
3- تبعات المشكلة، ما هي الاثار المستمرة لهذه التبعات على هذه المشكلة وهي تتحدث عن المستقبل
4- أسباب المشكلة، ومن هنا يظهر لنا أهمية وجود استراتيجيات واجراءات يجب التي تظهر أو توضح لنا الأسباب، وهنا يظهر لنا ما يسمى Root Cause Analysis (RCA) تحليل السبب الجذري للمشكلة، أي كما يقال: (البحث عن المرض وليس العرض)، وهي عملية اكتشاف الأسباب الجذرية للمشكلة من أجل تحديد الحلول المناسبة لها. يفترض تحليل السبب الجذري (RCA) أنه أكثر فاعلية في منع حدوث المشكلات الأساسية؛ وهو يقوم بحلها بشكل منهجي، مثال: إذا مرضنا سنذهب إلى الطبيب ونطلب منه التشخيص عن السبب جذري لذلك المرض، إذا توقفت سيارتنا عن الاشتغال، فسوف تتوجه إلى الفني "الميكانيكي" لكي يقوم بتحديد واصلاح ذلك السبب الجذري الذي أدى إلى توقف السيارة عن العمل، إذاً هي اكتشاف السبب الجذري لمشكلة أو حدث ما.
وهنا سوف نضع أهم ثمان نقاط للمشاريع الريادية، حيث يمكن إقامة مشروع ناجح وهي: حول هوايتك إلى مشروع، وفر ما يحتاجه السوق، حل مشكلة ما عمل مربح، اختلف عن الاخرين، ابدأ من حيث أنتهى الاخرون، أبحث عن الأسواق الناشئة، حسَّن ما يقدمه الأخرون وأخيراً إبتكار أفكار جديدة، وهذا يُعتبر من أكبر التحديات التي تواجه رائد الأعمال.
لذلك يبرز لنا موضوع الابداع، ولكي تكون الخدمة أو المنتج ذو ابداع يجب أن يتألف من ثلاثة عناصر وهي: أن يكون جديد، وأن يكون جيد، وأن يكون ذو جدوى، وهذه العناصر الثلاثة تولد لنا معادلة تسمى (المثالية) والتي يكون في "البسط" المنافع ويكون في "المقام" التكلفة والضرر.
ويعني، كلما زات المنافع يجب أن يقل الضرر وتنخفض التكلفة لكن بصورة أقل من الضرر "العلاقة عكسية".
الآن، ما هي المشاكل التي تواجهها لمشروعك مفتوحة أو مغلقة؟ وما هي المنتجات أو الخدمات التي تحصل عليها ويمكنك ان تقول بأنها مثالية؟ وأي واحد من ثمان نقاط للمشاريع الريادية تناسبك؟
*أكاديمي بحريني
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |